إنتقام
بقلم محمد كسبه
_ بعدما حققت كل ما أردت ، هل تشعرين بالذنب يا داليا ؟
_ ذنب أي ذنب يا مني .
أنا لم أخطيء أبدا فأنا إنسانه و أحب من يراعي مشاعري و أحاسيسي و يلبي رغباتي ، يحترم إهتماماتي حتى لو كانت تافهه أو بسيطة ، أنا لست جارية .
_ لكن في هذا الزمن كلنا كالآلات نعمل لنجمع المال و لا نهتم بإحتياجاتنا فكل تفكيرنا في توفير حياة سعيدة لأبنائنا
_ تفكير خاطيء ، مثل تفكيره فهو كل ما يشغله جمع المال ، لم أشعر معه بالحب ، إلا في فترة الخطوبة و بعد الزواج تغير تماما كأنه شخصى آخر .
يعاملني كأني قطعة أثاث ، شيء جميل تعود أن يراه و يمتلكه بمعنى الكلمة حرفيا ، يحب أن يشبع رغباته بأي طريقة تناسبه و ترضيه ، فلقد بلغ به حد الأنانية و التسلط إلى أقصى حد ممكن ، تخيلي كان يأخذ الفيزا و يسحب الراتب كاملا و لا يعطيني إلا القليل .
و في الفترة الأخيرة بدأ يتصنت على مكالماتي مع صديقاتي و يمنعني من زيارة أهلي و أقاربي .
ذات يوم خطف المحمول و قرأ رسائلي على الواتس مع زميلي في العمل ، الذي كنت دائما أكتب له عن همومي و أحزاني ، و كان ينصحني بالصبر و التحمل و يوصيني بزوجي و ببناتي .
قرأ الرسائل و إنهال علي بالضرب ، السب و طردني من المنزل في منتصف الليل ، لم يكن معي نقود لكي أسافر لأهلي في البلد .
كل ما حدث وقتها لم أعيه فكان همي أن أحذف كل الرسائل من الواتس و الحمد لله نجحت .
تخيلي كان سيفضحني و يذلني .
بمساعدة الجيران وصلت لأهلي و كانوا على علم بما حدث ، فقد اتصل بهم و وبخهم .
لذلك قررت الإنتقام منه ، فرفعت ضده العديد من القضايا ، طلاق ، نفقة ، تمكين من الشقة ، تبديد قائمة منقولات ، و محضر إنه خاطف بناتي و هم ما زالوا صغار، أهلي كانوا دعم و سند و الحمد لله كسبت كل القضايا ، جعلته يشعربالذل و الندم ، لولا تدخل الناس كان سيسجن .
و الآن تزوجت صديقي في العمل ، الذي يفهمني و يراعي مشاعري و يهتم ببناتي .
السعادة في الحياة تكون مع الشخص الذي يراعي مشاعرك و يلبي إحتياجاتك أليس كذلك ؟
- السعادة يا صديقتي هي الرحمة و العدل فالظلم لا يدوم و الخيانة ليس لها مبرر أليس كذلك .
التعليقات مغلقة.