إنطباعات عن السينما المصرية
إنطباعات عن السينما المصرية
د.أحمد دبيان
بدأت علاقة مصر بالسينما في نفس الوقت الذي بدأت في العالم، فالمعروف أن أول عرض سينمائي تجاري في العالم كان في ديسمبر ١٨٩٥ م. في باريس وتحديدا الصالون الهندي بالمقهى الكبير (الجراند كافيه) الكائن بشارع كابوسين بالعاصمة الفرنسية باريس، وكان فيلما صامتاً للأخوين “لوميير”، وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائي في مصر في مقهى (زوانى) بمدينة الإسكندرية في يناير ١٨٩٦ م، وتبعه أول عرض سينمائي بمدينة القاهرة في ٢٨ يناير ١٨٩٦ م في سينما (سانتى)، ثم كان العرض السينمائي الثالث بمدينة بورسعيد في عام ١٨٩٦ م.
اختلف المؤرخون في تحديد بداية السينما في مصر فهناك من يقول أن البداية في عام 1896 مع عرض أول فيلم سينمائي في مصر، في حين رأى البعض الآخر أن بداية السينما في 20 يونيو 1907 مع تصوير فيلم تسجيلي صامت قصير عن زيارة الخديوي عباس حلمي الثاني إلى معهد المرسي أبو العباس بمدينة الإسكندرية.
فى كل الأحوال ظلت السينما المصرية انعكاساً للسينما العالمية بتمصير متفاوت للأفلام ، ومن غادة الكاميليا ، إلى امير الإنتقام كانت السينما تمصر البطل النموذج
فمن ايرول فلين الى كارى جرانت ، تم تخليق نظائر لهما متمصره سواء الفنان أنور وجدى أو الفنان عماد حمدى .
وعلى المستوى النسوى كان نموذج هيدى لامار وانجريد بيرجمان هو النموذج الذى تم تمصيره ممثلاً فى الفنانة فاتن حمامة ومديحة يسرى .
على مستوى الكوميديا كان الفنان اسماعيل يس ، هو تمصير للفنان الفرنسى فرنانديل مع استعارات لاحقة لأبوت وكاستيلو لتمصير بعض من افلامهم .
فى كل الأحوال واستثناء فيلم زينب عن قصة الدكتور محمد حسين هيكل ، ظلت السينما المصرية منفصلة عن الواقع الإجتماعى والاقتصادى المتردي للحفاة والمهمشين الذين كانوا يمثلون تسعون بالمائة من الشعب الفقير .
ظل نموذج الشاطر حسن وست الحسن هو نموذج الدفع الإجتماعى الذى تناولته السينما المصرية منذ نشأتها وحتى الستينات.
كان للافلام الدينية التاريخية التى بدأها المخرج سيسيل دى ميل انعكاسها على السينما المصرية فكانت أفلام الناصر صلاح الدين و هجرة الرسول والشيماء وبلال مؤذن الرسول وهنا بدأت خصوصية السينما المصرية .
كان لدور الدولة و المؤسسة العامة للسينما مع افتتاح دور عرض عديدة الفضل فى النهضة السينمائية والتى صاحبت الستينات.
كانت أفلام الستينات ورغم لجوء البعض الى تمصير بتصرف الأكثر تعبيراً عن الشباب النموذج فى تلك الفترة والتوجيه للتعليم كمعيار للتفاوت والدفع الإجتماعى وكان الرديف من الأدباء مثل الاستاذ احسان عبد القدوس والأديب العالمى نجيب محفوظ والأستاذ عبد الحميد جودة السحار والأديب محمد عبد الحليم عبد الله بابداعاتهم التى نهلت السينما منها فصارت السينما المصريك مصرية حقاً.
ورغم ابداعات الفنان يوسف شاهين الا انه ايضاً كان ظلاً للمخرج وودى الان .
كان المخرج توفيق صالح مبدعاً فى طرحه السينمائى واتاح دور الدولة وقتها ان يخرج فيلم مثل المتمردون ينتقد تجربة ثورة يوليو كلها وفى قلب الستينات.
كان ايضاً للمؤسسة العامة للسينما الفضل فى انتاج افلام الراحل شادى عبد السلام والتميز بسينما مصرية شديدة الخصوصية .
بعد انحسار دور الدولة فى السبعينات ظهرت أفلام المقاولات وظهرت شركات الفيديو التى ساهمت فى حرق الأفلام وافلاس دور العرض والتى تقلص عددها كثيراً لننتهى الى خصخصة للانتاج ساهم فيه اما جاهل او ساع الى الربح من مقاولين لتجار لجزارين ، وانتهينا الى كومبرادور ثقافى قام بحلحلة الذوق والوعى ونشر قيم القبح بغفلة من الدولةوتواطؤ من القائمين على الشأن الثقافى أحياناً. فانتهينا الى سينما الفصا
المعبرة عن ١٠٪ من الشعب المصرى ولنسترج النموذج المرضى لست الحسن والشاطر حسن يصاحبه وعلى النقيض ترسيخ العشوائيات واقعاً ونموذجا بطوليًً يتم تعاطيه والترويج له ليغزو طبقات المجتمع فيزيد المحلحل تحلحلاً.
التعليقات مغلقة.