إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق قراءة و تعليق حاتم السيد مصيلحي
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق قراءة و تعليق حاتم السيد مصيلحي
عنى الإسلام بالأخلاق عناية فائقة، فجعلها أصل الدين وأساسه، فزكى الله نبيه ورسوله بقوله:{ وإنك لعلى خلق عظيم}[سورة القلم، الآيه: ٤] وقدمها الرسول على مادونها حين سئل عن الدين، فقال:” حسن الخلق”، فلم تكن العبادات طقوسا جوفاء، يؤدها المرء دون أن تحدث أثرا في نفسه، أو تجلب نفعا له في حياته ومجتمعه الذي يعيش فيه، وإنما شرعت العبادات في الإسلام لصيانة الأخلاق.
فالذي يصلي ولا تنعكس صلاته على سلوكه، أحدث بذلك خللا فيها، لا يقضي ببطلانها بالكلية، لقوله تعالى:{ وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}[سورة العنكبوت، الآية: ٤٥] فليراجع صلاته، وكذلك من يصوم ولا ينعكس صومه على سلوكه، فلابد من وجود نقص اعتراه، لقوله تعالى:{ ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصلاة كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}[ سورة البقرة، الآية: ١٨٣] فإن لم تتحقق التقوى، فليراجع الصائم صومه دون الحكم بفساده أو بطلانه، حيث يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه “، وكذلك الذي يخرج زكاته إن لم يحدث بها تزكية للنفس، وطهرة للقلب، فليراجع نفسه لقوله تعالى:{ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}[ سورة التوبة، الآية: ١٠٣] وقوله تعالى:{ ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}[سورة البقرة، الآية ٢٦٤] فمن أدى الزكاة والصدقة لابد أن يتحلى بأحسن الخلال، وكذلك الحاج الذي لم يتغير حاله إلى الأفضل بعد أدائه الفريضة، فلابد أن يراجع نفسه. فالخلق: سجية وطبع، أما التخلق: تكلف من الإنسان يحاول به أن يظهر من أخلاقه خلاف مايبطن، وقد جاءت في القرآن الكريم آيات قصيرات بألفاظها واسعات فسيحات بمفاهيمها ومضامينها، مثل قوله تعالى:{ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[ سورة الأعراف، الآية: ١٩٩] وقوله تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}[سورة النحل، الآية: ٩٠] وكعادة المؤلف ـ الأستاذ الدكتور مصطفى حسين إمام وخطيب مسجد الصفا والمروة ـ كل عام يخرج لنا رسالة جديدة يدق بها ناقوسا، ويذكر بها نفوسا، ويجلي بها قلوبا علاها الصدأ، فيرسخ مفاهيما، ويزيل خطأ أو لغطا علق بعقيدة الناس أو بألسنتهم دون أن يدروا مغبته، فطوف بنا في هذه الرسالة بأخلاق وسجايا ( الصدق، والأمانة، والصبر، والعفو، والوفاء…..)
ويختم حديثه بقوله: كن هذا الرجل المتحلى بالصفات الحميدة، والخصال الجليلة، ولا تكن ذلك الرجل الذي قال عنه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ” إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه “.
نسأل الله العلى القدير أن يبارك في عمره وعمله، وأن يتقبل دعوته إليه قولا وعملا، سرا وجهرا.
التعليقات مغلقة.