إنها من بعض ظنك… هناسعد
إنها من بعض ظنك…
هناسعد
إنها من بعض ظنك
إن الجمال موجود فى تفاصيل الكون الفسيح ولكن قد لا تراه ولا تحسه ولا تلمسه وليس معنى ذلك أنه غير موجود ولكن روحك هى الغائبة ابحث عنها ستجد جمالًا يليق بك.
صدق الشاعر إيليا أبو ماضي حين قال:
“كن جميلًا تر الوجود جميلًا”
وأوجز طاغور الفيلسوف الهندي فأنجز بمقولته: “لايوجد جمال إلا بوجود معجب به”
حقًا ما فائدة الجمال إذا لم نستحسنه.
الجمال الحقيقي يوجد داخل الإنسان ليس خارجه وبقدر ما لديك من جمال داخلي سترى نفس القدر فيمن حولك وفيما حولك
وإلا فلماذا يشعر الإنسان بالضيق والضجر وحوله حدائق غناء وطيور شادية وأنهار عذبة ونجوم تتلألأ
وينعم بالصحة والعافية
وغيره من حرم من ذلك كله يملك سلامًا داخليًا عميقًا؟!!!!!!!!!!!!!!!
إذا كان بداخلك نقي تقي رضّي هنّي واثق أن هذه الحياة زائلة وأن الممات يحتاج العتاد والذي فى جملته؛ الصبر، والرضا، والاستمتاع بالقليل؛ ستعرف أن الجمال ليس فيما حولك ولا ماذا تملك…
الجمال يوجد بداخلك وأنت تنضح بما فيك؛
فإذا كان بداخلك نور؛ سيشرق الكون من حولك،
وإذا كنت طيب القلب؛ فسترى مِن غيرك أفعالًا تطيب قلبك وتمسح على خاطرك
وإذا كانت نيتك صافية؛ ستصفو نوايا الخلائق تجاهك
سترى الوجود من حولك حقًا جميلًا وستجتمع لديك أسباب السعادة مع ندرة ما معك من عوارض
فما فائدة مروج متنوعة الأزهار والألوان إذا لم تُذهب عن قلبك الكآبة، وما فائدة الورود ذات الروائح الذكية والألوان البهية إذا لم تمح عن نفسك اعتلالها، وما فائدة الغنى إذا لم يُغن روحك.
إن هذ الكون الفسيح بما فيه من سعادة وتعاسة،
وقلق واطمئنان، وصخب وهدوء، وسخط ورضا، وقبح وجمال؛ ما هو إلا انعكاسك أنت وانعكاس روحك وذاتك وفكرك ومعتقداتك ورؤيتك الشخصية؛ كلها انبعثت منك وسكنت فيك
ما الضيق إلا ضيق فهمك وما السعة إلا سعة عقلك
ما النقص إلا منك وما الزيادة إلا لك وما كآبة الكون إلا من بعض ظنك
استمتع بأبسط الهِبات ولا تقتحم النزاعات؛ عليك نفسك لا يضرك ضرهم فليس بمقدورك إصلاح الجميع يكفيك أن تصلح ما بينك وبين نفسك، وما بينك وبين ربك، فإذا أصلحت هذا؛ فقد ملكت خزائن السعادة وأتنست روحك بالجمال
افرغ ما بقِدْرك من رفض واملأه بالقبول
فلا يختفي نورك ولا يحجب إشراقك أفول
التعليقات مغلقة.