إهمال عادل ” قصة قصيرة للأطفال” بقلم / أيمن دراوشة
عادل ومحسن صديقان منذ سنوات طويلة، وكانت صداقتهما أقوى من أن تهزها ريح الخلافات والكراهية، وعلى الرغم من بعض المشكلات التي يمكن أن تحدث بين الأصدقاء احتاج عادل جهاز الآيباد من صديقه محسن بعد أن تعطل جهازه ولم يكن يملك تكاليف إصلاحه، وعليه أن ينجز بعض الأعمال المدرسية التي كلفه بها مدرس مادة التربية الإسلامية، فلم يبخل صديقه محسن من إعارة جهازه لصديق عمره.
تسلم عادل الجهاز سليمًا من أي أعطال، ووعد صديقه محسن بالمحافظة عليه، وإعادته بعد ثلاثة أيام وسوف يتحمل أي أعطال قد تحدث له.
لم ينفذ عادل وعده بالمحافظة على الجهاز، بل ترك الجهاز أمام إخوته الصغار كي يعبثوا به حتى تم إتلافه، وعندما جاء عادل لاستخدام الجهاز وجده لا يعمل، بل وبه كسور أيضًا، حينئذ غضب جدًّا من إخوته، وكاد يضربهم لولا أنَّ أباه قد منعه، ووبخه بسبب إهماله، فالصغار لا يعون التخريب والاتلاف ولهم ألعابهم الخاصة.
احتار عادل ماذا سيقول لصديقه عند إعادة الجهاز لصديقه؟!
كان عادل يضطرب كلما اقترب الموعد، فالمواجهة صعبة، لكن ما باليد حيلة.
قرر عادل تسليم الجهاز لصديقه بالوقت المحدد، وعند التسليم أخبر عادل محسنًا أن إخوته الصغار قد قاموا بالعبث بالجهاز، فأتلفوه، ويعتذر عمَّا بَدَرَ منه من إهمال.
هنا استشاط محسن غضبًا، ووبَّخ صديقه لعدم محافظته على الجهاز كما وعد، ولم يكتف محسن بالتوبيخ، بل طلب تعويضًا ماليًا عن خسارته لجهازه غالي الثمن، فيما غادر عادل يبكي لا يلوي على شيء، فهو من أسرة فقيرة لا يملك ثمن الجهاز.
بعد مدة ليست بالقصيرة شَعَر محسن بتأنيب الضمير بعد أن أصبح عادل يتغيب عن المدرسة؛ خوفًا من مواجهته، فذهب إلى صديقه عادل، واعتذر منه على توبيخه له ساعة غضب.
فرح عادل بمسامحة صديق عمره له، وعاد الصديقان كما كانا سابقًا يتعاونان ويلعبان سوية، وليضربا لنا مثلًا رائعًا في التسامح والعفو.
تمت
اللوحة بريشة الفنانة المبدعة ريم خضر سلامة
التعليقات مغلقة.