موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

إياك وأكل مال الحرام… محمد الدكرورى

256

إياك وأكل مال الحرام


محمــــد الدكـــــرورى


إن كل معاملةٍ ليست على أصلٍ شرعيٍ واضح فهي من أكل أموال الناس بالباطل الذي حرّمه الله ونهى عنه ، وقد خلق الله عز وجل الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له، وأمرهم أن يأكلوا من طيبات ما رزقهم من الأرض، وأن يجتنبوا الحرام والخبيث .

فقال الله عز وجل فى كتابه الكريم ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ “ويقول عز وجل أيضا ” يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً ” .

ويشير النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى خطورة أكل المال الحرام ، بأي طريقة كانت ، وأي وسيلة حصلت ، فالمال الحرام سبب لمنع إجابة الدعاء ، وإغلاق باب السماء ، فالمال الحرام طريق مستعر ، محفوف بالخطر ، وسلم هار ، ينهار بصاحبه إلى النار ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ ، أي : من حرام ” رواه الترمذي .

واعلموا أنما هذه الحياة الدنيا أيام وسويعات ما تلبث أن تنقضي وتذهب ، وفجأة يجد العبد نفسه موقوف بين يدي الجبار سبحانه وتعالى ، فيسأله عن ماله من أين اكتسبه ، وفيما أنفقه ؟ ويسأله ربه وهو أعلم به ، ماذا عمل بأوامر القرآن والسنة ونواهيهما ، هل أطاع الأوامر وترك الزواجر ، أم ارتكب الحرام ، وترك الحلال ، فيا أيها الناس أعدوا للسؤال جواباً ، وللجواب صواباً ، فلابد من تقوى الله في المعاملات ، وخشيته في الغيب والشهادة ، والخوف منه سبحانه فهو مطلع على السرائر والضمائر ، كما يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .

وحبُّ المال، والتعلُّق بطلبِه، والشَّغَفُ بجمعه، والحِرصُ على تنميته، وداومُ العملِ على حراستِهِ من الغوائِلِ، وكذا صيانتُهُ من الآفاتِ؛ مركوزٌ في الفِطَر، مُستقرٌّ في العقول، مُستحكِمٌ في النفوس ، وقد كان هذا الحبُّ الشديدُ جديرًا بأن يذهبَ بصاحبه كلَّ مذهبٍ، خليقًا بأن يُركِبَه كلَّ مركَب، لبلوغ غايتِهِ في إصابةِ أوفَى نصيبٍ منه، غير أن الله تعالى لم يدَعْه وحيدًا أمام سِحر بريقِه، أسيرًا لفتنتِه وإغرائه، يخبِطُ خَبْط عشواء في جمعه وإنفاقه؛ بل أقامَ له معالِمَ، وحدَّ له حدودًا، ورسَمَ له طريقَ سيرٍ يُفضِي بسالكِهِ إلى خير غاية، وينتهي به إلى أكمل مقصود .

والسُّحْتُ هو الحرام في كل صُوره؛ كأكل الرِّبا وأكل مال اليتيم وأخذ رُشَا، ومهر البغِيّ وحُلوان الكاهن وهو ما يأخُذه أجرًا لكِهانته، وما يُؤخَذ أجرًا لبيع المُسكِرات والمُخدِّرات، وكافة أنواعِ البُيُوع التي حرَّمَها الله ورسولُه ولنعلم جميعا إنها لنهايةٌ مُرعِبة، ومصيرٌ مُفزِعٌ تقَضُّ له مضاجِعُ أُولِي النُّهى، وتُوجِبُ تفتُّحَ الوعيِ لإدراك سبيل النجاة، والظَّفَر بأسبابِ السلامة والحَظْوة بمسالكِ العافية التي تأتي في الطليعةِ منها تقوى الله تعالى، والاستحياءُ منه حق الحياء؛ فإنه من أظهر أسبابِ التنزُّه عن أكل الحرام.

فحِفظُ البطن وما حوَى؛ أي ما وُضِع فيه من طعامٍ وشرابٍ، بأن يتحرّى الحلال منهما، وأن يُوقِنَ بأن ما قُسِم له من رزقٍ فإنه سوف يستوفيهِ بتمامه قبل مماته، فلا يحمله استِبطاءُ الرزقِ على طلبِهِ بسُلُوك سبيل المعصية؛ فإنها نذيرُ شُؤم، وسببُ حِرمان ، فاحذروا أيها الناس من أكل المال الحرام فهو مستنقع قذر ووحل ضرر ، سبيل إلى الهلاك ، ومركب إلى الهاوية ، فاحذروا المال الحرام بكل صوره وأنماطه وشتى أنواعه وأشكاله فهو خبيث والله تعالى لا يحب الخبيث فقال سبحانه وتعالى ” قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب “.

وأن يذكُر على الدوام أن اللهَ سائِلُه يوم القيامة عن المصدرِ الذي اكتسَبَ منه مالَه، وعن الوجوه التي أنفقَه فيها سُؤالَ تقريرٍ ومُحاسَبَة، يكونُ من بعدها الجزاءُ العادلُ ولا يظلِمُ ربُّك أحدًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تزولُ قدمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن عُمره فيمَ أفناه، وعن علِمِه فيمَ فعلَ فيه، وعن مالهِ من أين اكتسَبَه وفيمَ أنفقَه، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاه”. رواه الترمذى

وأن يعلمَ أن قليلَ المال الذي يكفيه خيرٌ له من كثيرِ المال الذي يُلهِيه عن كلِّ ما يصلُحُ به أمرُه، وتستقيمُ به حالُه في دينه ودُنياه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما طلَعَت شمسٌ قطُّ إلا بعثَ بجنبَتَيْها ملَكَان يُنادِيان يُسمِعان أهلَ الأرض إلا الثَّقَلَيْن يا أيها الناسّ هلُمُّوا إلى ربكم؛ فإن ما قلَّ وكفَى خيرٌ مما كثُر وألهَى…” رواه احمد

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ” ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ” وَإِنْ كان قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ ” أخرجه مسلم

فانظروا أيها الناس كيف أن أخذ عود السواك ظلماً وحراماً كان سبباً من أسباب دخول النار والعياذ بالله فكيف بمن يسرق أكبر من السواك ، لجرمه أعظم ، وعقابه أكبر ، ومن الناس اليوم من لا يخاف الله تعالى ولا يتقه ولا يخشاه ولا يراقبه فتراه مقسماً بالله حالفاً به زوراً وظلماً عمداً وعدواناً ليأكل حفنة من المال الحرام .

أو ربما كان قسمه سبباً لإزهاق حق أو إظهار باطل وكم هي المشاهد والمآسي المؤلمة التي نراها ونسمعها عمن حلف بالله كذباً وزوراً إرضاءً لنفس ، أو نكايةً بأخرى ، فكانت العاقبة موتاً مفاجئاً ، وحادثاً مروعاً عذاباً فوق العذاب ليذوق وبال أمره .

ومن صور المال الحرام أخذ أموال الناس بقصد السلف والدين مع إضمار النية بعدم رده وسداده أو التهاون في ذلك فهذا هو الظلم والعدوان والتعدي على حرمات الواحد الديان فقال عز وجل ” ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ” .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَها يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ ” رواه البخاري

واعلموا أن أكل المال بمثل هذه الصورة من صور المال الحرام هو ظلم وتعد على الأموال المعصومة ، فمن كانت لديه أموال لأناس أسدوا له معروفاً وقدموا له إحساناً فعليه أن يرد المال لأصحابه ،والإحسان إحساناً فيقول الله عز وجل ” هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ” وقال تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ”

واعلموا أن من يأكل أموال الناس بطريقة خسيسة وحيلة ملتوية ، لا إسلام ، ولا إيمان له ويصدق ذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ” متفق عليه

فأين الإسلام ممن لم يسلم الناس من يده وأين الإيمان ممن لم يرع أموال الناس فاتقوا الله عباد الله وردوا الأمانات إلى أهلها وتوبوا إليه قبل أن لا يكون دينار ولا درهم وإنما هي الحسنات والسيئات ،فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ ، أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ” أخرجه البخاري .

فاحذر أن تطعمَ نفسك وأولادك من المال الحرام، سواء كان هذا المال رِبًا أو غِشًا أو سرقةً أو اختلاسًا أو رشوةً أو غير ذلك من المكاسب الأخرى المحرمة واعلموا أن من يتقي الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، واقتدوا بالسلف الكرام بالحذر من أكل الحرام، فلقد كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام .

التعليقات مغلقة.