” إيثار الصمت ” خاطرة بقلم/ خلود أيمن
لن يسمع أحد صراخك أو يشعر بأنينك الداخلي ، ستظل أسيراً لصمتك لحين أنْ تفقد الرغبة في الحديث ، تُفضِّل الوحدة ، الانسحاب في أغلب المواقف ، الهرب من المواجهة ، اجتناب أي حوار أو نقاش قد يجلب إليك الضيق أو يؤدي للخلاف بفعل اختلاف وجهات النظر ، فكثير من البشر صاروا على تلك الشاكلة فأصبح الكثيرون يشعرون بالغربة وإنْ كان في محيطهم المزيد من البشر ، صار الأغلب يَجدون في الصمت ألف وسيلة للراحة بخلاف الإفصاح الذي لا يجلب إليهم سوى مزيداً من البؤس والشقاء والضلال والحيرة وقلة الثقة في أنفسهم لعدم إيجاد مَنْ يتفهمهم ، فلديهم الحق في ذاك الشعور فهناك مَن يعتقدون أن رأيهم هو الصواب دائماً دون منح الفرصة للآخرين للتعبير عن أنفسهم وعمَّا يجول داخل صدورهم فهذا ما يُشكِّل شخصياتهم على المدى البعيد ويُكسِبهم الثقة في أنفسهم بشكل تدريجي ، وكي لا يُحبِّذ المرء الصمت والانعزال عليه أنْ يجد مَنْ يصغى إليه ، مَنْ يقتنع به وبوجهات نظره التي بالطبع ستختلف كثيراً عن الآخرين دون أنْ يتهمه بالخطأ أو يُوبِّخه لمجرد رغبته في التعبير عن ذاته وعن مكنون قلبه ، وبتلك الطريقة سيشعر بالرضا عن نفسه والرغبة في التفاعل والانسجام مع الآخرين دون الهرب من مجالسهم وأحاديثهم التي كان يُعِدها غير مجدية في الزمن الراحل …
التعليقات مغلقة.