إِحْتِضَارْ حَرفْ … شعر أيمن رضوان … دَهَارْ “إبن من أبناء إبليس “
فِي ظِلالِ نشيدِي
لِحروفِي وجعٌ ممتدْ
من أَلِفٍ عَلَّمُوني صَغيراً
أنهَا شقيقةُ العصَا
فصرتُ أخشَى سطْوتهَا
كرهتُ حتى نظرتهَا
من برجِها العاجيْ
ورغم نحافتهَا
حَجبَتْ عني إشراقةَ غَدْ
ومن همزتها المعقوفةِ
كدروب المستحيلْ
أيقنتُ ألّا فائدة تُرجَى
من صفحاتٍ ملأى
بهمزاتِ القطعِ ، الٔفصلِ
الْبترِ لكل آياتِ الجمالْ
لكل ما يصبو إلى شئٍ
من كمالْ
ليبقى فَكَّا ( دَهَارْ )
وقدْ برذَا ليُعلنا للعالمِ
أن الفردوسَ المفقودْ
مرهونٌ بينَ حروفِ العطفِ
تلكَ التي سكنتْ
رأسَ الشيطانِ الأكبرْ
(فائها) يتبعها القهرُ
وقبلَ (الواوِ) ضياعٌ ودمارْ
( ثم ) الكذبُ مدينةٌ
على أبوابها تُيوسٌ
باعوا شرفهم بحصادٍ أجوفْ
والقضيةُ خاسرةْ
وضمورٌ قد أصابَ
ما تبقى من أبجديتي
فرحتُ أسقِي الحرفَ
تلوَ الحرفِ
عزفاً على أوتارِ الأملِ
عَلَّها تخضَرُّ واحاتِ الأمنياتْ
فإذا الياءُ تُذكِّرني
حلميَ الذي شاخَ قهراً
رغمَ أنهُ لم يصلْ للفطامِ
فينطوي بعضِي على بعضِي
ومعَ احتضارِ الأماني
بات البؤسُ عقيدةً
واقعاً ماثلاً
في الحدقاتِ لا يغيبْ
وذا صهدُ الوجعِ
يلفحُ وجهَ الذكرى
فتنزوي خلفَ تلال الألمِ
وذا مداديَ الذي طالما
غرَّدَ فرحاً في قصائدِ عشقِي
أَعْلنَ العصيانَ أقسمَ
لن يبللَ ريقَ القوافي يوماً
ولن يعودَ ليعزفَ لحناً
في فضاءاتِ عهدٍ
موسومٌ بالفجورْ
هذا المنسدلُ
في ساحاتِ البوحِ
فأضحتْ كل قصائدنا
حبلى من سفاحْ
التعليقات مغلقة.