موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ابتسامة رغم الألم بقلم / بوعون العيد

689

ابتسامة رغم الألم بقلم / بوعون العيد


في باحة الحياة المرصوفة بالٱلام والأوجاع ، يتحرّك موكب العباد صوب تحصيل أرزاقهم ، وقوت عيالهم ، كلّ حسب ما قسّم له ؛ من موفور عيش ، ورغده ، وبين كدّ وتعب ، وفاقة ومسغبة ، وفي طريق السّعي يقف شبح الفقر حائلا ومانعا أمام المبتغى ، وفي ظلام طلب الحاجة يسير الموت ، ونحن نسير وراءه خائفين منتحبين دون أمل في الوقوف ، وفي أنين فلذات الكبد ، وهم يتضوّرون جوعا ، منتظرين ساعة عودة ذاك الذي تتقاذفه أمواج العدم في شوراع الحياة ، وأزقتها بحثا ، وسعيا للكسب فلا يجد ما يبرّد غلّته ، ويحقّق أمنيته، وقد خارت قواه، ويخشى أن يعود مساء لزوجته وصغاره خالي الوِطاب … ثمة كانت أفكاره تصعد، وتهبط ، تعلو وترتفع ، تميل، وتمِيد ، تضارع سفينة تتقلب بين أمواج البحار من شاطىء إلى شاطىء …! حتى تراءى له اليسر بعد عسر، والفرج بعد ضيق ، وتولّد لديه نور الكسب من رحم ليل اليأس الدّاجي ؛ فأسرع الخطى ، وسَرت بداخله قشعريرة الفرح ، واهتزت نياط قلبه ، واشتدّت قواه بعد خَوْر ، وأقبل على العمل رغم أنّه كان مُضنيا مُنهكا ، و لا يتعدى شراء أرغفة لا تسمن ولا تغني من جوع، لكنّه تذكّر أطيب ساعة يُطلّ بها على أولاده ، فيسرعون إليه فرحاوبشرا ، فيحتضنهم سعادة واغتباطا ، فيمسحون محياه من الغبار ، ويتحسّسون مواطن جسده، وهو يتمسّح رؤوسهم ، ويفرك شعرهم ، فتتهلّل بذلك سرائره ، ويتنفّس صعداء مشّاق يومه ، وهو بين الحزن والابتسامة حتّى تساقطت دموعه مبلّلة لحيتيه ، تضارع تساقط النّدى من أجفان اللّيل في كبد الصّباح ، وهو يحادث نفس متمتما: نحن البائسون الجياع لا يسمع صراخنا ، وأنين أوجاعنا أولئك السّائرون بسرعة مع تيّار نهر الحياة ؛ لأن ضجيج الأيام وصخب الدنيا يملأ ٱذانهم ، وقد ماتت فيهم انسانيتهم ، وتلاشت ، واضمحلّت ، أمّا نحن فقد استيقظت فينا بيقظة الرٌبيع وسنظلّ مبتسمين، حالمين، بغد مشرق ، ملؤه الٱمال الواعدة ، والأحلام الضّارعة ، فلا تحزن يا قلبي فمن بات يترقّب الصّباح متجلّدا يعانقه الصباح مشتاقا ، وفي كنف الأسرة تزهر فسائل البُنوّة وتنال من ألطافها كلّما تقلّبت في أعطافها . نحن نسعد بلحمتنا ، وأولئك تعساء بفرقتهم . نعم هذا دأبنا ودَيدنُنا ، وسجيّتنا ، فلا يغترّنّ أحدٌ بأسبالنا البالية ، وشَعاثتنا ، فنحن بالله واثقون ، وبه متمسكون ، وبما قسّم راضون ، وإنا إليه راجعون ، فللّه الحمد مانحا ومانعا ، ومعطيا وممسكا .

التعليقات مغلقة.