ابْنَتي …شعر محمد إبراهيم الفلاح
أشجى البلابلَ قلبيَ المنكودُ
وَبِذا تَغَنَّى طائرٌ غِرِّيدُ
فإذا الحُلوقُ مع الحناجرِ في المَدى
مِن خَلْفِهِ قد رَدَّدَتْ وَتُعيدُ
لمَّا تَقاطرتِ الدُّموعُ مِنَ الجوى
أضحى يُشاطِرُني البُكا وَيزيدُ
إلفانِ في ظلِّ الشُّجونِ تَعارَفا
دُون البيانِ طَغى الهَوى المعقودُ
هُو كُلَّما أدْمى العُيونَ بِصَوتِهِ
إنسٌ وَجانٌ في الشُّواظِ أُعِيدوا
ما أثملَ اللَّحْن الَّذي مِن فِيههِ
شَجْوُ المُحِبِّ على المُحِبِّ شَديدُ
قد أُطْعِمَ القَلبُ الكَليمُ بِلَحْنِهِ
إذْ في المَعاني صِدقُها المَعْهودُ
واهًا لِوَقْعِ نَحِيبهِ مَعَ دَمْعَتِي
هذا النَّحيبُ نَشيجَ تِلكَ مُعيدُ
أبْكي وقد سَقَتِ الدُّموعُ بُنَيَّتي
في قَبْرِها يَرثي الجَمالَ جُنودُ
وَاهْتَـزَّ سُلطانُ الطُّغاةِ تَشَفِّيا
قد صارَ مُلْكٌ للبُغاةِ يَبِيـدُ
مِن قَبل أنْ يَفنى الزَّمانُ عَـزاؤها
مِن كُلِّ أقطارِ السَّماءِ وُفودُ
هذا العراقُ وَشامُنا… سُودانُنا
ثارتْ لَهُنَّ أشاوسٌ وَأُسودُ
قامَتْ قِيامَتكُمْ؟! بِما؟ بِدِما ابْنَتــي؟!
شَجَرُ العُروبةِ بَعد يُبْسٍ غِيــدُ
غِيــدُ: جمع أغيد وهو المُتَثَنِّي في نُعومة من النبات والأشجار
التعليقات مغلقة.