اتوبيس (737) … بقلم أحمد يوسف سليم
اتوبيس (737) …بقلم أحمد يوسف سليم
هذا الموقف حَدث منذ أكثرمن (25)عاماً
كنت في زيارةٍ إلى أقاربي بالقاهرة، وكنت أول مرة تطأ قدمي تلك العاصمة المكتظة بالسكانِ، شابٌ ريفي عمري حينها لم يتجاوز تسعة عشر عام، وصلت إلى العنوان بمعاناة ،بل أكاد أن أُجزم أنني وصلت له بمعجزة، كنت برغم سني، إلا أنني شعرت بأني طفل تائه ؛ ولكن تعليمي كان سلاحي في الوصولِ ..وفي صباح اليوم الثاني كان عليَّ الذهاب الى مكانٍ آخر لتوصيل أمانة ،كُّلِفت بها من أحد أهالي القرية عِندما عَلم أنَّي ذاهب الى القاهرة لزيارة أقاربي ،فطلب مني توصيل مبلغ من المال الى أحد أبناؤه الذي كان يدرس حينها بكلية اللغة العربية ؛وبيني وبين الوصول اليه، حدثت نقطة تحوّل بحياتي ، وتحديدًا حين ركبت باص نقل الركاب الذي يحمل رقم( 737)صعد في وسط زحام رهيب.، جاء ركوبي من البابِ الأمامي خلف السائق، وعِندما صعدت سُلّم الإتوبيس وسط زحام فظيع للحصول علي مكانٍ أقف آمنًا فيه ،وجدت أمامي فتاة فائقة الجمال ؛كانت تقريباً أصغر مني سنة أو تُعادل سني ملامحها بريئة إلى حد كبير جداً؛ لفت نظري التزاحم والتحرش وسط الزِحام .،وبدون أن أشعر وبعفوية غير محسوبة وإذ بي أضع يدي على كتفِ تِلك الفتاة وكأني أبعث رسالة للركاب أنها تخصني؛ وبداخلي أني أحمي تلك الفتاة، الغريب في الموقف الصمت من الفتاةِ وعدم رد فعل على ما حدث مني ، ظلَّ الوضع ما يقرُب من دقيقةٍ، وأذ بي أنتبه لِما فعلت وبدون شعور سحبت يدي ونظرت للفتاة وأنا لا أعلم كيف أبدأ حديثي ،لكي أشرح لها لِماذا فعلت هذا ! خرج صوتٌ مني مُتقطع ، أنا لم أقصد غير.. أني ………! وقبل أن أُكّمل تلعثُمي إذ بالفتاة تمسك يدي لتضعها فوق كَتِفها مرة أخرى، وهي تقول أعلم أنك أردت حمايتي ؛ فعمّ الصمت أرجاء الحدود بيننا إلى أن قالت أنا هنزل المحطه القادمة، قلت لها : أنا مازال على نزولي ثلاث محطات ، إبتسمت وقالت: شكراً لك.. ياريت شبابنا كلهم مثلك أو يعتبروا منك !ولم آراها منذ هذا اليوم
ولكني تَعلمت فِعل الخير الصادق يصل القلوب بدون شرح ولا مُبررات
التعليقات مغلقة.