موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

اجتماع قصة قصيرة تأليف : محمد كسبه

871

اجتماع قصة قصيرة تأليف : محمد كسبه

سمع صوت أمه فاستيقظ من النوم ، نظر بدهشة حوله ، وجد نفسه في بيته القديم ، تعجب من الأمر ، هل عاد به الزمن للخلف ، لكن الفارق أربعون عاما .
صوت المذياع يدوي في البيت بأغاني الصباح ، جلس على حافة السرير و ظل يفكر ماذا يفعل ؟ كيف سيذهب لعمله بالبنك بهذا الجسم الصغير و بهذه الملابس التي ألبستها له والدته رغما عنه .
ابتسم حين رأى والده الذى توفى منذ ثلاثين عاما ، جرى بسرعة نحوه ، حمله الأب ، قبله ، ربت على ظهره ثم وضعه ، نظر إلى أبيه بحزن و لكنه كان يشتاق لسماع صوته
‏- يا إبراهيم أنت لم تذاكر دروسك بالأمس ، و لم تكتب الواجب ، كما أن والدتك أبرحتك ضربا لأنك كنت تلعب في الشارع و اتسخت ثيابك ، يا بني لا تفعل ذلك مرة أخرى .
‏نظر إليه ابراهيم بتعجب و لم يرد ، و تحدث إلى نفسه ما أجمل تلك التجربة ، العودة إلى الماضي شيء جميل .
نظرت الأم لإبراهيم بدهشة و استطردت حديثها قائلة : إبراهيم ولدك أصبح مهملا و كسولا و لا يحب المذاكرة ، كما أنه تشاجر مع الصبيان في الشارع و تلفظ بألفاظ بذيئة جدا ، و الأسوأ من ذلك أنه كسر فانوس زينب بنت عم علي الخياط .
وضع إبراهيم يده على فمه و ‏ابتسم و لم يرد ، فلا يعرف كيف سيبدو صوته ، فكل ما يدور في مخيلته هل سيعقد مدير البنك الاجتماع بدونه مع الموظفين أم سيؤجل الاجتماع إلى الغد ، فالأمر هام جدا .
الأم : هيا تحرك يا إبراهيم ، امسك الحقيبة في يدك ، يجب أن تلحق طابور الصباح بالمدرسة .
أخذ ابراهيم الحقيبة و فتحها على الأرض و أخرج كل ما فيها بشغف و فضول ، وجد فيها الكتب و الكراسات الخاصة بالصف الأول الابتدائي ،و وجد قلم رصاص صغير ، نصف ممحاة مثقوبة بسن القلم ، صاروخ ورقي وأخيرا وجد ورقة ملفوفة ، فتحها وجد بها سندويتشات البطاطس و الجبنة القريش ، و وجد أيضا حصانا بلاستيكيا صغيرا .
اندهشت الأم مما فعله و ضربته على كتفه ثم وضعت كل الأشياء في الحقيبة مرة ثانية و قالت : هيا يا إبراهيم انزل مع أخيك عاصم و اذهب معه للمدرسة ، مصروفك ثلاثة قروش في جيب المريلة .
في الطريق إبراهيم كان يتابع ما يحدث بشغف ، كأنه يسجل كل ما يراه صوت و صورة ، عربات الكارو ، الحناطير ، الباعة الجائلين ، العمال ، الموظفين و الفلاحين في طريقهم للحقل و خلفهم المواشي .
وصل إبراهيم و إخوته إلى المدرسة على البوابة احتجزتهم الشرطة المدرسية مع الطلاب المتأخرين و أمرهم المعلم بالوقوف انتباه لتحية العلم بعد التحية جمع الطلاب المتأخرين القمامة من فناء المدرسة ثم انصرفوا إلى فصولهم .
في الفصل
دخل إبراهيم الفصل و شاهد زملاءه الصغار ففرح جدا ، فكر كيف أصبح حال هؤلاء الصغار بعد أربعين عاماً ، كيف سيتعامل معهم الآن ، هل سيجرى و يلعب معهم أم سيتعامل بعقله .
قبل أن يجلس في مقعده نظر لزميله المشاغب محروس و أخرج لسانه و غمز له بعينه ، استدار له محروس و لكمه بقوة في وجهه ، شعر بوجع شديد و صرخ من الألم ، على الفور استدارت المعلمة و سألت ماذا حدث ، الفصل أصبح فوضى و الكل يحكى للمعلمة ، طلبت منهم جميعا السكوت ، و ربتت على كتف إبراهيم ، ثم عاقبت محروس
وضع إبراهيم ساعديه على التختة و مال برأسه ثم غط في النوم .
بعد مدة قصيرة أيقظه زميله نادر و أخبره أنه قد حان موعد الإفطار ، اندهش مما سمع
نظر حوله فوجد نفسه على المكتب في البنك ، أمامه المائدة الرمضانية المجمعة التى أعدها الزملاء .
على المائدة سأل إبراهيم
ماذا عن الاجتماع هل تم تأجيله ؟ أخبروه بأن المدير حين وجده في قيلولة أثناء الصيام ، عقد الاجتماع بدونه و عليه الاطلاع على القرارات فيما بعد .
‏قرأ الفاتحة لوالده المتوفي و دعى لأبنائه ثم تناول الإفطار مع الزملاء .

التعليقات مغلقة.