اجذلوا منهم الهواتف بقلم.مرفت شتلة
اجذبوا منهم الهواتف… بدِّلوها بصور شام
طفلة السابعة التي غيرت وفجرت قضية لا يستهان بها، أطفالنا وما نريد لهم من حياة، القصة بدأت في سوريا حينما حدث انفجار لسيارة؛ فتفقد شام والدها وتصاب بشظايا في رأسها لتنجو من موتٍ محقق لتُحيي فكرة وتقود ثورة لكل أطفال العرب، تتولى والدتها رعايتها، تلاحظ شغفها وحبها للقراءة، تنهل الفتاة من الكتب لتتخطى المائة كتاب، وبلغةٍ عربية سليمة لا تخطيء تتحدث بها الفتاة بطلاقة، تخطت شام ما يزيد عن ٢٢ مليون طالب من ٤٤دولة حول العالم، ثم وقع الاختيار على المتأهلين إلى المرحلة النهائية على أسس ومعايير عقب تصفيات تأهيلية إلكترونية متكاملة تقوم بها لجان تحكيم ضمن هذا التحدي.
تهدف المسابقة الى بناء جيل متمكن من المعرفة وتعزيز اللغة العربية كلغة للعلوم والآداب، والتي أثمرتها جهود( مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) الرائدة في مجال العمل الإنساني. وهنا يتم طرح تساؤل مشروع كيف ونحن في موجة غارقة من التكنولوجيا والتقدم أن نجعل أطفالنا يتوجهون للقراءة بأنفسهم دون ضغط، لخصتها لنا السيدة منال مطر أم شام بأنها لاحظت على طفلتها عشقها للقراءة؛ فساعدتها، وسنلخص لكم عدة وسائل تصل بطفلك لعشق القراءة:
١_ مبكرًا الأطفال حديثي الولادة يعشقون سماع الأصوات والقصص، تحتضن الطفل وتقرأ له؛ فيتولد لدية علاقة إيجابية بين التقارب الجسدي والصوت والكتاب.
والسنوات الست الأولى هي سنوات هامة في تشكيل رغبات أطفالك، وهو سن غني بالفضول للمعرفة، وأجمع الخبراء على أنها السنوات الحاسمة في تشكيل رغباتهم واتجاهاتهم.
٢الاستمرارية في القراءة يوميًا، وقبل النوم مباشرةً وقت للانسجام والهدوء، وفي النهار يزيد التركيز، فهي أوقات لا تخطيء أهدافها. ٣ مكتبة صغيرة ملك له ، هم يحبون المقتنيات، وتدريبهم على المحافظة عليها تزرع علاقة حب بين الطفل والقراءة، ولتكون مكتبته في متناول يده، ومكان قريب من عينه تلفت نظرة فيبدأ في التصفح والقراءة.
٤نبدأ بما يحبه الأطفال ونحترم تفضيلاتهم، عمر الثالثة هو عمر مثالي لاختيار ما يفضلون حتى لو لم تكن لها عائد تربوي؛ فالهدف زرع حب القراءة وبالتدريج نستطيع توجيه تلك الاختيارات توجيه مثالي، ونطرح مناقشات ونهتم بتعليقاتهم، ودائما نسألهم عما يرون فيما يقرأون. ٥ لنجعل المكتبة بمحتوياتها بها متعة ونتعامل مع القراءة بالترغيب لا نفرض عليهم اختيارنا، ولتكن رحلات الخارج معكوسة، مثال (سنذهب اليوم للتنزه في الحديقة ثم نذهب إلى التسوق، ونعرج على المكتبة) ونجعل المكافأة بعد إتمام الواجبات أو أي أعمال ينجزونها هي القراءة.
٦_ على قدر المستطاع نقرأ بنفس لغة الكتاب؛ فتقوي اللغة لديهم وتزيد المفردات وتثري فكرهم، ومن الممكن أن نقوم بالشرح بلغةٍ أسهل.
٧_ احرص على أن تكون المعلومة في شكل مبهج، وحينما تتناقشون حول ما يقرأون؛ انصت، اندهش، اسألهم كيف؟ لماذا حدث ذلك؟ ولا تصحح حتى يتم تقديم المعلومات التي لديهم، ثم بطريقةٍ مبسطة يتم تصحيح المفاهيم، وليكون الحوار ضاحك وممتع وليس جامدًا.
٨_ يعشقون عالمهم وما يمارسونه؛ لذلك يجب اختيار كتب تتحدث عنهم وعن حياتهم؛ فعمر الثالثة يحب الكتب التي تدور حول الأشخاص، وعمر الخامسة تجذبه الكتب التي تتحدث بلسان الإنسان، والسادسة تدهشه الكتب الخيالية المرحة.
٩اتباع طرق مختلفة في القراءة؛ فردية أو جماعية، فهم يفضلون الفردية تزيد لديهم الشعور بالثقة، والجماعية تساعدهم على تصحيح أخطائهم، دون التصحيح المباشر وتمنح الفرصة لإجراء حوار حول ما يقرأون. ١٠الكتب الورقية (المطبوعة) تساعد على وصول أسرع للمعلومة وتزيد من حب القراءة أكثر من الكتب الإلكترونية.
١١_أخيرًا أنت القدوة وأنت من تحدد طريق أطفالك؛ فالطفل مقلد ذكي، دعه يقلد عشقك للكتب واهتمامك بها؛ فهو مراقب متميز لكل أفعالك، تهتم بالكتاب وتحافظ عليها وتقرأ من هاتفك، في النهاية سلوكك مرآة تنعكس على أطفالك.
اجذبوا منهم الهواتف وبدِّلوها بصور شام.
التعليقات مغلقة.