موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

احلام مضادة للرصاص بقلم هيثم تركي

856

احلام مضادة للرصاص

بقلم هيثم تركي

ارتطمت قطرات المطر بقوة في زجاج ذلك المبني المظلم في الحي الراقي في صوت مرعب لتشق سكون الليل.
كانت ليلة ليلاء من ليالي الشتاء التي أرغت فيها السماء وأزبدت بالبرق والرعد بلا انقطاع.
وهناك في ذلك الممر المظلم تساقطت قطرات العرق البارد علي جبينه لتزيد من توتره وارتعاد فرائصه.
تسلل في هدوء بالرغم من ارتعاش جسده حتي وصل الي بغيته في قبو ذلك المبني المهيب وهنا اخذ يعالج ذلك الباب الضخم في توتر وعيناه معلقتان بتلك اللافتة الصارمة التي تشير بعلامة ( ممنوع الدخول لغير المصرح لهم) حتي انفتح محدثاَ ذلك الصرير المزعج الذي بدا له وكأنه بوق يوم الحشر .
كانت خطواته ثقيلة حتي خُيل له انه سيقطع تلك المسافة في عام كامل .
ليس بيدي اي حيله . لابد و أن انقذها من الموت بأي ثمن، حتي لو كانت حياتي هي الثمن ومهما تكلف الأمر فما قيمه الحياة.
تصاعد دوّي ذلك الصوت في اعماقه ليزيد من ثقل خطواته ويشل حركته، وفِي اعماقه كانت تلك الخواطر تهدر بعنف.
أهناك من العشق مايدفع المرء الي التضحية بكل شيء في سبيل من يعشق؟ وما الذي يدفعه الي هذا الجنون؟!

نُعجب ..فنُحب ..ثم نعشق ..ثم نهوَى..
فنهوِي بقلوبنا الي هاوية لا نعرف مداها الا حين نصطدم بملامح الواقع الذي كانت اعيننا ترفض ان تراه.
ففي الحب قلوبنا لا تري .. إلا ماتريد ان تراه.
كانت تلك الخواطر تستعر في عقله كبحر متلاطم الامواج يعبث بقطعه من الخشب تُغرق من يحاول التشبث بها.
كانت قواه قد خارت في البحث عن اي أموال دون جدوي .
عندما احس بتلك الفوهة الباردة في مؤخرة عنقه ودوّي تلك الضحكة الساخرة.
تجمدت الدماء في عروقه عندما التفت ليواجهه.
كان هو .. نعم كان هو من يمسك بالمسدس مصوباََ إياه نحوه!
الوداع يا صديقي … لم تكن الحياة لتحتملنا نحن الإثنين.
تحسب بأنك هنا، لكنّك لستَ هنا تمامًا، لأنهُ ماذا يفيد المرء أنْ يكون وجوده رغما عنه،أن يكون وجوده أمراً اضطراريا وليس نابعًا مِن دخيلته بشكل تلقائي جداً وعفوي.
انت كَطائِر فتَحُوا لهُ القَفَص وَالسَّمَاء تُمطِر، فَلا هوَ مُقيّد ولَا هوَ طليق.
إلي اللقاء يا صديقي في حياة أخري..
اخترقت الرصاصة جسده لتلقي بجسده بعيدا محطما نافذة المبني في رحلته الأخيرة نحو الأرض…..

تسللت أشعة الشمس الدافئة لتداعب وجهه في رقة مع ذلك الصوت الدافئ ( هيا استيقظ.. لقد حان موعد جلستك).
فتح عينيه في بطئ وتخاذل ليتفحص ما حوله وتعلقت عيناه بزجاج تلك النافذة لترتسم ضحكته البريئة علي وجهه.
(لابد وانه كان حلما سعيدا) قالتها الممرضة وهي تعاونه في ارتداء قميصه الأخضر وقد ظهرت تلك النقوش في اعلي الجانب الأيسر ( م . خ) والتي تعني مريض .. خطر.
ليرد عليها في بساطة نعم لقد كان حلما..
حلما لا احد يشم رائحته… ولا احد يقوي علي تحقيقه
كان حلما كبقية احلامه ولكنها أحلام مضادة للرصاص.

التعليقات مغلقة.