موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

اختطاف .. بقلم.. الهادي نصيرة

82

غادرت حنين مقر عملها، عائدة إلى المنزل، في ذلك المساء، تحت زخات المطر، والبرد القارس..تسير، على عجلة من أمرها، والظلام يلف طريقها، في اتجاه محطة النقل..فجأة، وفي أحد الأزقة الخالية، داهمها، شخصان ملثمان، ليدفعا بها داخل سيارة خفيفة، ما لبثت أن انطلقت، في سرعة البرق، إلى وجهة مجهولة..
حنين، التي تجاوزت عقدها الثالث، لم يسعفها حظ النجاح في الدراسة.. بعد سنوات من البطالة، عثرت على شغل مضن، مقابل أجر زهيد، لا يفي بالحاجة، وبالكاد يوفر قوت العائلة التي باتت ، بعد رحيل الأب، في مغالبة الفاقة والعوز، دون هوادة .. نسيت حنين نفسها، ونسيت قطار العمر الزاحف بلا توقف، لكنها ظلت دائمة التفكير في وضع أمها، المصابة بمرض مزمن، والمحتاجة إلى المساعدة .. شقيقها أمير، هو الآخر، لم يكن أوفر حظا.. قست عليه الظروف، فغادر مقاعد الدراسة، قبل بلوغ المرحلة الثانوية، وصار عاطلا، متسكعا في الشوارع، طورا، وقابعا في المقاهي، طورا آخر ..
تراه شارد الذهن، تخامره، دائما، فكرة الهجرة إلى الخارج، لكن أنى له أن يوفر المال لخوض تلك المغامرة ؟
الأدهى من ذلك أنه غاب عن المنزل، منذ أسبوعين. وما لبث أن هاتف أمه، بعد يومين من غيابه، مطمئنا إياها أنه في ضيافة أصدقائه، ولن يتأخر في العودة إلى المنزل، في أقرب الآجال..
تأخرت حنين، ولم يكن من عادتها أن تتأخر .. مضى عن موعد عودتها، المألوف، إلى المنزل، أكثر من ثلاث ساعات.. احتارت أمها، حاولت الاتصال بها بالهاتف، فتلقت رسالة صوتية تنبئها بأن الرقم المطلوب مغلق .. وتكررت، بعد ذلك، محاولات الاتصال مرات، ومرات، دون جدوى..
” أين أنت يا حنين ؟ لم لا تجيبينني؟ ما خطبك يا ابنتي ؟ الوقت يتأخر، ماذا عساي أفعل ؟ أين أنت يا أمير ؟ لم تركتني وحدي، أتجرع مرارة الحيرة والخوف؟ عد يا بني، أرجوك ! ساعد أمك، التي أمست وحيدة، يتهددها غول العزلة والضياع ! “
اشتد بالأم الالتباس والتأثر، فانهمرت دموعها، وأجهشت بالبكاء طويلا..
ألقي بحنين، في مستودع كبير، منزو في منطقة قصية، متوارية عن الأنظار، يخيم عليها الصمت والسكون…
تقدم أحد الخاطفين نحو الفتاة، نزع العصابة عن عينيها، وقدم لها رغيف خبز، وقطعة جبن، قبل أن يتبعها بشربة ماء…
سألت حنين خاطفيها، خائفة، مذعورة، مرتعدة الفرائص :
” من أنتما ؟ ماذا تريدان مني؟ لماذا أتيتما بي إلى هذا المكان؟ ” رد أحدهما بالقول: ” نحن في انتظار ثالثنا، لتحديد القيمة المالية للفدية، التي سيدفعها لنا أهلك، مقابل إطلاق سراحك.”
“فدية ؟! قيمة مالية ؟! ” ، غمغمت حنين.. ثم أمسكت عن الكلام.. ساد صمت .. وقف الخاطفان يرهفان السمع، إلى وقع أقدام وخطوات تقترب من المكان.. أخيرا… وصل الغائب، ليكتمل النصاب… فتح باب المستوع..نظرت حنين في وجه القادم.. أذهلتها المفاجأة .. ” وامصيبتاه ! من؟! أخي أمير ؟! أيعقل أن تكون أنت ثالثهما الذي ينتظران؟! “

التعليقات مغلقة.