اخر المطاف
قلم زينب عبد الكريم التميمي
مغيبة أنا
لا أستلهم فكرة للوصول
لا أستوعبُ للفقدِ عبرة
لا أوقنُّ للموتِ حكمة
جامدةٌ هيَّ المشاعر
صقيعُ روح
ونارُ ضلوع
وهجٌ منطفيء
وغمامةٌ مشوشة
ماعادُكَ يغمغمُ صوتهُ في أذني
ماعادت تراتيلهُ تصدو
ولا صوتهُ الحنون ذاك
زيييييينه …زييينه
حبيبتي لاتجارينَ زمنَ الموت
مبتورةٌ هي الأصوات
ومدفونٌ هوَ اسمي
لم تعد للأفراحِ زينة
لم يعد للظلمةِ نور
يزعم للشوق رغبة
فما بال لوعةَ القبور
الشوقُ في حضرتها رماد
على مشارفِها تدقُّ
نواقيسَ الكنائس
ومناراتِ الجوامع
فتورُ تراتيلها
هفوتُ صلواتها
تسرقُ من أطلال بقايا أرواحِنا
ومن أمصارِ رقائقِ أجسادِهم
ترتجي محضُ لقاء
والقبلاتُ منها
نوارسٌ مذبوحة
على الخدين
تسري دماها
قرابينُ فجرُ عيد
وزوبعةُ جواثيم أطيافهم
تُلَفُّ بوسائدِ الأحلام
طاغوت رعب
فتبتلعها دون الانام
تحنٌ غائصةٌ
في بحرٍ من القشعريرة
وحتى المواعيد مأسورةٌ
مكبلةٌ هي الساعات
الزمنُ فيها سنينٌ عجاف
أنهكتها سمومُ الصيف
والربيعُ فيها رحمُ عاقر
لايبشرُ بميلاد
هو الموتُ وحده
َيزأرُ يباري الحياة
فيُسقطُها قتيلة
على شفا حفرة
التعليقات مغلقة.