اخر دعوة للتنظيم عبد الصاحب إبراهيم أميري
اخر دعوة للتنظيم
عبد الصاحب إبراهيم أميري
المتتبع للاوضاع السائدة أواخر السبعينات في العراق ، يدرك ان الانتماء، يعني الوقوف على أرض صلبه، ويبعد الفرد عن الاتهامات، والتلفيق والحصول على وظائف لائقة و عدم الانتماء للحزب الحاكم، بمعنى الوقوع في مطبات اقتصادية ومالية ومتاعب لا تحصى وبالتالي حرمانه من حقوقه التي شرعها له القانون،
إن الويلات التي عانى منها صالح، حتى بلغ الرابعة والعشرين يبكي لها الحجر
، قرر النظام ابعاده عن الوطن، كما ابعد العشرات بل المئات من المعارضين. او غير المتعاونيين من أمثال صالح،
قرر صالح، بعد جدال وصراع طال طويلا، ان يترك وطنه ويرحل وقضى اسبوعه الاخير يودع الذين كان من الصعب الفراق عنهم كان يبكي دما، فان فراق كل سنوات العمر دون رجعة. يعد من الأمور المهلكة وصفها مستحيل، فكيف به ان يرسم على الورق ،. كل تلك الخلجات والأحداث ، انتقل بين المحافظات العراقية، بغداد، كربلاء، النجف والبصرة، يودع اهله واحبابه،. ويبكي الما، تعد تلك الفترة أصعب بكثير من مخاض الحامل، فالحامل تشكو وتتمزق الا ان النهاية حالمة، مولود يضاف إليهم، اما مخاض صالح، نهايته دمار،. كما أن فترة المخاض دمار
انهالت عليه الرسائل. من اهله اهله ومحبيه والذين يصعب عليهم فراقه التمهل والتفكير ثانية بقراره، كل ذلك لم يمنع صالح عن قراره
-لو تعرفون ما عانى طيلة اعوامه،. لطلبتم منه الرحيل ،
اقتربت ساعة الصفر، كان قد حزم الحقائب واتلف الذكريات، بقى انسانا من دون عنوان او هوية او تاريخ، هكذا يجب أن يكون اذا اراد العيش بسلام، اتته دعوه قصيرة في كازينو على ضفاف نهر العشار، قبل الدعوة، لسببين الأول وداع النهر الذي رمى به كل أسراره، والثانية، كان يحب أن يسمع، ماذا يريد أن يقول قريبه المنتمي والمخلص للنظام في ساعة الصفر،
ذهب قبل الموعد بدقائق، ليودع النهر الذي عشقه. انهالت دموعة من دون ارادة،، بكى النهر من أجله وتسامرا، التف يمينا وشمالا شاهد قريبه في حالة انتظار
استقبله قريبه بالترحاب، واردف قائلا،
- الوقت يمر بذهول، وغدا سترحل، انا آسف على رحيلك، الإ انك اخترت الرحيل،
هذه الكلمات، هزت مشاعر الشاب صالح وصرخ في وجه قريبه المنتمي - أهذا ما توصلت اليه من محنتي، حاولت بكل الوسائل ان اخذ حقي كمواطن، الإ انهم سلبوها. و أرادوا مني اكون دمية بين ايديهم، اردد نعم، مهما كان الطلب، وحرموني من حق العمل الذي يناسب شخصي،.
عزيمتي لم تجعلني ضائعا، جائعا
قاطعه الرفيق بهدوء
-رحيلك، لا يعني الغيبة الكبرى، العراق موطنك،. العراق يحتاجك، واليوم اتتك الفرصة، لا تتركها تضيع من يديك - وماهي
-انتمي
-انتمي. نسيت بانني اجنبي
-ستعود. اسمع يا صالح، طلب مني أن ابلغك ، ان تعمل معنا، تكون على اتصال بالسفارة، وتنفذ الأوامر،. و ستعود ،
سيزورك الليلة احد الرفاق ويسلمك حقيبة، تسلمها للسفاره
اشتد غيض صالح قام لينهي اللقاء
-انا نزعت عن جسدي كل الماضي، استودعك
وغادر المكان وقد اختلطت عنده الموازين، وقال كلمتين مع نفسه
-عرفت توا كيف يصبح الإنسان مجنونا
النهاية
التعليقات مغلقة.