اخلقوا عنهم الحافز والاهتمام والباقي سيأتي …
د. قاسم المحبشي
هدف التعليم المعرفة وغاية التربية الفهم
قبل قليل سألتني ابنتي الحبيبة. ماهي أفضل الكتب في تعليم الأطفال؟ فكان جوابي دعك من الكتب وخذي خلاصتها وهي أن أفضل طريقة في تعليم الأطفال هي تلك التي تجعل من التعليم ما شبه اللعب المنظم في مناخ إيجابي مفعم بالثقة والأمان والفرح. إذ من المهم إلى أقصى حد ممكن اثارت اهتمامهم بموضوعات تعليمهم واولها امتلاك الحروف نطقًا وكتابة سليمة وامتلاك الأرقام نطقًا وكتابة سليمة.
وفتح المجال لهم للتفكير الفعال في اساسيات المعرفة ومن ذلك ماهي الحواس الخمس وما وظائفها؟ ولماذا الله سبحانه وتعالى قدم السمع على البصر في كل الآيات التي ذكرت فيها؟ ويقوم مبدأ التربية الكبير في أن نفهم أن الألم يأتي دائما في البداية وأنه يجب كسر اللوزة! وأن اللذة الحقيقية لذة فهم نظرية ما أو قراءة رواية لا تسبق إطلاقا العمل، بل هي ألنتاج النهائي له. ويقوم المبدأ الأخر لعلم التربية على الإقرار بان الوظيفة تخلق العضو: بمعنى حيث توجد حاجة أو اهتمام أو حيوي تخلق أيضا التقنيات الضرورية لإشباعها. إذ أن رجلا يذهب وحده إلى بلد أجنبي يجيد طريق تكلم لغتها في بضعة أشهر لان ذلك أمر حيوي بالنسبة آلية، وإذا كانت الوظيفة تخلق العضو فالعكس ليس صحيحا”.وكما ذهب (الفد نورث وابتهد ” عام 1929م) بقوله مخاطبا الإنسان المتعلم: “أن ما تعلمته يكون عديم الفائدة لك ما لم تضع كتبك وتحرق مذكرات محاضراتك، وتنسى ما حفظته عن ظهر قلب من اجل الامتحان”. ونحن نعرف بالتجربة أن جميع المعارف التي تتراكم خلال سنوات الدراسة تضيع إذا لم تسمح لنا الفرصة لا استعمالها… أن كل المؤلفات التي كتبت على رياضة السباحة لا تفيد المرء قيراطا واحدا إذا أراد الدخول إلى البحر قبل أن يتدرب على العوم بذاته. فإذا كان هدف التعليم المعرفة فان غاية التربية الفهم . فإذا استطعنا أن نجعل الأطفال يفهمون ما يعرفون فنحن على الطريق السليم. وعلينا تذكر أن الأطفال هم إذكياء بالفطرة وكل مهمتنا في الحياة هي جعل ذكاءهم يتفتح وينمو ويزدهر بألف وجه من الألق والجمال والإبداع يحفظهم الرحمن. يقول جون هوليت:”ليس علينا أن نجعل الأطفال أذكياء، فهم يخلقون كذلك بالفطرة وكلما علينا أن نفعله هو التوقف عن تربيتهم وتعليمهم الغباء الذي نحمله” وتذكروا أن الأشرار هم أطفال اساء الكبار تربيتهم. وسلامتكم
التعليقات مغلقة.