استراحة صرفية.. وزن افتعل د.وجيهة السطل
استراحة صرفية.. وزن افتعل
د.وجيهة السطل
احتاج وزنه افْتَعَلَ وهي صيغة لفعل مزيد على الثلاثي بحرفين، والهمزة هنا همزة وصل ويكتفى برسم كسرة تحتها . (اِحتاجَ) )
ومما تفيده هذه الصيغة معنيان:
١- الأول هو المطاوعة.ويطاوع فَعَل وأفْعَلَ وفعَّل (عَدَلْته فاعتدل) .و(أسمعته فاستمع )
و ( قرَّبته فاقترب ) .
وهذا الوزن في معنى المطاوعة لا يأتي إلا لازمًا . بل إنه يقلِّل درجة تعدِّي الفعل الثلاثي . فالمتعدي إلى مفعولين يصبح متعدِّيًا إلى واحد. (كسا الربيعُ الأرضَ حُلَّةً << اِكتستِ الأرضُ حلةً ).
والمتعدي إلى مفعول واحد ،يصبح لازمًا .(رفعْتُ العلمَ – فارتفع العلمُ).
٢- والمعنى الثاني هو المشاركة لأكثر من اثنين ، مثل: اِختلف- اِتفق -اِختصم ) .لأن وزن المشاركة بين اثنين فقط هي فاعَل.
وهو في هذين المعنيين لازم .
■ ولهذه الزيادة (الألف والتاء) معانٍ أخرى ليس هنا موضعها .فقد يأتي في الوزن نفسه أفعال متعدية . مثل : (اشترى .وابتاع) وهما بمعنى واحد ، واعتلى ، واشتمَّ.ولكنها ليست للمطاوعة وليست لازمة .
■ إذن (احتاج) فعل لازم . لأنه يفيد المطاوعة : أحوجتُه فاحتاج .وهذه الأفعال ،تتعدى بحروف الجر المناسبة لكل منها . وقد لا تتعدى .نحو :
انتعش الجو . انتعش :فعل لازم . ولا يحتاج إلى حرف جر لإيصال المعنى . وأي جار ومجرور في جملته، لا يتعلق بالفعل؛ لأن حرف الجر ليس للتعدية .
. وحين يرد اسم منصوب بعدها فالنصب على نزع الخافض إلى . (احتاجَ إلى الطبيبِ ).احتاجَ الطبيبَ . فالفعل لم يتحول إلى متعدٍّ ، بل انتصب الاسم بعده على نزع الخافض .
ومن ذلك قوله تعالى : (وَاخْتَارَ مُوسَىٰ قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِّمِيقَاتِنَا ۖ )الأعراف :١٥٥
أي : اختار من قومه .
وما يحمل معنى المطاوعة من هذه الأفعال، ونجد بعده منصوبًا لا يقبل نزع الخافض يخرَّج على التضمين . من ذلك فعل اختار فهو مطاوع لفعل خيَّر . ولكن (رئيسه )في جملة :اختار الشعب رئيسه، لاتقبل نزع الخافض . فتخرج على تضمين اختار معنى انتخب.
=انتخب الشعب رئيسه .
هذا والله أعلى وأعلم .
.تحياتي
التعليقات مغلقة.