استغراق بقلم : أحمد عثمان
استحوذت عليه الفكرة ..أَسرته، ولم يستطع منها فِكاكا، تتراقص الأحداث أمامه بغنج وإغراء تُسِيل لعابه، تطوقه شخوصها، تتجاذبه، تستحثه .. أسرعَ إلى قلمِهِ وأوراقِهِ وامتطَى فكرتَهُ يُروِّضُها .. حارَ كيف تكون البدايةُ .. تنقَّلَ بين أكثر من وجْه .. أخيراً استمْلَحَ بناءً طَرِبَ له ..
فارت قهوتَهُ التى تركها على النار .. طفحت؛ انطفأ موقِدُ الغاز ..
اندمج عقلُهُ بقلمِه .. يلهث خلف اللبِنات ..يصِيدُ لآلئَ قريحتِهِ .. يُجْريها فوق السُطور ..
تمدَّدَ الغاز, ساح ـ بلا لِجامٍ ـ فى أرجاء الشَّقَةِ التى يقطنها وحيداً ..فاض مُتسرِباً خارجها عبر الفتحات ..
اقتحمت الرائحَةَ النفاذَةَ أنوف جيرانه؛ اندفعوا مُهروِلينَ يدقُّون الباب ..تتوالى دقاتهم عنيفة، يختلط بها صراخهم، وتتوسل صيحاتهم تناديه..ولامُجيب ..لمَّا يئسوا؛ تكاتفوا يدفعون الباب .. انفتح على مِصْرَعيّهِ، استقبلتهم أمواج الرائحة تكاد تخنقهم ..
في حجرة مكتبه وجدوه مُلقًى على ظهرِهِ, فاقداً الوعى، جاحظ العينين ..يقبضُ بيمناهِ على قلمِهِ ..وباليُسْرَى ضمَّ أوراقَهُ إلى صدْرِه …
قال لهم طبيب الطوارئ : أفْلَتَ بمُعْجِزَةٍ …….!!
التعليقات مغلقة.