“استقالة “شعر د. ريهان القمري
“استقالة “شعر د. ريهان القمري
إني استقلتُ من الحياةِ الماضيةْ
أعلنتُ عصيانَ الحروفِ الشاجيةْ
إني هربتُ وفي دواتي رجفةٌ
تأبي الخروجَ إلى سطورٍ عارية
قالوا لشعري تابعونَ من الغواةِ
فقلتُ حاشا أن أكونَ الداعية ()
والبعضُ منهم من يرونَ الشاعراتِ
كغانياتٍ من عصورٍ بالية ()
فنزلتُ سمعا للمطالِبِ كلها
وكسرتُ حرفي و الدواةَ الواشية
صارعتُ نبضَ الوجدِ في حلباتِه
وحسبت فوزي آتيا بالقاضية
صاحبتُ يأسي في النهارِ كظلمةٍ
تجثو على وجه السماء الصافية
أنكرتُ أن الشعرَ أرضُ مدينتي
و حكايتي وسلامُ روحي الراضية
وخرجتُ بين الناسِ أُوصِلُ وحدتي
أهجو الكثيبَ مع الرياح ِ العاتية
فخسرتُ روحي في الصراعِ وقوتي
وهويتُ جثمانا بأرضٍ جاثية
وعلمتُ أنِّي دونَ شعري خُدعةٌ
“أني استقلت من الحياةِ الآتية “
قلمٌ أنا ، شَطَبَ السطورَ و حبرَها
عطشًا يعودُ إلى الدواةِ الساقية
أبلغتُها : “إن الهروبَ صنيعتي”
و اليومَ أضحى ذا الهروبُ أنانية
لكنها عجزتْ عن الإِبحارِ في
أشعارِها وهيَ التي كانت هِيَةْ
“هل جِئتَ بعد البينِ تنشدُ قصتي؟؟ ”
سألتْ ؛ أجبتُ : “وهل نسيتكِ ثانية ؟!”
قالت : “نكأتَ الجرحَ قبل شفائِه“
فلمَ الرجوع إلى الجروحِ الدامية ؟“
هل جِئْتَ ليلا كي تراودَ دمعتي
بين الجفونِ الساهراتِ الباكية؟
أم عدت سرا كي تقايضَ يا فتى؟
يكفي الفؤادَ جراحُه المتتالية
ورأيت روحي سافرت بسفينتي
بين البحارِ إلى المراسي النائية
وعلمتُ أني للمحالِ حَملْتُها
وأضعت بَوْصَلَتي إليها هادية
هذا أنا قد ماتَ قلبي بعدها
أدعو لها بالنبضِ يأتي ثانية
لملمتُ أشعاري لها ، نَظَّمْتُها
زَيَّنْتُها، أرسلتُها في حاوية
سَأَلتْ وجمرُ الدمعِ يشطرُ حلقَها :
-“هذي أنا ؟!” ….
-“ليتَ الحقيبةَ خاوية “
التعليقات مغلقة.