اشتباه …
شعر ثروت سليم
خمسونَ عَامَاً والأمَامُ ورَائي // وأظُنُ أنَّ المَجدَ للشُعراءِ
حتى رأيتُ الشِعرَ حَقَّاً ضائعاً // لم يستمعْ أحدٌ لصوتِ ندائي
خمسونَ عامَاً كم كتبتُ قصائداً // وفرائداً تسمُو على الجَوزاءِ
وتظنُ زوجي في الحقيقةِ أنَّني // والشِعرُ حَالَةُ ثروَةٍ وثرَاءِ
سيَّارتي تَسعى أقودُ زِمَامَها // ومُسَافِرٌ في حَضرَةِ العُظماءِ
فوقودُها مِن حُرِ مَالي لم أحُزْ // من سَعيِهَا غيرَ البَعيدِ النائي
وكأنني أُهدَى بكُلِ قصيدَةٍ // تِبْرَ المُلوكِ .. وفِضَّةِ الأُمرَاءِ
يا زوجتي الأولى وآخرَ غَلْطَةٍ // نَحَويْةٍ في مُعجم الأسمَاءِ
أنتِ التي اُختيرتْ لتعشق شَاعرا // وتعيشَ بينَ قبيلةِ الفُقراءِ
كم ذابَ قبلكِ ألفُ ألفِ أميرَةٍ // ومضين قبل تفرُدي وغِنَائي
الشِعرُ قبلَ الخُبْزِ قلتُ ..تبسَّمَتْ // ضَحِكَاً فلم أقدِرْ على الإلقاءِ
قالتْ أمَا نِلْتَ الجَوائزَ يا فتى // ولأنتَ نجْمٌ في دُنَا الأدباءِ ؟
قلتُ الجَوائِزُ لُعبَةٌ ..مَشبوهَةٌ // هل تَعلمينَ دقائقَ الأشياءِ ؟
لم أبلُغ التسعينَ بعدُ ورُبَمَّا // تَحتَ التُراب يُكرِّمُونَ رِدَائي
أو يُرسلونَ شَهادَةً مَمْهُورَةً // أو يُبلغونَ عزَاءهَم أبنائي
تحتَ الترابِ أرَى الجَوائزَ كِذْبَةً // والكاذبونَ على المَدى أعدائي
المانحونَ عِصَابَةٌ.. لعِصَابَةٍ // يعِصَابَةٍ عاشتْ على الإطرَاءِ
منحوا جَوائزهم لشيخٍ طَاعِنٍ // يبدو الغويَّ بسورةِ الشُعرَاءِ
منحوا عجَائزَهُم جَوائزَ عانِسٍ // لا خيرَ في قومٍ مِن البُلهَاءِ
منحوا لجاهلهم بطاقة مبدعٍ // من راسبٍ في النحو والإملاءِ
هذي بلادٌ كنتُ أولَ مُخلصٍ // لتُرابِهَا المَعجُونِ بينَ دِمَائي
وأظلُ آخرَ مُخلصٍ لترابِهَا // تَحتَ التُرابِ.. مُلَوِّحَاً بوَفائي
أنا فوقَ كلِ جَوائِزٍ مَذبُوحَةٍ // وأنَا الجَمالُ بكوكبِ الزَهرَاءِ
فالشِعرُ أغنيتي ومِصرُ حبيبتي // ولَدَيَّ سِرُ الغُولِ والعَنقاءِ
ولَديَّ حُزْنٌ ..واشتبَاهٌ..غصَّةٌ // مِمَنْ تولَى الشِعرَ دونَ قضَاءِ
الشِعرُ سَيفٌ لن يُغادِرَ غِمْدَهُ // إلا إذا انتفضَ الجَميعُ ورَائي
الشِعرُ أبداعُ السَماءِ لشَاعِرٍ // والشِعرُ نُورُ اللهِ في الظلمَاءِ
لو لَم أقُلْ شِعراً فإني شَاعرٌ // ويَظلُ كُلُ المَجدِ للشُعراءِ
التعليقات مغلقة.