موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

اعذريني قصة قصيرة بسن قلم/ حسين الجندي – مصر

232

اعذريني قصة قصيرة
بسن قلم/ حسين الجندي – مصر

آسفة..
لم أقاوم مشاعري،كلما حاولت تغيير دفتها ناحية أي اتجاه غير الحب (صداقة،زمالة،تَعَوُّد، أو حتى عِشْرة) لا أستطيع، صدقني لا أستطيع..
قالتها ثم دخلت بعدها في نوبة بكاء حارة..
.
ثم ما لبث أن تحول صوتها المتهدج إلى همس الموجوع:
لقد جاء أمس لخطبتي..
.
سمعتُ هذه العبارة وشردتُ بعدها فلم أستمع غيرها،فقط صار صوتها كخلفية خافتة أعرف مسبقا محتواها..
.
انتابتني مشاعر مختلطة لا أدري أهي حب أم مجرد إعجاب؟
.
سنة قضيناها معا تحت سقف العمل، عرفتُ خلالها كل شيء عنها، لا أخفي أنني معجب بها..
رقتي معها ومساعدتي لها ودفاعي عنها كثيرا، كلها أشياء صدرت مني، بتلقائية شديدة، نعم أقوم بهذا الدور مع الكثيرين والكثيرات، لكن ليس بهذا القدر من الشغف والاهتمام..
لا أدري لماذا؟
بل لم أسأل نفسي هذا السؤال ولو لمرة..
.
هي للحق تستحق، لكن قلبي لم ينبر بعد بتوتر الحب، ولا أستطيع خداعها..
جميل أن تحبك امرأة وبجنون، لكن شهامتك تأبى أن توهمها بحب لم يترعرع بعد..
.
هِهْ ماذا ستفعل؟
ألقت عليَّ سؤالها فأفاقني من شرودي..
أجبتها:
وهل يحق له اغتصابكِ برضا أهلك،لا لشيء سوى لأنه يملك الدار والدينار..
سكتُّ لبرهة ثم أردفتُ:
لم نعد في زمن بيع البنات بيع الرقيق، ارفضيه بكل قوة ووو..
قاطعتني:
وأنتَ؟! ماذا يعني لك الأمر؟
لم أجد وقتها كلاما يُقال،فسكتُّ،لكنها فهمتْ سكوتي هذا رفضا جارحا لمشاعرها، فغادرتْ مسرعةً لا تلوي على شيء..
.
انقطعتْ عن العمل،علمتُ أنها قدمت على إجازة مرضية..
.
تتبعتُ أخبارها،وصلني أنها فسخت خطبتها، وتحدَّت أهلها..
.
في صبيحة يوم..
قطعت إجازتها، لكنها تحاشت أن تتواجد في مكان أنا فيه، وإن اُضْطُرَّت أشاحت بوجهها عني..
تفهَّمت أمرها تماما،أنا في نظرها الآن من خذلها وهي من كانت تظنه حبيبا..
.
ظل الأمر هكذا قرابة الشهر..
كانت تريد قطع الحصار الذي فرضته على قلبها ولكن عزة نفسها تمنعها..
..
معقول..
هل يمكن للمرء أن يحب عندما يجد من يسبقه بالحب؟
كان يعلم أنه ضعيف، عاطفته دوما غالبة، قلبه يهفو لمن تنظر إليه نظرة يظنها حبا، يظل يعيش الأيام والليالي على أمل الوصال، لكنه لا يجد سوى الخداع والوهم..
وهم الحب الذي نما في قلبه هو لا غير،ويالها من شهور كئيبة تمر عليه وهو في عذابات، يحاول لملمة شتاته واستجماع نفسه..
لم يلبث أن استجاب لنصيحته البائسة:
ضع حجرا على قلبك، وابنِ جدارا حواليه..
.
لقد ضحكَ عليَّ، كم أنا مغفل أحمق؛لقد سبقني وتزوج بمن يحب..
.
تناولتُ معولا طالما حاولت حمله وترددت، لكني هذه المرة صمَّمت..
..
في صبيحة اليوم التالي..
شاهدتها وكأني أراها لأول مرة..
.
كنت أعلم أن استعادتها أمر صعب،لكني أثق في حبها لي..
حاولت الاقتراب..
.
هاهي قد جاءت من جديد.
لن أتركها هذه المرة..
أعطيني فرصة أخيرة وبعدها قرِّري..
نظرتْ إلى الأرض، وسمعتُ دبيب قلبها وهي تحاول كتمه، تتوسل إليه ألا يفضحها،نزلت دمعة على وجنتها تحمل داخلها صراعها المحتدم، رفعت رأسها لتعلن موافقتها على أن يكون هذا هو الموعد الأول والأخير..
.
ألا تدرين أن عشق المرأة للرجل يُرْكِعُه لا محالة،مُذْ عرفتك وشممتُ شذى أنفكِ الآسر..
لقد صار لوجودي وجود..
.
هيا انفضي عنك غبار الوَجَل،
وانزعي عنك ثوب الخجل..
لا وقت لدموعك فهي غالية مثلك..
وأنا بدوري سأُلَمْلِم شَتات فؤادي لكي أستعد للمحاربة..
.
دعيني أستلهم القوة من عينيك..
.
حبيبتي نعم حبيبتي..
أعلم أنها كلمة لم تسمعيها مني من قبل،حقيقةً لا أعرف كيف قُلتها؟
فمثلي عاش ولا يعرف مثلها..
.
فاعذريني..
.
أنا أيضا أحبها منكِ ولكن من غير التاء..
.
أين ذهبتِ؟!
فيمَ تُفَكِّرين؟!
أعلم أن القادم ليس ورديا..
..
نعم أحب يا أمي..
أحب كما يحب كل من له قلب حي..
-ماذا تقولين؟!
فَلْتَبْلَ كل الأعراف..
وظللت أرددها كالمجنون حتى علا صوتي واستدعى أبي
ليعلن عن رفضه القاطع فاسودَّت الدنيا أمامي؛فقد عهدتُه ذا كلمة واحدة لا يرجع فيها ولو قُطِعَت رقبته..
.
خرجتُ عن طوعه لأول مرة في حياتي، وهو بدوره لعب لعبته..
.
هَرَعَتُ إليها،ومن خلفي سمعت:
.
اتبعني،فمشيتُ خلفه بلا إرادة حتى أوقفني أمامها بوجهها المتورم..
.
لحظات ووجدتهم جميعا يتحلقون حولي عاقدي أياديهم على صدورهم في تحدٍ..
وسمعته يقول مهددا:
-لو لم يكن في الدنيا رجل غيرك فلن تتزوجها، اذهب بلا رجعة..
.
نظرتُ إلى حطامها ودموع القهر تفر من عينيها فوجدتها تشير بإصبعها الواهن إليَّ أن أبتعد..
وإلى الأبد ..
بعد عدة أعوام انتهيت من روايتي الأولى (اعذريني..)..
وأنا أكتب الإهداء كان وجهها يشرق على الورق فقبَّلته بامتنان، وإذ بي أجدها من خلفي تدغدغ رقبتي بأناملها الرقيقة، فالتفتُّ إليها وطوَّقت جسدها النحيل بذراعيّ، فتخيلتها قد نامت في حضني من الأمان..
رفعتُ رأسها برقة وسألتها في ترقب :
-ألن تغاري منها عندما تقرئين الرواية؟
ردت مبتسمةً:
ما يهمني هو أنك معي..
وعلى فكرة:
ابنها تلميذ عندي في الفصل، تخيَّل يشبه والده للغاية.

التعليقات مغلقة.