موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“الآن أبصرت” … بقلم محمد كمال سالم

82


السماء الرمادية تطبق على صدري، لم يعد لي قدرة على الاحتمال، أبيض وأسود كل ما تراه عيناي حتى سئمت نفسي الحياة.

في ليلة من لياليَّ الثقيلة:
اسمع يا بني؛ أرسلت في طلبك الآن بعد أن تخرجت ووفرت لك كل سبل النجاح كي تكون محاميا شريفا، تأخذ بيد المظلوم وتدعمه حتى تعود له بحقه ممن ظلمه، أن تأخذ على يد الظالم حتى يعود إلى الحق أو تقتص منه العدالة التي تمثلها. لكم تلقيت منك يا أبي هذه القيم حتى استوعبتها واستقرت في يقيني؛ فهل نما إلى علمك أني خالفت هذا يوما ما؟!
أبدابني؛ لكن فاقد الشئ لا يعطيه، فهل يجوز أن أرشدك إلى طريق الخير والحق وأنا ضال عنه وفي رقبتي مظلمة كبيرة! أنا هرمتبني_وتجاوزت الستين عاما من عمري. أصبحت الأرض التي أمامي لتجاوزها بعض أشبار قليلة، بينما قطعت ألاف الأميال دون كلل أو ملل، حتى بدا لي على الأفق القريب خط النهاية، أريد أن ألقى الله دون مظلمة من أحد من الناس وأنا ظلمت عمتك”سلوى”؛واشتقت إليها، أريد أن أراها، أن أبرئ ذمتي تجاهها قبل أن أموت.

شعرت للحظة بضعف وانهيار لم أعهدهما في حياتي، وقد اشتهرت بين الناس بالقوي العنيد، أحسست أني أريد أن أنهمر بالبكاء، لولا أن تمالكت نفسي وأكملت حديثي الذي انتويت أن أنجزهولو كانت آخر كلماتي في الحياة:
مشهد واحد يتردد في خاطري الانبني_، في صحوي ، وفي منامي، في وحدتي وفي انخراطي بين الناس، ليلة أن باتت عمتك “سلوى”إلى جواري تطيب خاطري وتجبر كسرتي، وقد كنا شبابا صغارا…

أخذتني يوما حمية الشباب، خرجت عن طوع جدكوكان هو من هو كما تعرف، تركت البيت غاضبا، هجرت أرضنا الشاسعة ومزارع القطن المشتهرة بها عائلتنا أبا عن جد.
تلقفني خلالها أكبر غريم لجدك نكاية فيه، وطلب مني العمل معه في مزارعه للزهور التي يصدرها إلى بلاد الإفرنج.
أوكل لي منذ اليوم الأول عملا كبيرا وشاقا ؛ وتركني والمزارعين أتابعهم وأشرف عليهم.
وحين عاد بعد عدة أيام؛ ثار وماج واتهمني بالجهل وخلط الزهور ببعضها وعدم التمييز بين تلك وذاك، اتهمني أني تسببت له في خسارة كبيرة، أهانني ولما حاولت الثأر لكرامتي؛ نكل بي هو ورجاله وأوسعوني ضربا حتى انسال الدم على جبيني وملابسي.
لم يشفق عليَّ جدك حينها؛ بل انهال عليَّ لعنة وسبابا وحاول أن يطردني مرة أخرى من البيت، لولاها عمتك”سلوى” توسلت إليه واحتضنتني، حمتني بجسدها الضعيف حتى شعرت بدموعها الدافئة على جيدي، وسهرت ليلتها جوار فرشتي تطببني بكمادات باردة وتواسيني بدموعها، كانت جدتك حينها قد فارقت الحياة.
ثم في كبرنا وحين تزوجت، أكافؤها بأن أحرمها ميراثها بحجة ألا يذهب مالنا وأرضنا إلى رجل غريب!
حتى حين احتدم الخلاف بيننا وافترقنا، لم أخضع لرحمي وما صُنتُ معروفها وحنانها عليّ سنوات طويلة، سنوات طويلة ما رأيت عمتك؛ لقد اشتقت لها، اشتقت لها.
هوِّن عليك يا أبي، يؤلمني أن أراك بهذه الحال، في الصباح أذهب بنفسي للقاهرة وآتيك بها ونطيب خاطرها. بل تأخذني إليها، ومعي عقود بنصيبها وحقها من أموالها منذ أن رحلت…

وفي الصباح؛ حين خروجنا من بوابة البيت المطلة على أرض خضراء شاسعة تسر الناظرين، وحين أن هممنا بركوب السيارة للسفر.
إذا بسيارة أخرى تقف بجانبنا، يقودها رجل ذو وجاهة، تبينت بعد وهلة أن أختي”سلوى”من تجلس جواره.
نزلت”سلوى”من السيارة ومعها ابنتهاأظنها”ياسمين”؛ فقد سمعت عنها وعن سفرها للدراسة كثيرا؛ يقفان أمامي وأنا غير مصدق:
“سلوى”؟ نعم أخي وحبيبي، انظر كيف كبرت”ياسمين”!
هي أصرت أن تأتي لك من أوروبا بهدية تفرحك.
ناولتني علبة صغيرة أنيقة، أنظر إلى ولدي وقد ألجمته الدهشة مثلي.
كنت أفتح العلبة وأنا مشغول، كيف أقول لها أننا كنا في طريقنا إليهاوهل ستصدقني!
لله منك ابنة أبي وأمي، كيف تقدرين على إدانتي كل مرة؟!
قطعت عليَّ شرودي حين قالت:
لن تتوقع ما في هذه العلبة؟ لقد فتحتها؛ إنها مجرد نظارة!!
ليست ككل نظارة، ارتديها وسترى. كان الكل يراقبني بشغف لا أعرف سره وأنا أرتديها. ما هذا !! ماذا أشاهد؟! روعة أدهشتني أمسكت لساني غير قادر عن التعبير، إنها الألوان أنا أرى الألوان، هذا هو الورد الأحمر،ما ظننت أنه بهذه الحرارة، الشجر تكسوه الروعة ، وزهرة البنفسج، الأرض والزرع الأخضر البهيج، إنها الجنة فتحت الآن أمام ناظري؛ إنها السماء الفضية ليست بلون الطين! ارتجف كل جسدي، خارت قواي فالتقفتني”سلوى”في حضنها وأعاناها ابنتها وولدي الذي ناولها حجة الأرض والشيكات وقال لها: كنا في طريقنا إليك فردت عليه عبراتها.
ربت زوجها الأنيق على كتفي؛ قلت له:
_ألآن أبصرت.

التعليقات مغلقة.