“الأبن الحكيم “حكاية هذا المساء…يحكيها لكم سامى حنا

“الأبن الحكيم”حكاية هذا المساء

يحكيها لكم سامي حنا

(10)الابن الحكيم
يحكى في سالف العصر والأوان أن شيخاً أردا أن يهب النصيب الأكبر من ثروته لأفضل ابن من ولديه الاثنين الذي يتميز با لحكمة أكثر من أخيه ، فأعطى لكليهما قدراً ضئيلاً من المال وأخبرهما أنه سيهب الجزء الأكبر من ثروته لمن يشتري بهذا القدر الضئيل شيئاً يملأ به فراغ الغرفة و أراد بهذا أن يختبر حكمة ولديه.
وافترق الولدان كل في طريقه ، ثم عاد الابن الأكبر بعد قليل ومعه عربة مليئة قشاً وفرغ حمولة العربة وحاول أن يملأ به فراغ الغرفة ولكن محاولته فشلت لأن القش لم يكن كافياً لكي يملأ فراغ الغرفة كلها.
بعد قليل عاد الابن الاصغر بعد قليل وليس معه ما يدل على أنه قد أشترى شيئاً يستطيع به أن يملأ فراغ الغرفة ولكنه – على عكس توقعات أخيه وأبيه – أخرج شمعة من جيب سترته وأشعلها فأضاء نورها المكان كله وغمره بالضياء . وبهذا استحق هذا الابن أن يفوز بالنصيب الأكبر من ثروة أبيه لأنه كان ذكياً وحكيماً أكثر من أخيه.