الأب المِـثالي…!
بقلم محمد عبد المعز
كلنا نحلمُ بأن نكونَ آباءً مِـثاليين، وأُمهاتٍ مِثاليات…!
وكل الأبناء، يحلمون بأن يكونَ آباؤهم مِثاليين، وأُمهاتُهم مثاليات…!
بل يحلمون بأن يكونوا هم كذلك، ويؤكدونه لآبائهم وأُمهاتم…!
وبين الأبِ المُـناسب والأبِ المِـثالي، خيطٌ رفيع، لأن الأب، قد يكونُ مثالياً في الإنفاق، لكنه ليس الأب المُناسب، والأُم كذلك…!
ورغم أن الخُطوةَ الأولى لتحويل الحُلْم، إلى حقيقة، الثقة بالقدرة على تحقيقه، بتوفيق الله، ثم بالأخذ بكل الأسباب، فإن كل ذلك، أو بعضه، يذهبُ أدراجَ الرِّياح، عندما نُصْـدَمُ بالواقِع، أو نَـصْـدِمه بتصرفاتنا…!
فالأبناء، لا هَـمَّ لهم إلا ما يريدون، والآباء والأُمهات، في سبيل ذلك، حائرون، لأن الفجوة، بين المطلوب والمُـتاح، كبيرة، وبين الداخِل والخارج أكبر، وأي صغير يكبر، وحاجاته تكبر، وبدلاً من الحوار والتفاهُم، والتقارُب… كل ذلك يصغر، ويصبح أصغر فأصغر…!
لأن الأبناء، يبنون رغباتِـهم على الْـمُستحيل، والآباء والأُمهات يربطون تلبيتها بالْمُمكن، أو حتى الصعب، كيلا يغضبوهم، أو يشعروا بالتقصير نحوهم، والحِكمة تقتضي التوازُن، كي يتزِنَ الجميع، في ظل موازنة، بها الحد الأدنى من العجز، حتى إن فُرِض أو رُفِض…!
فالدَّينُ هَمٌ بالليل، وذُلٌ بالنهار، والْعَـجْـزُ يُصيبُ بالعَـجَـز، وشِعار “الحياة ليست مادة” يَجِبُ أن نَـجِـدَ له ظِـلاً في أرضِ الواقِع، بدلاً من التغني به أحياناً، والبناء عليه كثيرا، ثم سُرعان ما نجده كبيتٍ من الرِّمال، على شاطئ الحياة…!
الحل في الدِّين، الذي حدَّد وسائلَ الحياة، والغاية منها، من دونِ إفراطٍ ولا تفريط، بوسطيةٍ اختارَها اللهُ لأُمتنا، ورحمةٍ أودعها في قلوبنا، واستِقامةِ الجميع، كي يستقيمَ البيت، وتحلَ المِثالية محلَ الْـمِثلية “أي المقارنة، أو الصراخ بأنه ليس أحسن مني، أو لستُ أقلَ منها”…!
التعليقات مغلقة.