الأحدب قصة لمحمد مندور
ألقى حجرا في ماء راكد، أراد بكل أمل، أن يرى وجهه طافيا؛ حزنه المشع من قسماته أظهر قبحا تلتقطه الرؤية، تمددت رأسه بعيدا، كبرت أذناه ، وعيناه، في حين تعكرت وداعة الماء فهربت الأسماك متبوعة بزعانفها.
كئيبا يحسب ما تبقى له من وقت، وحيدا يندم على ما تسببت فيه تعاسته من هم.
ما ذنب الكون؟
اعتزل البحيرة في ركن يعد خسائره … يقول ياليت ..
من الهضاب العالية إلى هذه الأرض مسيرة الكيلومترات، قطعها ماشيا، ظن أنه سينسى أغلاطهم السافرة ، ولينه المضطهد من حسين ونور ومن مثلهما، من وثقوا طاعته الخادمة…شقوا قميصه من دبر؛ عيروه بالضعيف الأحدب…
غيرت الأرض عجلاته بقفزة عشوائية، طار الأمر في الهواء، طويت نصف عجينته فوق نصفها، رأيته ولا بشر، يسرع قبل أن تتجاوز العاشرة.
سقط وسقط ما في صندوقه رميا بالعين الناظرة.
الأحدب يطير …
ثم مضى إلى الظلام، متجاهلا رزق ليلة، يحمل آلامه فوق سنامه.
يغرس قدما في مجهول، يتحلل من خطر الناعتين… يلقي جنيهاته المنقوصة بيأس .
لن أكمل ثمن استقامتي.ما يمدونني به لن يجزىء ولو ظللت لسنوات .
بجوارها يحسب ، في أذني همسه، في جيبي حلا لن يكافئ سعر كعكة الميلاد هذه، عرضت عليه ثمنها… التفت يحيي حرصي، عظم عوني واستقبح حظه. رفض حلي قائلا:
سأخصمه من الراتب.
الصفقة الفاشلة ضمتنا على مقعدين ومظلة، حكى ما قال… وقاسمني حظه بشيء من الصبر ذقت طعمه حلوا بشوكة نزعت غلافها معه.
التعليقات مغلقة.