موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الأسطورة والتاريخ… بقلم المهندس / أسامه أنيس

512

الأسطورة والتاريخ


بقلم المهندس / أسامه أنيس


كل من يقترب (ولو بالقراءة فقط) من التاريخ فى كل عصوره لابد وأن يصطدم بأن هناك صراعاً قديماً بين التاريخ نفسه والأسطورة … فالأسطورة تداخلت بشكل لا يمكن إغفاله فى تشكيل الفكر الأنسانى بإيمانه بها كجزء من التاريخ الذى يتفاعل معه فى حاضره ويبنى عليه لمستقبله
وبشكل غير مباشر … كان للأديان إسهاماً فى هذا فالمعجزات تتشابه مع الأساطير فى جوانب كثيرة … فأصبح من الطبيعى أن ترتبط كثير من الأساطير (اللا معقولة ولا يمكن قبولها دينياُ من أساسه بحكايات أسطورية مؤلفة) … وتتحول مع تنويعات لا نهائية إلى حقائق أسطورية وتدخل بكل يسر إلى الفكر الأنسانى كجزء لا يتجزأ من التاريخ بل وأحياناً من الدين … والغريب أن الزمن يؤثر فى الأسطورة فيهذبها ويصقلها تماما كما تفعل عوامل التعرية بأحجار الشواطىء
وحين تسجل الأسطورة المصرية القديمة أن الإلهة “إيزيس” تجمع أجزاء جسد الإله “أوزيريس” الأربعين لترقد عليه فنحمل وتنجب إبنهما إله القوة المخلص “حورس” … فلا تتعجب حين ترى مقامات سيدى (الأربعين) لا تزال ليومنا قائمة فى الريف المصرى وتقصد للدعاء ممن يتأخر حملهن !!
وحين يكون الجن مسخراً لخدمة سيدنا سليمان عليه السلام … فلاعجب أن يكون هناك مئات الروايات والقصص التى تملأ كتب التاريخ الدينى لتتحدث عن خاتم سليمان الذى لو حككته يخرج لك مارد عملاق من الجن يقدم لك كل ما تأمره به !! … وهو نفس الخاتم الذى فقده سيدنا سليمان فى البحر وفقد معه ملكه حتى أستعاده لما فتح السمكة ووجد الخاتم فى بطنها !!!


ولن يكون غريباً أن تكتشف أنه رغم تجلى السيدة العذراء مرات عديدة فى أماكن عديدة أن هذا التجلى دائماً ليس له وجود فى التاريخ المسيحى نفسه (إلا فى العصر الحديث – فقد كان الإعلان عن التجلى الأول فى إبريل 1968) … ودائما ستجد التجلى ليلاً !!
وبينما أنت منبهر بالبناء المعمارى الرائع والخاص بمسجد أحمد بن طولون بالسيدة زينب ودون أن تسأل أو تبحث ستعرف أن هذا المسجد لا تقام فيه صلاة الجمعه لأن الناس قاطعته إكراماً للسيدة نفيسة (نفيسة العلوم والأداب) حين أوقفت موكب الوالى “أحمد بن طولون” لتواجهه بأنه ظالم وأن الناس يشتكون ظلمه … وربما تصادف البعض ممن يحفظ نص ما قالته السيدة نفيسة فى وجه “أحمد بن طولون” … وقد تبتسم وأنت تتذكر أن عصر “أحمد بن طولون” يفصله قرابة 250 سنة عن زمن السيدة “نفيسة” !!! وتضحك حين تعرف أنه لف ورقة حول أصبعه ليصمم مئذنة مسجده الشهيرة بالمئذنة الملوية
يمكنك أن تحصل على أساطير لا حصر لها … وليس لديك سوى العقل وإعماله لتعرف كيف تعيد المسافة واضحة بين الأسطورة والمعجزة …. وبين الأسطورة والحقيقة … وبين الأسطورة والتاريخ

التعليقات مغلقة.