الأسيرة… قصيدة ل خولة محمد فاضل
الأسيرة
بقلم الشاعرة سحر القوافي – خولة محمد فاضل
في غسق الدجى
وخلف أسوار الحديد
بين سعير وجليد
تقبع أرملة الشهيد
في جوانتنمو الجديد
والجراح تشق شرخا في الوريد
لفقوا لها الجرائم
ومٱسي الإنسانية
كأنها شيطان
أعاث خرابا في البرية
البسوها عار الجرائم
وعلى اوجاعها أقاموا الولائم
فقأوا عينها
ادمت الأصفاد معصمها
ملقاة في غياهب السلوان والعتم
جعلوها عنوانا للإثم
غريبة بلا اسم ..بلا هوية
لكنها فلسطينية نقية
كشجرة زيتون شرقية
جذورها ممتدة في الأبدية
متشرشة في الوطن
وفي روحها الأبية
تلاطمت ألف قضية وقضية
في روحها هدير المراجل
ومهجة إباء تقاتل
بعنفوان..
تصرخ الأسيرة
كأنها الأميرة..
واحسرتاه من الضياع
واخجلتاه من فراغ
واحسرتاه على مجد يباع
عم القصور والضياع
وعشش الخنوع..
في البصائر الحسيرة
وسيف صلاح الدين البتار
اغمدوه من سنين
واستكانوا للتتار
للبوم والغربان..
ينشرون الرعب والدمار
أولئك الأشرار
جردوني من الحجاب
جردوني من الأثواب
واسلموني للجلاد
أسواطه مسامير وقتاد
تعل من دمي..
تضج الأسيرة..
وعيناها بندقية..
تقدح الصمود واللهب
تتقد جمرا من غضب
ترعب السجان..
كأنه الضحية..
تردد الأسيرة..
مأساتها الكبيرة..
بين انياب الاغتصاب
بين إفاقة وغياب..
بتروا ثديي ..
والقوه للكلاب..
ثم رشوا الملح على الجراح
ليستمتعوا بالأنين والعذاب
في فجور وحبور..
كأنهم صخور..
اعاثوا في بدني الفساد
اعاثوا في خاطري الدمار والخراب
حفروا لوعة في الفؤاد..
وغرزوا في مهجتي الحراب
سأبقى جمرا بلا رماد..
غصة في حلق الأغراب..
تولول الأسيرة..
بأي ذنب أنحر في العيد؟!
بأي ذنب أذبح من الشريان للوريد؟!
بأي ذنب اغتال؟!
ألف سؤال وسؤال..
سأبقى هنا أصيح..
مثلما استصرخ المسيح..
لماذا ينحر السلام..
بلا ذنب ولا اجترام؟!
بقلم الشاعرة الجزائرية سحر القوافي
التعليقات مغلقة.