“الأقصَى” الأقصَى شادي سبأ عبد العزيز الهاشمي

“الأقصَى” الأقصَى شادي سبأ عبد العزيز الهاشمي

أيا وَلَدي، أتَعرِفُ أرضَ أقصانا؟!
أيا أَبَتي، هو المَرْسَى ومَسرانا
بُراقُ القِبْلةِ الأولَى إذا عَرَجَتْ
بِ(طَهَ) مِن على صخرٍ لِمَولانا

أيا وَلَدي، أتَعرِفُ أرضَ أقصانا؟!
أيا أَبَتي، هو (القُدْسُ) الذي عانَى
هو الآلامُ والأحزانُ نسكبُها
فيَسْقِي دمعُنا أرضاً وإنسانا

أيا وَلَدي، أتَعرِفُ أرضَ أقصانا؟!
أيا أَبَتي، هو الشُّهَدا وأَسْرانا
هو الفِلْذاتُ والثَّكْلى بما صَرَخَتْ
إذا قُمنا لها صُمّاً وعُمْيانا

أيا وَلَدي، أتَعرِفُ أرضَ أقصانا؟!
أيا أَبَتي، هو الباغي ومَن خانا
هو الأرواحُ أسراباً نُبَعثِرُها
لكي نَرْقَى، فيَرْقَى النصرَ أعدانا

أيا وَلَدي، أتَعرِفُ أرضَ أقصانا؟!
ألاَ الأقصى بأقصى عُرْبِنا الآنا
مُنَىً صُغرَى، إذا الكُبرَى عَلَتْ ورَبَتْ
والاِسْتثنا مَن الدَّعْواتِ أحيانا

ألاَ الأقصى غدا هَمّاً لأقصانا
وأمسى نَسْيَ أيامٍ إذا كانا
فطار الحوتُ في الآفاقِ مختنقاً
وغاص الطيرُ عمق الماءِ عطشانا

أيا ابْنِي إنَّ أقصى هَمِّ أدنانا
رغيفٌ حيثُ عَمَّ الغيثُ (سُودانا)
عِراقٌ في بلاد السِّلْم تَقْتُلُهُ
حروبٌ كلَّما صادَفْتَ (إيرانا)

(يمانيٌّ) رأى الكابوسَ يقظانا
و(ليبيٌّ) رأى البترولَ بركانا
(خليجيٌّ) رأى الحكامَ ما حَكَموا
خليجياً، وبات العِلْجُ سلطانا

و(سوريٌّ) رأى في الحُلْمِ جُولانا
و(لبنانُ) الشذَى والوَرْدِ ألوانا
و(مصريٌّ) يَحِيْكُ البغيُ منتشياً
له السوأى، فيجني البغيُ خُسرانا

حليمُ العُرْبِ يا ابْنِي بات حَيرانا
كليمُ الصحْبِ أمسى إنْسُه جانا
سليمُ القلبِ أضحى للضلالِ هُدَىً
وبين دَمٍ وفَرْثٍ يَنْكتُ الرانا

ايا ابْنِي إنْ دَنَا للقُربِ أقصانا
فإنَّ القاصيَ الداني سيَنْعانا
ويبكي ملءَ أفواه الأُلَى ضَحِكوا
ويضحكُ مثلَما قد كان أبكانا

لقد مُلِئتْ شُجونُ العُرْبِ أشجانا
لقد شَبَّتْ لَظى الأحقادِ نيرانا
(فلسطينُ) التي أدْمَتْ مَدامِعَنا
ألا ما عادت الأُولَى لنجوانا

القصيدة على بحر (الوافر) التام سليم التفعيلات.