الأكوان المتوازية
وليد مجدي
لست وحدك بالكون ، وهذا الكون ليس وحده . هل فكرت يوما ماذا ستجد عند حافة هذا الكون الذي بدأ بالتمدد يوم خُلِق ولا يزال يتمدد؟ ستجد بداية كون جديد يوازي كوننا هذا ، فيه أرض كأرضنا هذه و كتاب ككتابي هذا وكاتب مثلي و قارئ مثلك . وهكذا لو استمر ترحالك إلى بعيد .. إلى مابعد هذا الكون الموازي لكوننا ، ستجد كونا غيره و أكوان أخرى جميعها تتوازى ، وجميعها فيها أرض كأرضنا هذه و كتاب ككتابي هذا و كاتب مثلي و قارئ مثلك ، إن أغلق أحدهم كتابه فعل البقية مثله كصورة تتكرر في مرايا متعددة ، و التأثير لمن بدأ الفعل.
أغلق الكتاب مسرعا و هو لا يدري إن كان يحلم أو أن الكاتب مجنوناً ، رفع عينيه ليجدها أمامه ؛ تحرك إليها دون وعي ، يحاول التمرد ؛ يفكر في العودة ؛ تجره قدماه نحوها ملقياً التحية ، فتدير وجهها لينفرط عقد تماسكه ، و تخرج من فمه الكلمات مرتعشة تحاول الصمود:
- أحبكِ
- ألم ننتهي من هذه القصة؟
- لا أستطيع العيش بدونكِ
- وما دخلي بكَ
- حياتي التي تملكينها
- يملك حياتي غيرك
يسحبه جسده نحو النافذة ، يقاوم، تلتف إليه، تناديه ، تمسك بملابسه ؛ يفلت من بين يديها ، تصرخ محتضنة إياه. تتباعد النافذة بعد أن عبراها جسديهما ؛ تتقارب الأكون و تتطابق فيدوي في جنبات الفضاء صوت الارتطام.
(تمت)
وليد مجدي حسن
التعليقات مغلقة.