الأمانة ..قصة قصيرة للأطفال بِـقَــلـم الأستاذ/ حُسام الدِّين طَلعَت

الأمانة ..قصة قصيرة للأطفال بِـقَــلـم الأستاذ/ حُسام الدِّين طَلعَت

فَي صَبَاحِ يَومٍ شَمسُهُ مُشرِقَةٌ، استَيقَظَت “نور” عَلىٰ صَوتِ دِيك الجِيرَان يَصِيحُ بِنَشَاطٍ.
رَتَبَت فِرَاشَهَا، ثُمَّ مَشَّطَت شَعرَهَا المُنسَدِل فَوقَ كَتِفهَا. خَرَجَت مِن غُرفَتهَا، وَتَوَجَّهَت إلىٰ أُمِّهَا المَوجُودَةِ فِي سَاحَةِ الدَّارِ، حَيثُ تُعِدُّ طَعَامَ الإفطَارِ للأُسرَةِ كُلِّهَا.
أَلقَت تَحِيَّةِ الصَّبَاحِ عَلىٰ أُمِّهَا وأَبِيهَا.
“نور” الابنَةُ الوَحِيدَةَ للوَالِدين، تَتَّسِمُٰ بالذَّكَاءِ والجَمَالِ ، وكَانَت مُجتَهِدَةً فِي دِرَاسَتِهَا.
تَنَاوَلَت طَعَامَ الإفطَارِ، بَعدَ أن أَدَّت فَرضِهَا، ثُمَّ حَمَلَت حَقِيبَتَهَا وذَهَبَت إلىٰ المَدرَسَةِ وهِي سَعِيدَةٌ فَرِحَةٌ.
بَدَأَت حِصَةُ “التَّربِيَّة الدِّينيَّةِ”، دَخَلَ المُعَلِّمُ الفَصلَ، ثُمَّ أَلقَىٰ التَّحِيَّةَ عَلىٰ التِّلمِيذَاتِ، وكَانَ دَرسُ اليَومِ عَن: “الغِشِّ”.
قَصَّ المُعَلِّمُ عَلىٰ التِّلمِيذَاتِ قِصَةَ امرَأَةٍ كَانَت تَبِيعُ اللبنَ، وكَانَت تَخدَعُ النَّاسَ الذِينَ يَشتَرُون اللبنَ مِنهَا، حَيثُ أإنهَا تَضَعُ المَاءَ عَلىٰ اللبنِ؛ كَي يَزدَادَ رِبحِهَا.
وفِي مَرَةٍ مِن المَرَاتِ رَأَتهَا ابنتُهَا وهِي تَضَعُ المَاءَ عَلىٰ اللبنِ، فَقَالَت الابنَةُ لأُمِّهَا: لِمَاذَا تَقُومِين بِهَذَا الأَمرِ يَا أُمِّي؟
رَدَت الأُمُّ: حتىٰ يَكثُرَ اللبنَ، ونَبِيعَ أكثَر ، ويَزدَادَ رِبحُنَا.
قَالَت الابنَةُ: ولِمَاذَا تَقُومِين بِهَذَا الأَمرِ أَثنَاءَ الليلِ يَا أُمِّي؟
أَجَابَتهَا الأُمُّ قَائِلَةً: حَتَىٰ لا يَرَانِي النَّاسُ، فأَسرَعَت الابنَةُ قَائِلَةً: إذَا كَانَ النَّاسُ لا يَرونَكِ، فَإنَّ رَبَّ النَّاسِ يَرَاكِ.
أُعجِبَت “نور” بتلكَ القِصَّةِ الجَمِيلَةِ، التي تَجعَل (الغِشَّ) مِن أَسوَأِ الأَخلَاقِ فِي الحَيَاةِ، وقَرَرَت أنْ تَقُصَّ هَذِهِ القِصَّة الجَمِيلَةَ عَلَىٰ أُمِّهَا، وأنْ تَتَحَلَىٰ بالأمَانَةِ دَائِمًا.