الأموات الأحياء…محمــد عبــد المعــز

الأموات الأحياء…محمــد عبــد المعــز

…………….

عاشَ عالِماً، وحَفَـرَ مكانَه في قلوب مُحبيه، ومكانتَه في عقولَهم، دافعَ عن العقيدة، بمؤلفاته، ولقاءاته، وكتاباته، ما استطاعَ إلى ذلك سبيلاً.

تعامَلَ بتواضُعِ الكِبار، ولينِ العُظماء، وحَزْمِ العلماء، وحَسْمِ الواثقين بعلْمِهم، والثابتينَ على الحق، والعاملينَ له وبه.

حاورَ كثيرين وكثيرات، وفنَّد ما يُردِّده الغوغائيون والببغاوات، بأدلةِ الفاهِم، وعقلِ الراسِخِ في العِلْم، وتفسيرِ الْـمُـدرِك لمقاصِد الشريعة.

في الميراث أفتى، وفي الولايةِ لم يوال، وفي الْـمُعاداة لم يُعادِ إلا لله، لم يَحْسِبْ حِساباً إلا لربه، ولم يخشَ في الْحَقِّ لومةَ لائم.

أجابَ عن أسئلة كثيرة ومثيرة، أراحَ بها كثيرين، وأثار بها شؤونَ وشجونَ الحاقِدين، بعقلٍ منفتح، وقلبٍ أكثر انفتاحاً، وعينين تريان ما هو أبعد وأبدع للدين.

29 فبراير… فقدنا جسد د. محمد عمارة، الْـمُفكر الإسلامي، الذي وَهَبَ الْفِكْـرَ حياتَه، والبحثَ وقتَه، والاجتهادَ طاقتَه، ومازال حياً وسيظل، إن شاء الله.

عَن عبد اللَّه بن عمر قَال: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقُول: “إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمِ انْتِزاعًا يَنْتَزِعُهُ مِن الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاء، حَتَّى إِذا لم يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا فَيُسْأَلُوا، فأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا”.

طِبتَ حَياً وميتاً، وجزاكَ اللهُ عن الإسلامِ والمسلمين، الفردوس الأعلى، وجعلَ ما قدَّمته في ميزانِ أعمالِك.

“لمثل ذلك فليعمل العاملون”… فكيف لمثلي أن يكتبَ لمثلك أو عنك؟!

رَحِمَ اللهُ الأمواتَ الأحياء، وهدى الأحياءَ الأموات، وثبَّتنا على الْحَقِّ حتى الممات… “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

…………….