الأمير المحارب.. إنسان مع العالم الأخر بقلم /عبد الحميد أحمد حمودة
بدأت تراوده الأحلام كل ليلة أثناء نومه، ولم يتذكر منها شيئا. وذات يوم، استيقظ خائفا، كان مرعوبًا من الحلم الذي رأى فيه العديد من الثعابين السوداء ذات الأحجام، والأنياب الكبيرة، حاولوا الوصول إليه، لكنه هرب منهم، فاتبعوه.
وفجأة، قابل محاربًا يرتدي ثيابًا قتالية بسيف ورمح كبير في يديه، واختفت الثعابين التي كانت وراءه، فوقف ينظر إلى هذا المحارب المهيب
من أنت؟
أنا أمير محارب من الجان، رأيتهم خلفك، وأتيت لإنقاذك منهم
ما هذه الثعابين، ولماذا يحاولون إيذائي؟
إنهم من شياطين الجان، وكما رأيت قلوبهم لون أجسادهم، فاحذر منهم، فهم أعداء الله والإنسان.
استيقظ من نومه، وتوضأ وصلى، وقرأ ما تيسر له من القرآن، ثم ذهب إلى العمل.
وعندما أنهى عمله ذهب لتناول الغداء مع بعض زملائه في أحد مطاعم المدينة، ثم عاد إلى المنزل متعبًا وذهب إلى غرفته كالمعتاد ليستريح قليلا، بعدها ذهب لتناول العشاء مع عائلته، وظل معهم إلي أن أحس بالنعاس.
أقبل الليل وبدأ النوم يغلبه، فسمع أصواتا مخيفة من حوله، انتبه من نومه، نظر في كل الاتجاهات، فلم يجد شيئًا، ثم عاد لينام مرة أخرى، فشاهد صحراء شاسعة بلا ماء ولا أشجار، وكأنه تائه فيها. فجأة، نظر فوقه، فرأى نسرا أبيض ضخما بأجنحة كبيرة يحلق فوقه في السماء، فتبعه حتى وصل إلى نهر يفيض منه ماء صاف، شرب منه وجلس في ظل شجرة على ضفة النهر، فظهر أمامه شاب وسيم في ثوب أبيض، وله لحية صغيرة، وشعر أسود قد تدلى على كتفيه، وعيناه متلألئتان بالنور.
من أنت؟
أنا الأمير المحارب، ألا تتذكر اليوم الذي تقابلنا فيه وكان خلفك ثعابين سوداء؟
نظر إليه بسعادة وشعر بداخله بالراحة والطمأنينة وهو جالس معه.
أين نحن الآن؟
في صحراء بعيدة عن الناس والجان
رأيت نسرًا كبيرًا تبعته حتى وصلت إلى النهر
هو ملك من ملوك الجان الصالحين، وهذا مكانه منذ آلاف السنين، وأنا من أتباعه.
نظر إليه بدهشة
كم عمرك؟
أعيش من قبل ولادة سيدنا أحمد (ص)
اطمأنت نفسه بالتحدث معه
منذ عدة أعوام، رأيت امرأة تدعى لؤلؤة تركتني ولم أرها مرة أخرى.
نعم، هي أميرة تحبك والله صرفها عنك، فلا تسأل عنها مرة أخرى.
لماذا يحدث كل هذا لي، ولماذا أراكم دائمًا في أحلامي؟
أذكرك بقول الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ” ستعرف كل شيء في الوقت المناسب عندما تكون مستعدًا، لا تتعجل.
تركه وذهب بعيدًا واستيقظ غير قادر على تصديق ما رآه في حلمه، توضأ وصلى، وقرأ ما تيسر له من القرآن.
مرت الأيام ولم ير في نومه شيئًا، إلا أنه يسمع أصواتًا أثناء نومه ولا يعرف السبب، حتى فكر في الذهاب إلى رجل سمع أنه معالج روحاني، وأنه يرى الجان.
فذهب إليه، وعندما جلس أمامه، أخبره بما حدث له، فدهش المعالج لما سمعه، وعندما انتهى من الكلام
الآن أرى أميرًا شابًا يبتسم خلفك
وفجأة
إنها امرأة.
فوقف المعالج متعجبا
رجل وامرأة.
ثم نظر إليهما عن كثب
أمير شاب، وأخته أميرة شابة، بوجوه بيضاء، وشعر أصفر، وعيونهم خضراء، يرتديان الزي الأبيض الذي كان يرتديه الرومان القدماء.
اذهب من هنا، إنهم أقوى مني.
غادر منزل الرجل متفاجئًا بما سمعه منه، وذهب إلى منزله، ثم دخل غرفته، وجلس هناك يفكر فيما سمعه منه.
مرت الأيام ولم يرَ أو يسمع إلا أصوات القطط التي تقلق نومه.
وذات ليلة رأى في نومه الأمير المحارب يقف أمامه في نفس الصحراء وكأنها بعيدة عنه، فحاول الاقتراب منه، لكنه لم يستطع، وحاول التحدث إليه، لكنه لم يستطع.
استيقظ من نومه على صوت
إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، احفظ الله يحفظك.
التعليقات مغلقة.