الأندلس والأريوسية وإبحار مغاير فى التاريخ
الأندلس والأريوسية وإبحار مغاير فى التاريخ
د.أحمد دبيان
إن العرب لم يغزو الأندلس ولا يصح أن يسمى دخول العرب لأسبانيا بمسمى الغزو .
كانت هذه هى النتيجة التى وصل اليها عالم الحفريات و المؤرخ الأسبانى الكبير
Ignacio Olague
فى كتابه
الثورة الإسلامية فى الغرب .
La Revolucion Islamica En Occidente
أشار الفيلسوف الكبير روجيه جارودى الى هذا الكتاب الصادر عام ١٩٧٤ فى محاوراته للتدليل على قبول الاسلام الحقيقى للآخر وامتزاجه به وانفتاحه عليه دون السقوط فى براثن تلمودية الاسلام التى شوهته وقزمته وقولبته.
ينبئنا المؤرخ الاسبانى اجناسيو اولاجى الى ان المسيحية فى اسبانيا وقت الفتح العربى كانت
على المذهب الأريوسى .
ورغم تحول احد ملوك القوط (ريكاردو الاول ) الى المذهب الخلقيدونى الذى يؤمن بالطبيعتين للمسيح الا ان غالبية الشعب الذى كان يؤمن بالمذهب الأريوسى ، ظل مؤمنا بالمذهب الأريوسى والذى كان يعد هرطقة فى نظر المذاهب المسيحية الكبرى ،
لانه ببساطة كان يؤمن بان المسيح مخلوق أزلى متميز الا انه فى مرتبة
أدنى من الآب بعكس الايمان النيقاوى المؤمن بالآب والابن معاً ،
نسبة الى مجمع نيقية عام ٣٢٥ وهو المجمع المسكونى الاول الذى حدد شكل الايمان المسيحى .
شكلت المسيحية الاريوسية الجانب الاكبر من المسيحيين فى اسبانيا وبسبب تحول بعض ملوك القوط للمسيحية بتعاطى الايمان ا لنيقاوى ومحاولتهم تغيير شكل الايمان الأريوسى قامت حرب اهلية بينهم .
وفى سنة ٧١١م وبناء على طلب وريث الملك الشرعى غيطشة Vitza عبر ٧٠٠٠ رجل المضيق الذى سمى
لاحقا باسم قائدهم طارق بن زياد وهزموا
Rodrigo
لذريق مغتصب الملك فى معركة قادس Cades
تحول كثير من الاريوسيين للاسلام لانه ببساطة كان يقارب مذهبهم المسيحى فى ان المسيح مخلوق ادنى منزلة من الآب .
وكان انتشار الاسلام فى الاندلس دون غزو بالمعنى الحرفى لكلمة الغزو .
وبنص كلام المؤلف ؛
فإن الدعوة الاسلامية فى اسبانيا لقيت مناخاً ملائماً بحيث لم يجر الاسبان الذين سادت فى مجتمعهم الديانة الاريوسية خلال القرن الثامن، الا تعديلات طفيفة على معتقدهم وفكرهم وثقافتهم وعاداتهم ليتحولوا للاسلام .
عدت الاريوسية حسب الايمان النيقاوى هرطقة وسميت نسبة لقسيس ليبى كان كاهناً فى كنيسة الاسكندرية يدعى أريوس وانتشرت انتشاراً كاسحاً فى الجزيرة العربية والشام وشمال أفريقيا وبين الوندال الذين تسمت بهم الأندلس .
كان من أشهر متبعيها فى القرون المتأخرة الفيزيائى الأشهر وصاحب نظرية الجاذبية ، السير اسحق نيوتن .
وقد عُدَ الاسلام فى وقت ما احدى البدع المنبثقة من هرطقة أريوس .
التعليقات مغلقة.