موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“الإبداع الشعري بين القضية والفنيات”…دراسة نقدية تحليلية لديوان “عُد للحياة ” للشاعرة د.عبير زكريا… نقد وتحليل أسامة نور

480

“الإبداع الشعري بين القضية والفنيات”…دراسة نقدية تحليلية لديوان “عُد للحياة ” للشاعرة د.عبير زكريا… نقد وتحليل أسامة نور

النقد والتحليل :-


مقدمة :-
إن الإبداع ترجمة للمشاعر والعواطف ، والواقع الذي يعيشه الإنسان ..والشاعر يختلف عن غيره؛ لأن لديه شعورًا فطريًا وإحساسًا مرهفًا، وموهبة من الله سبحانه وتعالى تجعله قادرًا على التعبير عن خلجات النفس البشرية وعواطفها ، وعن الواقع ،كما أنه يصوغ مشاعره وفكره بحيث تتماس مع الآخر ، وتجد صدى لدى المتلقي والسامع …
و في رأيي أن “كل شاعر فيلسوف ،وليس كل فيلسوف شاعر ” …
فهل يكون الفن للفن والمتعة فقط كما ذهبت نظرية الفن للفن ،أم يكون الفن للمجتمع ومعالجة قضاياه ومشكلاته دون التقيد بفنيات الإبداع .
لا شك أن الفن والآدب هما مرآة المجتمع ، وقلبه النابض ..
وميزانه الذي يبصر ويوجه ويرشد …
ولكن كلما كان الفن والأدب يعليان من شأن المجتمع ويعالجان القضايا المجتمعية والوطنية والإقليمية ..مع
الاهتمام بالجماليات والفنيات وتحقيق الإمتاع ..كان الإبداع
متحققًا والفائدة قائمة.
لهذا فمن رأيي أنه إن الإبداع شرط في العمل الأدبي مهما كان غرضه .
ومن سمات الإبداع التجديد على مستوى البنيةوالمضمون واختلاف زاوية التناول ،ومكاشفة الوجدان بطرح جديد
وآلية تعبيرية غير نمطية ،مشتقة من رؤية تتوازى مع المشاعر الوجدانية ؛تبعث الخلق الإبداعي ،الحركة والتناغم والتنغيم داخل النص ،وتحقق الدهشة والإمتاع ..بحيث يتماس معها المتلقي ،وتشكل اللاوعي الجمعي .
فيكون بمثابة زاوية إنعكاس لبقعة ضوء صوتية تتمادى في الأفق الذهني ،والوجداني له..
والشعر هو فن التعبير الذاتي ،وكلما أتقن الشاعر التعبيرعن ذاته ،تأثر الآخر به وتماس معه ،فتتسع الحالة الذاتية لتصبح توجه تعبيري عام.
فالشعر خاص لكنه يعبر عن التشكيل الوجداني العام . عن ديناميكية الذات وتمردها والرغبة و المكاشفة والتحرر .
———-؛؛؛؛؛؛؛———
** “ماهية العنوان ودلالته “
إن للعنوان دوره المؤثر في النص ؛ فلم يعد العنوان مجرد كلمات ،تقال في بدايته ، إنما أصبح جزءًا من النص لا ينفصل عنه ،بل هو عتبة رئيسة من عتباته، وهو نص مصغر يدل على النص الأصلي ، وكلما كان العنوان مؤثرًا في عاطفة المتلقي ويثير فكره ،كان ذلك محفزًا له على قراءة النص واكتشافه..
لهذا ظهر حديثًا ” علم العنونة ” ودراسات كثيرة أشهرها
كتاب عتبات النص ” الناقد الفرنسي جيرار جينت ..وكذلك
دراسات الكاتب الناقد “ليو هويك”
وعنوان الديوان ” عُد للحياة ” يتكون من كلمتين “عد”
فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت ، وللحياة جار ومجرور ، والغرض من الأمر هنا النصح والإرشاد والحث على العودة للحياة ، فهي تخاطب الآخر
تخاطب الإنسان ، وتنصحه بالعودة للحياة ..ولكن أي حياةٍ
يعود إليها ، إنها الحياة الإنسانية في طهرها ونقائها ، العودة
إلى الحق والإيمان ، فهي تستنهض هممها من خلال مخاطبة الآخر …ليعيدا التوازن النفسي ،ويطهرا النفس ويقوياها …
لذلك تقول :-
عد للحياة وخض بها في عزةٍ
كف ارتحالك خيبة بمواقعْ
واهجر جحورك في الخواء وسدها
إن اقتفاء النجم عيش مانعْ
فتدعونا إلى تطهير النفس ، إلى السعي الجاد في عمل يرفعنا
ويعلي شأننا ، ويبعث الطمأنينة والرضا .
فتقول :-
فض الكآبة صاحبي لا تبتئسْ
لايعرفن الحزن إلا من يئسْ
غرس الفسائل يا صديقي شغلنا
لايرفع الإنسانَ إلا ما غرسْ
ومن هنا فنحن أمام شاعرة مطبوعة تتنفس شعرًا ، مرهفة
تمتزج بالإبداع ، لكنها تطوع شعرها من أجل قضايا سامية
لتنصح ..وتنبه وتحذر ..
فتقول في قصيدة بلون الجاهلية على” بحر الرمل ” الذي يمتاز برقته وعذوبته ..
يا قريض الشعر لا تملأ كؤوسًا
مسكرًا يشدو بلا مغزى ونيهْ
بئس بحرًا لم يرج الأرض صحوًا
باعثًا نورًا بكـف الجاهـليهْ

———–؛؛؛؛؛؛؛؛————-
**”من حيث الشكل والموسيقى “
ينتمي الديوان “عد للحياة ” من حيث الشكل للشعر العمودي
فجميع قصائد الديوان عمودية تلتزم الوزن والقافية.
فالشاعرة تكتب القصيدة العمودية بسلاسة ، وتستخدم
المفردات التي تعكس حالتها ، وتنطق بروح العصر وتعبر عنها وعن قضيتها بسلاسة ووضوح . لذلك فهي تحافظ على الشكل العمودي ولكنها تجدد في الموضوع ، فالشعر لديها طبع
ووجدان يتعايش داخلها وتتعايش به ..فهي تعبر بإحساس وصدق شعوري ، وتستخدم الموسيقى الخارجية ” الوزن والقافية ” بما يلائم الحالة والرؤية ؛ ليكتمل الإبداع الشعري ، فالشعر لديها ليس وزنًا وقافية ..وإنما هو رُوح وحياة وإبداع..فنجد الشاعرة كتبت على بحورعدة لتخرج الموسيقى بما يتناسب مع النص ومضمونه ..
فتقول معبرة عن ذلك في رقة وسلاسة على “بحر الكامل “
أنا والتكلف سيدي ضدان
إن لاح هذا الضد غاب الثاني
تجري البساطة والبراءة في دمي
فملامحي وسريرتي صنوانِ
فإذا فرحت يلوح في عيني السنا
وإذا حزنت أبوح بالأحزانِ
ونجد أن الشاعرة استخدمت بحر الكامل بكثرة وهو من البحور الجزلة الذي تناسب الحالات الشعورية المختلفة ..
ويوحي بعمق الرؤية والرغبة في كمال النفس ورقيها ..
ثم جاء بحر الوافر بمسيقاه المتناغمة السريعة المتدفقة
ولكن الشاعرة طوعت موسيقى الوافر ..
ومن ذلك قصيدة ” نسختك الأخيرة “
فما مِن ذرة بالعمر مرت
ولم تحفر خطوطًا في السريرهْ
وما من لمحة عبرت بليل
ولم تبدع بريشتها القديرهْ
ثم نجد بحر المتقارب بموسيقاه المتهاديه ..
ومن ذلك قصيدة “قمير صبي “
سئمت الحياة على كوكبي
أروم قميرًا قصيًا صبي
لقد شاخت الأرض من حولنا
وما نلت في قلبها مطلبي ..
ونجد بحر الرمل بموسيقاه الرقيقة ..
“يا قريض الشعر لا تملأ كؤوسًا
مسكرًا يشدو بلا مغزى ونيهْ”
قد كتبت الشاعرة على مجزوء الكامل ، ومجزوء المتقارب ..
مما يشير إلى التنوع الموسيقي في الديوان بما يتناسب مع تنوع المضمون .
وقد استخدمت الشاعرةالقافية التي تخدم المعني وتتوافق مع المضمون والحالة .
وقد أكثرت من استخدام” الهاء الساكنه” بعد حرف الروي وجاء ذلك في قصائد عديدة..ومخرج الهاء من أقصى الحلق ومن صفاته الهمس ،والرخاوة ، والترقيق ..فالشاعرة تخرج إبداعها من الإعماق ، بعد قلق وصراع ، فتخرج الزفرات المشتعلة داخلها مع صوت الهاء في رقة وسكون

” وفي رأيي يشير هذا لطبيعة الشاعرة ،فهي كثيرة التفكير والتأمل ، وتراجع النفس وتحاسبها ، لديها مشاعر إنسانية
كما أنها تبدو وديعة هادئه رغم احتراقها الداخلي “
..والسكون يوحى بوقفة النفس وتدبرها على تعود إلى الحياة..
كما نجد الموسيقى الداخلية من خلال الأساليب والصور ، والتضاد والجناس واستخدام الجمل القصيرة المتوازنة الإيقاع ..
——–؛؛؛؛؛———

**التجربة الشعرية واتجاهات القصيدة في ديوان ” عد للحياه”
إن الصدق الفني، وعمق التجربة الشعرية ، والجمع بين العاطفة والفكر ، وعمق الرؤية والفلسفة من أهم مميزات الديوان بالإضافة إلى الفنيات الإبداعية ، فالكتابة عن قضايا إجتماعية أو حياتية ، يعكس الإحساس بالآخر والانشغال بالهم العام ، إصافة إلى الهم الذاتي الخاص ،فتمزج الشاعرة
بين همها الخاص والهم الجمعي العام ؛لتخرج لنا قصيدة
أشبه بمكاشفة نفسمجتمعية ، ومعالجة سيكولوجية لسلبيات النفس البشرية ، والمجتمع . وتحاول في تلك المعالجة استنفار النفس البشرية وعوتها لطبيعتها
الإنسانية ..وليكون التحدي هنا الجمع بين الواقعية والإبداع
والبعد عن السطحية والمباشرة ، واستخدام المؤثرات الحسية ، والبصرية لنتعايش الحالة ،ونتفاعل معها ، فيصير
أشبه بالواقعية السحرية ..
ونجد ذلك متمثلا في الاتجاهات الآتية :-

١-” إعلاء الذات والنزعة الإنسانية في الديوان “
المبدع يكتب ذاته ويعبر عن الآخر من خلالها ، فيتماس معه الآخر ، ويتجاوب معه ، لذا نجد الشاعرة عبير زكريا
تمتلك تلك القدرة فتبدأ القصيدة بالحديث عن ذاتها ثم تنتقل
تدريجيًا بالحديث عن الآخر ،تنتقل من الخاص إلى العام ..
وتعبر عن الإنسان وصراعة بين الخير والشر ،وتشتته ،
وما تعانيه من أوجاع وآلام .وأحوال النفس البشرية
فتقول في قصيدة نسختك الأخيرة :-
قد استنسخت في الدنيا الوفًا
فقف وانظر مليًا للأخيرهْ
وعطرها بمسك الورد طهرًا
وتوجها بنور كالأميرهْ
ونجد تشخيص الحالات البشرية ..والخير والشر في قصيدة
“بعض وبعض ” فتقول فيها :-
وبعض العقول تضل البرايا
فتجثوا بلا غاية طيعهْ
وبعض العقول تخط سطورًا
بدرب العلا فذة رائعة ..
والدعوة إلى قوة النفس ، وتماسكها ؛ليسمو الإنسان ويرقى
فتقول في قصيدة “فتى النيل “
وقم لاتبالِ بأسراب بومٍ
تسد السماء لتفرغ كاسك
تقدم تعلم تقوَّ وحلِّق
تمط يقينًا ودعِّم أساسك
فتى النيل واعرج لأعلى سماءٍ
ذرى المجد بعثًا تود اقتباسك
في قصيدة “تبقين أنت منارة” توجه الشاعرة خطابها للأم التي تعاني من بعد الأبناء وجفائهم ، فتصور حالة إنسانية إجتماعية ..فتقول :-
عابوا طويلًا قد نسوا
بذل الحياة الآمنه
حجدوا الفؤاد وأنكروا

رطب الحنايا اللينه

٢- الرؤى الفلسفية ،والميتافيزيقا في الديوان :-
إن أهم مايميز الشاعرة هو التأمل ، والإغراق في التفكير
ومحاولة استكشاف كنه الآشياء ، وما ورائها ؛لتكون فلسفتها الخاصة ، إيديولوجيتها..التي من خلالها تقوي النفس ، وتحث الآخر . فتتحول الحالة عند الشاعرة عبير زكريا إلى رؤية وفلسفة ..
ومن ذلك قصيدة “من لا يُبتلى “فتقول فيها
إنما الدنيا بعيني كالطريقْ
لحظة رحب وساعات يضيقْ
ملء جنبيه متاع زائفٌ
يخطف الألباب سحرًا كالعقيقْ
لذلك نجد استخدام الاستفهام دلالة على الحيرة ، والتفكير ، ورغبة في الوصول إلى الهدوء النفسي .
فتقول :-
أين المداد من الجمال وسحره
يروي حديث النفس بالشلالِ
أين السماء لكي تهدهد مهجتي
وتنير في صدري وتشرح بالي
فالروح طير يضمحل بسجنه
وحياته وسط الفضاء العالي
وقد تكونت رؤيتها و فلسفتها من خلال التجربة التي تهذب العقل ، فيتعمق الإدراك ويتسع المشهد ،فتخاطب نفسها من خلال الآخر ..
فتقول في قصيدة “نسختك الآخيرة “
مضغتَ الحزن والخيرات تترى
وذقتَ الفقد آهات مريرهْ
يجود العسر بالمسك المصفى
طهورًا للسرائر والبصيرهْ
وكأن هذا التفكير ،وذاك التأمل مغامرة في أغوار القلب تارة ومراكز العقل تارة أخرى ؛لتستكشف نفسها ، وتحدد موقعها ، وموقفها من العالَم والآخر ..
فتقول في قصيدة” خلف الصدر والغرة”
لكم أوغلتُ خلف الصدر والغرة
لأكشف جوهري المصنوع في البذرهْ
هممت أفض سر النفس في جلٍ
وفي ضعف الجهول رجفت مضطرهْ

وتصرح بذلك قائلة
طغى طوفان أفكاري
على سطحي وأغواري
تخذت الشعر لي فلكًا

يقيني بطش أسفاري

٣- ” الواقعية السحرية ومعالجة سلبيات المجتمع “
تسعى الشاعر إلى السمو بذاتها ، كما أنها لاتنفصل عن الآخر والمجتمع الذي تعيش فيه ، بل تحاول رصد سلبيات المجتمع ومعالجتها .
ونجد الشاعرة هنا بإحساسها المرهف ، ونفسها الطامحة للكمال والجمال فتقول :-
كفاني بالمنى شعري
سما بالحق واستوصى
وحسبي حلم آخرة
لها الخيرات لا تحصى
سلام الروح في عدنٍ
كمال خالد أقصى

والشاعرة في سعيها الكمال والرقي تصطدم بالواقع المرير ،مما يجعلها تشعر بالإغتراب ، ورفض السائد العام ، والتطلع إلى عالم أفضل ” المدينة الفاضلة “
فتقول شاعرتنا في قصيدة” قمير صبي “
أريد حياة بلون السما
ونهر السلام بها مشربي
ودفئًا يضم قلوبًا سمت
وفاءت إلى تبعها الطيبِ
أتوق رفاقًا بمهجة طيرٍ
وفي الصدر ينبض قلب نبي

ورغم ذلك فهي لا تستسلم ،فتحاول معالجة سلبيات المجتمع ؛ ليعود الإنسان إلى طبيعته ونقائه ،يُعمل العقل ،ولا ينقاد وراء العادات أو السائد دون تفكير ووعي ..لهذا فالقضايا المجتمعية شغلت معظم الديوان ، فالشاعرة تؤمن أن للشعر دور في المجتمع فتقول في ذلك

أونهنأن بشدونا
والمهلكات تلوكنا
فلتنسحق أقلامنا
مالم تحرك ساكنا

نجد ذلك في قصائد ” نسختك الأخيرة” لمبة جاز ” زنازين الحشود ” أنا لا آكل الخبزا” بلون الجاهلية ” قنينة العادة”بعض وبعض” غدًا نستفيق” طوفان الورى” أونهنأن بشدونا ” خرسانة”” عد للحياة”

فتقول في قصيدة” زنازين الحشود ” معبرة التبعية دون تفكر
وتعقل ..
انهض تفكر لا قيود ولا حدود
حرر فؤادًا من زنازين الحشود
قد أهلك الكفار ضلوا قبلنا
ما قيموا صحوًا ضلالات الحدود

وفي قصيدة لمبة جاز تقارن بين الماضي والحاضر ،والأثر السلبي للتكنولوجيا الحديثة ..
فتقول :-
ياويح لب مبصر فرَّاز
لا يستوي صلب لديه وغازْ
في عالم متجدد غليانه
قد مسه الحاسوب والتلفازْ
ثم تقول :-
حنَّ الفؤاد لأمسيات قد خلت
نعمت بأنس حول لمبة جازْ

في قصيدة قنينة العادة ترفض الانقياد والتقوقع حول العادة ؛لتحكم حياتنا ،وتعيق التحرر والفكر الصحيح فتقول :-

لماذا نعشق الحجرات يا ساده
ونهوى الشرب في قنينة العاده
لماذا الفكر لا يجري بمتسعٍ
لماذا النفس خلف الجمع منقادهْ
فهي الأنثى المتمردة على العادات السلبية ، والانقياد وسيطرة الآخر ..فهي تخذرنا من الوقوع في براثن العادة والتقليد الأعمى دون إعمال الفكر وتخير الصواب ؛كى لا نكون مثل
“خرفان بارونج ” نتدافع لأغراق أنفسنا بلا روية أو تفكير .

وتستخدم الشاعرة إضافة إلى الفنيات الأدبية ثقافتها وعمقها الفكري وخبراتها الحياتية والعلمية ، لهذا نجد الشاعرة عبير زكريا استخدمت تلك الخبرة العلمية ، فجاءت بعض القصائد

تحمل الحقائق العلمية وأثرها على الإنسان والحياة ،نجد ذلك في قصائد واستخدم بعضها في إسقاط ورمزية لمعالجة سلبيات المجتمع ..ونجد ذلك في قصائد ” تلوث ” حمص نووي” مضاد للأكسدة ” العلم الحرام ” معلمي “
فتقول في قصيدة. “العلم الحرام “
أتوب إليك من علم حرامِ
يجافي ركبه حق المرامي
سأعرض عن سبيل القوم بعدًا
عن العلم المسجى للمنامِ
وتقول في قصيدة” مضاد للأكسدة”
عندي مضاد نادر للأكسده
يشفي الصدور وما التمني أفسده
ثم تقول :-
ألق التعلق في فؤادك زكِّه
إن التعلق للمشاعر مفسدهْ
حرًّا سيغنيك الكريم بنوره

فز بالسعادة في السماء مجسدهْ

** “صورة الوطن في الديوان “
إن الشاعر بسموه الروحي ، ورقيه العقلي يرتبط بالوطن ، والقضايا القومية ،لهذا نجد تواجد الوطن والقضايا القومية في الديوان في قصائد “ريان ” بلون الجاهلية ” أمة مستهلِكة”
فتقول في قصيدة “ريان “
أين العروبة اين يا ريانٰ
لا لا تقل كان الرجال وكانوا
أسقطت في البئر السحيق لمجدهم
ما عاد يبصر نوره إنسانُ
وتقول في قصيدة بلون الجاهلية

” هل نسينا أقصانا أسير
يمرح الأعداء فيه بالمطريه
باد صرح الحق والمجد تدلى
هل ضللنا الدرب أم بعنا القضيه

وتقول في قصيدة “أمة مستهلكة “
قد أصبحت كغثاء سئل
هشة ومفككه
بئس الذي سلك الطريق
مضيعًا ما ملِّكه.
———–؛؛؛؛؛؛؛؛؛————
** “الجماليات فنيات الإبداع “
إن الإبداع هو أن يأتي المبدع بما لايستطيعه الآخرون ،أن يأتي بالجديد المدهش وألا يهتم بالشكل دون المضمون .
وبالنظر في الديوان نجد توافر الشاعرية ،والعاطفة الصادقة في الديوان ، والجمع بين العاطفة والفكر ،والحديث عن العام من خلال الخاص بحيث يتماس المتلقي مع النص ، ويؤثر فيه .فالشاعرة تكتب الشكل العمودي بمضمون حداثي في المفردات والموضوع ،ورغم الواقعية السائدة في الديوان

فقد استخدمت اللغة السلسة الحياتية ، والتراكيب

الحركية الحيوية …وقد تنوع الأسلوب بين الخيري للتقرير
والإنشائي لجذب الإنتباه وإثاة الذهن ، ولغير ذلك من الأغراض البلاغية ..
وقد أكثرت الشاعرة من الاستفهام في قصائدها…
؛ ليفيد التعجب والاستنكار مثل قولها :-
لماذا نعشق الحجرات يا ساده؟!
وفي لماذا الفكر لا يجري بمتسع؟!
وقد يكون للتعبير عن القلق والحيرة واللوم والتعجب مثل
أونهنأن بعيشة
محاطة بأنعم
وأرتطي مشاربي
وأستبيح مغنمي
وفي الحياة جائع
معذب عارٍ ظمي
وقد يكون للتحسر مثل
أين العروبة أين يا ريان ؟!

وقد أكثرت من استخدام الأمر النصح والإرشاد والحث
ونجد ذلك في عنوان الديوان ” عد للحياة “
فتقول :-
عد للحياة وخض بها في عزة
كف ارتحالك خيبة بمواقع
وكذلك مثل ..وقم لا تبالي بأسراب بومٍ
يسد السماء لتفرغ كاسك
تقدم تعلم تقوَّ وحلق
تمط يقينًا ودعم أساسك
وغير ذلك في الديوان
كذلك تستخدم النهي والنداء وغير ذلك من الأساليت الإنشائية ،التي كان استخدامها موفقًا ..فقد أشعلت حماس المتلقي، وأثارت ذهنه ،

** إن أصعب ما يواجه شعر القضية أو الأدب الواقعي هو السطحية ،والمباشرة ،وضعف الصورة والخيال ،،ولكن كلما
امتلك المبدع آليات الشعر استطاع أن يخرج بنصه في إطار جمالي يتسم بالإيحاء والتلميح لا التصريح .
وهذا ما تميزت به الشاعرة عبير زكريا فقد استطاعت أن تعبر عن القضايا في إطار جمالي وبتكثيف وتلميح .مستخدمة الصور الطريفة الحركية ..
ونجد كذلك الرمز في بعض القصائد يمتزج بالتصوير .
مثل :-
مضغتَ الحزن والخيرات تترى
وذقتَ الفقد آهات مريره
يجود العسر بالمسك المصفى
طهورًا للسرائر والبصيرهْ
ومثل :-
أشدو بشعر عله يهمي على
غلف القلوب ويصنع الأعجازْ
وقولها :-
ما لنا نحيا على العشب خرافًا
ثم يأتي الذئب يختار الضحيهْ
استخدام ضمير المخاطب بكثرة’ “التاء ، الكاف ، الضمير المستتر في فعل الأمر “
لتنبيه المتلقي وإشراكه في النص ، والتماس معه
————؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛————
** ديوان “عُد للحياة ” دعوة للنفس وللآخر للعودة للإنسانية
إعلاء الذات وبنظرة أوسع للمشهد ، لنتخير الطريق الصحيح ..ديوان يزخر بالقضايا والأطروحات المختلفة في إطار فني جمالي ، يتسم بثبات الشكل مع حداثة المضمون
وبالصدق العاطفي والفني .
ديوان تحقق فيه الإبداع والإمتاع .
تحياتي :- أسامـة نـور

التعليقات مغلقة.