الإبن البار … جيجي حافظ
الإبن البار
جيجي حافظ
الابن البار هدية من هدايا القدر ،فمن حظى به، هنيأت حياته…
فيا من وجدت فيك الفرحة والأمل والحياة ..هل ستبقى لى الملاذ عندما يقسو عليه الزمان؟
ظهرت النتيجة
اليوم بعد معاناة كثيرة وأيام طويلة،ولحظات مريرة جاء وقت الحسم…وقت ظهور النتيجة. …..ياترى نجت؟
الابن الكبير الذي يراعي أمه سنين طويلة وعندما اشتد عليها المرض احتضنها فى بيته تحت جناحه، وجناح زوجته ..التى لم تكل بها لحظة واحدة بالرغم من وجود بنات لهذه الأم( التى رأيت فيها شئ طيب عملته طيلة حياتها حتى رزقها الله هذا الابن وزوجته )….فهى كانت تناديها “يا امى” …قامت بخدمتها على أكمل وجه ،من رعاية طبية_ وتوازن غذائى و رعاية جسمانية. …..على الرغم من عدم إبداء أم الزوج الحب لها فى بداية الأمر. ..إلى أنها علمت فى النهاية أصل هذه الزوجة وعرفت أن ليس كل زوجات الابناء تكره أمهات أزواجهن .. فمنهم من يقدرها ويحملها على الرأس سواء كرما لزوجها. …أو حبا لها …أو إرضاءا لربها. ..أو تربيتها ك بنت اصول ….. أى كان …
مثال مشرف يجب أن تقتدى به ويكفى دعوة هذه الام لها بإخلاص فى عز مرضها …وهى فى الغيبوبة (فاقدةالوعى) وهذا إن دل فيدل على أن القلب والعقل الباطن يدعو لها ….فمابالكم بالعقل الحاضر الواعى الشاهد على ما يحدث. ….وها جاءت لحظة سكرة الموت…ولم تلقى الأم إلى زوجة الابن من تلقنها الشهادة بجانب ابنتها، كأنها هى من انجبتها….إلى أن جاء الابن البار من عمله متلهفا لرؤية أمه التى لم يتركها إلا للحظات لأكل عيشه ولكن يشاء ربى أن تحتضر أمه فى غيابه رأفة به….فحدث مشهد تقشعر له الأبدان فالابن يبكى بكاءا شديدا لانه لم يكن بجانب أمه مع آخر نفس يخرج منها ….مع أنه كان بجانبها طول الليل خوفا من هذه اللحظة …..كان يبكى ويقول قد اعطانى ربى منحة كنت استغلها للتقرب منه يارتها طالت وكنت حملتها العمر كله …راحت منى من كانت تدعو لى …راحت منى نعمة من ربى …وبكى كأنه طفل فقد أمه وهى فى ريعان شبابها ونسى تماما انه تجاوز الخمسين عاما وأمه قد وصلت إلى الخمسة والثمانين عاما ..وبهم سنين كتير مرض،ألم، ومعاناة، ومشاكل لا حصر لها …..لكن الأم_ أم …مها بلغ بها العمر
ففقدانها أصعب فقد
ونسيانها أمر مستحيل
ياااالهو من مر ….ولكنه مر بيحلى الدنيا ويجعل بها بريق يجعلنا نتمسك بها ونحلم أن نرى أبناءنا مثل هذا الابن …
وزاد المشهد صعوبة فى وداع زوجة الابن “لمن لقبتها بامها” عند خروجها من البيت قالت لها وهى منهارة “مع سلامة يا امى”. ..”مسمحاكى يا حبيبتى إلى جنة الخلد بإذن الله” وأدعية كثيرة ابكتنا جميعا…..
وذهبت الأم( التى كانت بيها وبين الله شئ عظيم لأنه سخر لها ابن بار وزوجة تعينه على بر والدته على أكمل وجه)كانت محظوظة حقا بهم ….
والكل عرف مقامه وقد عرف الابن وزوجته نتيجة اختبارهما ….فهم حقا كانوا فى اختبار سهل ممتنع (سهل اى حد يحله ….بس صعب اى حد ينفذه)…
نحتسبكم عند الله من البارين الصالحين ….فهنيئا لكما
فيقول رب العزة فى كتابه (هل جزاء الإحسان إلا الاحسان)فما قمتم به ليس بهين….فإنه فضل كبير …ومجهود عظيم ….وحرمان من لحظات جميلة فى حياتكم من أجل خدمتها وعدم تركها وحدها. ..فأنتم ارهقتم أنفسكم. ..ولكن اليوم قد مرت سنين العجاف وتأتى بإذن الله سنين الرخاء ….فبر الوالدين مردود فى الدنيا والآخرة بالخير لكما. …..
نجحتم فى الاختبار
وفى النهاية كان نفسى أسأل الأم (الله يرحمها)ما وضعتى فى ابنك كى يكون بار بك هكذا وكيف علمتيه أن يختار زوجة كهذه؟ …..غفر الله ذنبك وجعلك من أهل الجنة
ويارب يجعل اولادنا بارين بنا حتى نلقى من هو رحيم بنا
فيا أجمل ما بدأت معى أتمنى أن انتهى معك
التعليقات مغلقة.