موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإخراج الفني في النص القرآني..”حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 3 ) بقلم/ مجدي سالم

146

في سيدنا موسى والصاعقة على بني إسرائيل..
في جانب من “حياة موسى” نعرض لمشاهد جاءت في أول القرآن الكريم.. إلى بدايات العرض المتجدد باحثا في قصة إهلاك بني إسرائيل بالصاعقة.. إنها أحداث جرت في منتصف القصة تقريبا.. وفي معاناة موسى مع بني إسرائيل بعد أن أنجاهم الله من آل فرعون وعبر بهم البحر.. سبحان الراوي..
من سورة البقرة – ” وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)..

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)..

وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً..
فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)”..
الدور الرئيسي هنا للراوي.. والحوار قصير لكنه متوهج بين أطراف غير متكافئة.. وقد تظن وأنت ترى المشهد من سورة البقرة أن هذه هي البداية.. لكن الله يذكر بني إسرائيل – قبل أن يأتي بإسم موسى – بإنه أنجاهم من العذاب على يد فرعون.. وأنه فرق لهم البحر حتى عبروه ثم أغرق فرعون وجنوده أمام أعينهم..

ويذكر سبحانه وتعالى بعدها كيف أنه واعد موسى للقاءه وحده لمدة أربعين ليلة.. وأنه آتى موسى الكتاب والفرقان ليكون نبراسا ودروسا ومنهاجا لعل بني إسرائيل أن يهتدوا.. أنظر..
نحن لا نعرف بعد عن هذا الحدث.. وعلينا أن نرتحل في القرآن حتى تكتمل لدينا القصة مجسدة..

فالآيات تذكر كيف تاب الله عليهم وعفا عنهم بعد أن عبدوا العجل أثناء تغيب موسى للقاء ربه.. ورغم أن التوبة الصادقة الكاملة كانت في التكفير عن هذا الظلم العظيم بإن يقتلوا أنفسهم.. وكان أمل موسى أن يحمدوا الله.. وأن يتزكوا ويتصدقوا وأن يؤدوا آيات الشكر لربهم أن تاب عليهم.. ..

لكن الآيات تذكر أنه طلب بنو إسرائيل من سيدنا موسى بعدها أن يروا الله جهرة.. إنه منتهى التبجح وضعف الإيمان والتجبر على الله.. فمن تكونوا في خلقه حتى تطالبوا نبيكم بمثل هذا الطلب.. وليتهم آمنوا من قبل ذلك بكل ما أجرى الله من معجزات على يد موسى..
فنزلت عليهم الصاعقة من السماء فهلكوا جميعا..

وتذكر الآيات باختصار معجز أن الله بعثهم من جديد لعلهم يشكرون.. ردهم إلى الحياة.. لكن القاريء سرعان ما يجد مواقفا تضيف إلى تفاصيل المشهد ولأبعاده الثلاثة.. سنأتي على ذلك..

لا تنسى أن الرجفة أهلكت ثمود قوم سيدنا صالح من قبلهم.. ومدين قوم شعيب.. وأنه سمى الله صاعقة بني إسرائيل بالرجفة في سورة الأعراف.. وإن ذكر الله رسولنا بالموقف ذاته.. وقد تقدم:

في سورة النساء.. – الآية 153 ” يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ ۚ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَٰلِكَ ۚ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَانًا مُّبِينًا”.. وقد تقدمت..

لكن آيات سورة النساء تضيف إلى المشهد بعدا جديدا.. إن الله قد وهب موسى قدرات وسلطان وهيبة عظيمة.. حتى يستطيع أن يواجه جحافل فروعو وظلم ملأه.. هذا هو المخرج الأعظم..

هل يرى الخلائق لماذا بدأ إخراج الرواية المعجزة من تقطة التقاطع لجميع الأحداث.؟

إن الجزء الأول في الآيات في “حياة موسى” من سورة الأعراف تظهر جليا ذلك السلطان المبين والقوة.. والحجة البالغة التي أتاها الله سيدنا موسى.. وتقدم جانبا من المواجهات والحوار والمعجزات التي أيد الله بها نبيه قبل أن تأتي على مشاهد الصاعقة.. إنها ومضات ومشاهد طويلة أحيانا.. وقصيرة أحيانا.. سنعود لها في الرواية.. إن علينا أن نسجد لرؤية المخرج.. تضيء الشاشة بمشاهد الأعراف..
” وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ..

قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155)..

وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ..

قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)*”…

إن الله سيصف هنا من هم المؤمنون الذين ذكرهم.. إنهم المسلمون أتباع محمد صلى الله عليه وسلم..

هذا الحدث أو الجزء من المشهد هو ما لم تأت تفاصيله في آيات سورة البقرة.. لتكتمل مشاهد الصاعقة.. فالبداية أن الله أخبر موسى أن عليه أن يختار سبعين رجلا من بني إسرائيل وأن عؤلاء سيكونوا الأشهاد عند باقي قولهم على ما يكلم الله به نبيه.. فاختارهم موسى وذهب بهم إلى الموضع الذي حدده له ربه.. ربما بمعرفة وهدى من سيدنا جبريل.. فكان موقف الصاعقة والبعث هناك..

لم ير موسى ربه حين ذهب للقاءه.. بل إن حدثا جللا قد جرى حين تمنى موسى على ربه أن يراه.. لم تأت الأعراف بذلك المشهد بل سيأتي في موضع آخر.. سنأتي عليه.. إنه القرآن الكريم…

إن سيدنا موسى يتوسل لربه في هذا المشهد أن يعفو عن بني إسرائيل.. وأن من اقترف الذنب الشنيع هم السفهاء من قومه.. وأن الإختبار الذي رسبوا فيه إنما هو فتنة شاقة على أمثالهم وعلى درجة نضج عقولهم واكتمال إيمانهم..
إنه يفعل ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم قالَ بعد أحداث الطائف: “فَناداني ملَكُ الجبالِ : فسلَّمَ عليَّ ، ثمَّ قالَ : يا محمَّدُ : إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد سمِعَ قولَ قومِكَ لَكَ ، وأَنا ملَكُ الجبالِ ، وقد بعثَني ربُّكَ إليكَ لتأمرَني أمرَكَ ، وبما شئتَ ، إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا”..

وكما فعل نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام فقال له ربه في سورة هود – الآية 37 .. “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ”.. وفي المؤمنون – 27 ” فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ”.. هكذا كل الأنبياء..
سنعود إلى تفاصيل الإخراج لمشاهد جديدة في”حياة موسى” حسب ترتيب القرآن الكريم..

التعليقات مغلقة.