موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإخراج الفني في النص القرآني..”حياة موسى” على شاشة القرآن.. ( 21 ) .. في نسب موسى وبدء رسالته – 9 … بقلم/ م.مجدي سالم

181


المشاهد من سورة مريم ثم من سورة طه..
….. ” نَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا”……. من سورة مريم..

ذكر القرآن المشاهد العديدة من “حياة موسى” فيما تقدم من سور القرآن.. وعشنا ما كان معه من بني إسرائيل في صحراء سيناء.. أي مرحلة ما بعد عبوره ببني إسرائيل البحر.. بعد أن أهلك الله فرعون وحنده وحاشيته.. ونذكر القاريء أن الله أورث بني إسرائيل في الغرب.. في مصر.. كل ما ترك كل من غرقوا في البحر.. وأن الله دمر ما كان يعرشه الحاكم الظالم وبطانته هناك..

ولعل القاريء يذكر ما جاء في سورة لأعراف – الآية 137 .. ” وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ”.. فمن الأهمية بمكان أن نصف ما استقرت عليه الأحداث حتى هذه الحقبة من “حياة موسى”.. وأن نتذكر ما عاناه مع بني إسرائيل في سيناء..

أولا.. تبدو سورة مريم وكأنها تقدم جانبا من “حياة موسى”.. في مرحلة أخرى من حياته.. وهي مرحلة “ما بعد مدين”.. فالقرآن لم يقدم بعد التفاصيل لهذه المرحلة حتى بلوغنا سورة مريم.. وله سبحانه وتعالى أن يفعل ما يشاء.. بل إن هذا الغموض في السرد يزيد عنصر التشويق.. وهو ما تعلمه الكتاب من أسلوب القص في القرآن.. ودأب البعض على التشبه به في السرد سواء في الروايات والقصص المطبوعة.. أو في ما قدمته الشاشة البيضاء..

تقول سورة مريم – في الآيات (51 – 53) ….. ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى.. إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا.. وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) .. وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) .. وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53)”…..

فالمفترض أننا مازلنا لا نعرف شيئا مما جاء فيها..

أ) فالآيات تقدم جانبا من شخصية موسى.. فقد كان مخلصا كما وصف القرآن جده ” يوسف”..

ب) وتؤكد على نبوة موسى وأنه كان من الرسل الذين أرسلهم الله لقومهم بكتب سماوية..

جـ) وتقدم لكليم الله بإن الله قد ناداه من جانب جبل الطور المقدس.. فيما يقدم مناجاة موسى لربه..

د) وأن الله استجاب لدعاء موسى.. ووهبه وزيرا من أهله.. هو هارون.. رحمة ورأفة بموسى..

إن سورة مريم تعود بعد بضعة آيات لتجمل من ذكرتهم من الأنبياء في آية عظيمة..

مريم – الآية 58 ” أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا “..

ثانيا.. الإخراج ومشاهد “حياة موسى” في سورة طه..

تقدم سورة طه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم لنا.. كيف أنه سبحانه وتعالى مفرج الكربات..

في البداية تشعر وأنت في افتتاحية (جديث موسى) في سورة طه أن القصة المتكاملة قد بدأت هنا.. إن كل الكاميرات التي سجلت العمل من البداية قد أفرغت ما سجلت هنا.. وأن المخرج العظيم سبحانع وتعالى يعلم البشرية كيف أن كتاب الدعوة يمكنه أن يكون أدبا رفيعا وفنا رفيعا.. أراد الله له الخلود.. وأن الله اختار سورة طه لتكون مكان العرض للأحداث وللعمل.. فلأول مرة يأتي القرآن على ذكر الأحداث التي جرت عقب ميلاد موسى وعن الجزء الهام في طفولته هنا.. ولم يضعها في البداية ولكنه أراد أن يضعها بعد قليل معجز.. يعرض معجزات متتالية.. فالبداية تظهر موسى وقد صار رجلا.. يكلف بالدعوة قيبتهل إلى ربه بالتيسير.. فيذكره ربه بما كان من نعم الله عليه في طفولته في مصر.. ثم في شبابه بين مصر ومدين.. فيعرف القاريء المشاهد ما لم يسرده القرآن من قبل.. ويتعلم بنو آدم السرد والدرس.. من يوم نزولها إلى يوم الدين..

ثم نعود إلى القصة وجمال العرض.. المشهد ليلي في جبل الطور بمصر.. موسى عائد بأهله بعد أن قضى أكثر من عشرة أعوام في مدين.. لاحظ أننا لا نعرف حتى الآن كيف ولد ولا كيف نشأ ولماذا كان في مدين ولماذا هو يعود ولا كيف تزوج.. لكنه في الوادي المقدس عابرا.. والبرد قارس.. لقد رأى على البعد نارا وهي بالنسبة له بمثابة النجاة من الهلاك.. سيسأل أهل الدار عن الطريق.. وسيسألهم جذوة من النار يعود بها إلى أهله لعلها تهبهم بعض الدفء وتعطيهم من الشعور بالأمان.. لكن موسى لا يعرف ماذا ينتظره هناك..

إن التصوير هنا يسير بطيئا ينقل كل تفاصيل المشهد.. ماعدا اللحظات التي تتبدل فيها العصا إلى حية.. واللحظات التي تتبدل فيها أيدي موسى.. والتي جاء وصفها تفصيلا في سور القرآن الأخرى.. وهكذا يتكامل المشاهد في القرآن..

إن الحوار هنا يبدأ هادئا بين موسى وأهله.. ثم يصير مليئا بالخوف والرهبة بين موسى وبين ربه سبحانه وتعالى.. فإذا اطمأن موسى انساب سيل الدعاء والرجاء منه ينهل من اللحظات المباركة.. ويطيل الحوار قدر استطاعته حبا في ربه..

الفصل الأول.. من سورة طه الآيات (9 – 37) .. ” وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) .. إِذْ رَأَى نَارًا..

فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا.. لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) ..

فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) .. إِنِّي أَنَا رَبُّكَ.. فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) .. وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) .. .. ..

إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) .. ..

إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) .. فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16) .. ..

وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) .؟

قَالَ هِيَ عَصَايَ.. أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا.. وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي.. وَلِيَ فِيهَا مَآَرِبُ أُخْرَى (18) ..

قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) .. ..
….. فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) ..

قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) ..
وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آَيَةً أُخْرَى (22) ..

لِنُرِيَكَ مِنْ آَيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) ..

قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) .. ..

وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) ..

قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى (36) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى (37) “..
إن الله سبحانه وتعالى قد اختار موسى نبيا ورسولا إلى بني إسرائيل.. وها هو يكلمه في الوادي المقدس طوى.. إن الله يري موسى آيتين معجزتين ستكونا سندا له.. فعصاه قد استحالت حية هائلة أمام عينيه ثم عادت إلى سالف عهدها كما كانت.. وإن يده أصبحت تصدر نورا وهاجا ظاهرا للعيان إذذا هو أدحلها ثم أخرجها من جيبه..
إن الله يكلفه بإن عليه أم يذهب بدعوته إلى فرعون طاغية عصره.. وأن يكون نبيا ورسولا لله في قومه.. وأن الله يؤيده بمعحزاته وبسلطان مبين فلا تصل إليه أيدي فرعون وملئه..
لكن موسى يطلب من ربه أن يمنحه إنشراحا يطمئن قلبه.. وأن ييسر له مهمته.. وأن يؤيده بوزير من أهله وهو أخاه هارون.. ليكون عونا وسندا ولسانا فصيحا يمثله في كل موقف..
إن الله يستجيب لموسى.. ويذكره بنعمه عليه.. فتعود الكاميرات وأجهزة العرض بنا إلى المشاهد الأولى في ” حياة موسى”.. إلى الفصل الثاني..
أراكم على خير إن شاء الله..

التعليقات مغلقة.