موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإدراك والنقد الذاتي… د. أحمد دبيان

684

الإدراك والنقد الذاتى

د.أحمد دبيان

خلق الله نبيه الكريم آدم عليه السلام بإرادته ومشيئته . وفى الحوار السماوى بينه وبين الملائكة أعلن عن عزمه الشريف وكما ينبئنا القرآن الكريم .
” وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ “

لم يكن الملائكة العابدين القانتين بمخطئين ، ولم يكن الله جل جلاله ، بغافل وهو العليم صاحب العلم الكلى .

لن أتطرق إلى تأويلات وجود مخلوقات أفسدت سبقت الخلق الآدمى.

ما يعنينى حقاً هو الخلق الذى تم ومن نفس هذا الخلق تم انبات خلق معجز آخر من ذات النفس فجاءت حواء مانحة شيفرة الإستمرارية .

لم تكن فترة الجنة التى عاشا فيها هى النهاية التى ينتظرها كل المؤمنين بوجود الحساب الأخروى ، ولكنها كانت البداية للتعلم والإدراك وتكوين مجموعة هائلة من الإرتباطات الشرطية لهذا المخلوق المتميز بالإدراك .

وكما قال المولى سبحانه وتعالى فى رده القاطع على العابدين القانتين المسيريين ،

“إنى أعلم ما لا تعلمون “

وجاء يوم العرض لتبيان العلم الكلى الذى لا تدركه مخلوقات الطاعة بعد منح العلم الوهبى لمخلوقه الجديد ،

“وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ “

فكان رد الطاعة التى لا تملك الحدس والإدراك وان كانت تملك الجانب الآخر من العلم الوهبى .

“قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ “

كان آدم وحواء هنا لا يزالان فى طور التعلم والنهل من هذا العلم الوهبى . وكانت فترة إعداد وتحضير ينقصها أهم ما تم خلقهما ليكلفا به .

كان آدم وحواء ينقصهما الإدراك .

وجاءت تلك اللحظة الحاسمة حين أتاهما الشيطان المحفز المخلوق من أجل ان تكتمل منظومة التعلم والإدراك .

كان النهى عن الشجرة واحدة من الإرتباطات الشرطية التى علم الله بها آدم الأسماء كلها ، وهى منظومة العلم الوهبى من العلم الكلى بغرائز البقاء وتكوين الذاكرة المهارية ، فجاء الشيطان بفتنته لتكتمل أهم خطوة فى دائرة الإرتباط الشرطى وهى الإدراك .

وحين تعاطى آدم وحواء الثمرة ، بدت لهما سوءاتهما.

“فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ “

هنا ولدت أهم مدخلات الإدراك لآدم ونسله وهى التبصر .

The insight

أو التبصر

حين بدت لهما سوءاتهما بدأ الإدراك.

وأهم مدخلات الإدراك الفعلية هو التبصر .

وحسب التعريف فى علم النفس يكون التبصر هو فهم الطبيعة الداخلية وكنه الأشياء ، بالمعرفة أو بدونها وهى ذلك الحدس الذى يميز الإنسان غريزياً ومعرفياً فيستطيع بهما الإختيار والتحديد .

” the act or result of understanding the inner nature of things or of seeing intuitively (called noesis in Greek)”

خلق الله آدم ليجعله مخلوق الإدراك والإختيار والإيمان العقلى ، والذى يمتلك تلك القدرة على السبر والمعرفة .

ويبقى الفارق ما بينه وما بين الملائكة هو عبادة الغريزة الطائعية لدى الملائكة ، وعبادة المعرفة والإدراك والإختيار لدى نسل آدم الذى شرفه الله حينما تحدث عنه وعن خلقه قائلاً :

” إنى أعلم ما لا تعلمون “

تبقى محاولات البعض من أصحاب المصالح والكهنوت تثبيط ملكة الإدراك والحدس لدى أعظم مخلوقات الله تشريفاً لدعم عروش مصالحهم الزائفة أهم المعارك التى يخوضها من أدركوا كنه العبادة والتى تحيل هؤلاء الذين أسلموا فضيلتهم الحدسية والإدراكية فى شرك الإتباع الأعمى وتقديم النقل على العقل الى محض قطيع لن يدرك مكانة الملائكة لانه يخالف فلسفة الخلق وروحه ، فيحيله الإتباع الأعمى إلى منظومة الانعام أو أضل سبيلا.

التعليقات مغلقة.