موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإسلام دين السلام

246

الإسلام دين السلام


بقلم / محمـــــد الدكـــــرورى

لقد اهتم ديننا الحنيف، وحرص شرعنا المطهر المنزل من عند الله سبحانه وتعالى على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حرصت هذه الشريعة السمحة على إشاعة المحبة بين المسلمين، ونشر الألفة والتودد، وتحقيق الصفاء والنقاء بين عامة المسلمين، وقطع كل ما من شأنه إشاعة البغضاء والهجران، والشحناء بين المسلمين ، ولقد حرصت على إزالة أسباب البغضاء، ودواعي الهجران، وطمس بواعث الشحناء والكراهية بين المسلمين .

وهكذا شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لنا تحية تميزنا عن غيرنا ، ورتب على فعلها الثواب ، وجعلها حقاً من حقوق المسلم على أخيه ، فتحولت هذه التحية من عادة من العادات المجردة ،إلى عمل يفعله العبد تقرباً إلى الله تعالى ، واستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا يصح أن تبدل هذه التحية العظيمة بعبارات أخرى لا تؤدي ما تؤديه تحية الإسلام المباركة ، مثل : صباح الخير ، أو مساء الخير ، أو مرحباً ، أو غير ذلك ، مما قد يستعمله بعض الناس جهلاً أو إعراضاً ، وتحية الإسلام هي : ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) .

بل جاء هذا الدين ليقضي على معالم الجفاء، وليجتث جذور الحقد والحسد من نفوس المسلمين، كل ذلك من أجل أن يعيش المسلمون في مجتمعاتهم إخوة متحابين، إخوة متوادين متناصحين، لا يحمل بعضهم حقدا على أحد، ولا يضمر شرا لأخيه الآخر، يمسي المسلم ويصبح، وهو سليم الصدر، نقي النفس، طاهر القلب والضمير تجاه إخوانه المسلمين، يسعى في حاجاتهم، يكف الأذى عنهم، ينزه لسانه وجوارحه عن الوقيعة في إخوانه المؤمنين.

وهذا هو المسلم حقا وصدقا، ظاهرا وباطنا، قلبا وقالبا، هذا هو المسلم كما يريد منا ديننا، هذا هو المسلم الذي يرضى عنه ربه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ووالله ما أجمل الحياة، وألذ العيش وأطيبه، في ظلال مجتمع مسلم أفراده على هذا المستوى الرفيع، والقدر العظيم، من الالتزام بدينهم، وتطبيق آدابه، وامتثال أخلاقه، إنهم حقا يملئون الجو من حولهم إنسا وسرورا، ويشيعون فيه بهجة وحبورا ، وهؤلاء هم قرة العيون، ونور الأبصار، إن عاشوا بين الناس عاشوا بحب وتقدير، وإجلال واحترام، وإن ماتوا بقي ذكرهم الحسن، وثناؤهم العطر.

وإن مما جاءت به هذه الشريعة الكريمة من أجل إذكاء المحبة بين المسلمين، ونشر الألفة والتودد بينهم ، إفشاء السلام، ونشره بين الأنام: ” السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” وهذه التحية العظيمة، هذه التحية الكريمة، هذه التحية الحميدة التي لا تأخذ من قائلها إلا ثواني معدودة، هي تحية الرب سبحانه وتعالى لأهل الجنة: (سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ) .

وهي تحية الملائكة، وتحية الأنبياء والرسل، وتحية الصالحين، وتحية أهل الجنة يوم القدوم على ربهم سبحانه وتعالى (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ) فهذه التحية تحية الإسلام، وشعار أهل الإيمان، هذه التحية الممتلئة بألفاظها وجملها المعدودة أمنا وسلاما، وطمأنينة ورحمة وبركه، هذه التحية المتضمنة طلب الحفظ من الله للمسلم عليه.

وإلقاء السلام سنة مؤكدة ، وأما رده فواجب عيناً ، إذا قصد به شخص واحد ، وعلى الكفاية إن قصد به جماعة ، فإن رد جميعهم فهو أفضل ، والواجب في الرد أن يكون مثل السلام ، وإن زاد عليه فهو أفضل ، لكن لا ينقص عنه ، فمن سلم فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فجوابه : وعليكم السلام ورحمة الله ، وإن زاد : وبركاته ، فهذا أفضل ، لكن لا يجوز الاقتصار في الجواب على : ( وعليكم والسلام ) فقط ، لأنها دون السلام ،
قال تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ) .

وإذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم ، أو ردوا عليه بمثل ما سلم ، فالزيادة مندوبة ، والمماثلة مفروضة ، ومما يعتبر جواباً غير سائغ شرعاً أن يرد بقوله أهلا ومرحبا ، أو نحوها ، مكتفياً بها ، وذلك لأنها ليست بجواب شرعي للسلام ، ولأنها أنقص من السلام بكثير ، فإن قوله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وما تحمله من معانٍ عظيمة أفضل من قول القائل : أهلا ومرحباً ، ولكن لا بأس بقولها لا على أنها رد السلام ، وإنما يرد السلام ، ويقولها بعد ذلك ، فقد ثبت في الصحيحين قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ ” .

ومن خير صفات الإسلام، ومناقب الإسلام ، السلام على من عرفت ومن لم تعرف، فقيل أن عبد الله بن سلام رضى الله عنه وأرضاه قال ” لما قدم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، المدينة استشرفه الناس، فقالوا: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرجت فيمن خرج، فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وسلم .

فعرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: “يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام” وكانت هذه أول وصايا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بعد هجرته لأصحابه من الأنصار والمهاجرين في أول لقاء لهم يوم أن قدم المدينة .

وللسلام فائده عظيمه ، وهى فائدة شيوع المحبة بين الخلق، وائتلاف الكلمة، فتعم المصلحة، وتقع المعاونة، وتظهر شعائر الدين، وتخزي زمرة الكافرين، ومن أسباب الجنة: إفشاء السلام، وأن يعم به الخلق، ولا يخص به المعرفة ، كما قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، أفشوا السلام، فإنها كلمة إذا صدرت أخلصت القلوب الواعية لها عن النفرة إلى الإقبال عليها، ويرزق القبول فيها ” إلى أن قال “وهي أول كلمة تفاوض فيها آدم مع الملائكة، فإنه لما خلقه الله، قال له: اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة، فسلم عليهم فاستمع ما يوجبونك به، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: “السلام عليكم”، فقالت الملائكة: “وعليك السلام ورحمة الله”.

ومن فوائد السلام أيضا ، تحصيل الحسنات العديدة على عمل يسير لا يأخذ إلا ثواني معدودة ، فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فقال: “السلام عليكم، فرد عليه صلى الله عليه وسلم ثم جلس”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “عشر” ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد فجلس، فقال: “عشرون” ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد فجلس، فقال: “ثلاثون”.

والسلام أيضا سبب من أسباب تصفية ود أخيك المسلم، وفيه أداء لحقه ، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله عليه وسلم: “حق المسلم على المسلم ست” قيل: وما هن يا رسول الله؟ قال:”إذا لقيته فسلم عليه…” ومن ثمار السلام التي يجنيها المسلم: أوليته بالله سبحانه وتعالى ، لما رواه أبو داوود والترمذي وحسنه ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام “.

ومن أحكام السلام وآدابه هى إفشاؤه وإظهاره وإعلانه بين الناس ، حتى يكون شعاراً ظاهراً بين المسلمين، لا يخص به فئة دون أخرى ، أو كبيراً دون صغير ، ولا من يعرف دون من لا يعرف ، وتقدم حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، وتقدم أيضاً قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم : ” أفشوا السلام بينكم ” ومما ورد في ذم من ترك التسليم قول النبي صلى الله عليه وسلم ” أبخل الناس الذي يبخل بالسلام، وإن أعجز الناس من عجز بالدعاء” رواه البخارى .

ويشرع تبليغ السلام ، وتحمله ، وعلى المبلغ أن يرد السلام ، والأفضل في الابتداء بالسلام أن يسلم الصغير على الكبير ، والماشي على الجالس ، والراكب على الماشي ، والقليل على الكثير ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ” يُسَلِّمُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ ، وَالْمَارُّ عَلَى الْقَاعِدِ ، وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ ” رواه البخاري

ومن السنة إعادة السلام إذا افترق الشخصان ثم تقابلا ، بدخول أو خروج، أو حال بينهما حائل ثم تقابلا ، ونحو ذلك ، ففي حديث المسيء صلاته أنه كلما ذهب ورجع سلم ورد عليه النبي صلى الله عليه وسلم السلام ، فقال ذلك ثلاث مرات ، وقال أنس رضي الله عنه : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتماشون ، فإذا استقبلتهم شجرة أو أكمة فتفرقوا يميناً وشمالا ً، ثم التقوا من ورائها سلم بعضهم على بعض ، ومن المعلوم أن السلام تحية للمؤمنين خاصة ، فلا يجوز إلقاؤه على غيرهم .

ولمن أفشى السلام نعيم خاص في الجنة فعن أبي مالكٍ الأشعري رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “ إنّ في الجنة غرفاً يُرى ظاهرُها مِن باطِنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها الله لِمَنْ أطعم الطعامْ، وأفشى السلامْ، وصلى بالليل والناسُ نيامْ”. رواه ابنُ حبان ، فلنحرص جميعا على إفشاء السلام وبذله ونشره لنفوز بهذه الفضائل الجليلة الكريمة والمنافع العاجلة والآجلة.

مع تحيات إدارة جريدة على باب مصر

التعليقات مغلقة.