الإصبع الواحد
بقلم مها حيدر
رمت القلم بغضب وانزعاج ، ماذا ستفعل الآن ؟!
اليوم مهم جدًا بالنسبة لها ، بكت متألمة مما تعاني ، خرجت من المنزل مسرعة وتوجهت الى قمة الجبل القريب من بيتها ، صعدته وبدأت بالصراخ لكي تخرج ما بداخلها وترتاح قليلًا .
تنفست الصعداء ، لقد كانت تفكر في امر خطير ، وبعد مضي ساعات ، نزلت تتمشى بطريق متعرج ، تعثرت لأكثر من مرةً ، وتدحرجت بين الصخور بعد ان فقدت توازنها .
وعندما عادت ، كانت ملابسها ملطخة بالاوحال وقد تمزق جزء منها ، لم تكن تفكر في الاستسلام للمصاعب ، بل كان همها التركيز على تحقيق حلمها ، لكنها وحيدة ، وعائلتها بعيدة عنها ….
أخذت نفسا عميقا محاولة أمساك القلم ، لكنها فشلت وأصبحت عابسة الوجه .
هبت عاصفة مفاجئة وقوية ، دفعتها ، وقذفت بها الى مكان مليئ بالنجوم ، وأصبحت فوق سطح القمر…
رأت مخلوقات غريبة ، تفاجأت بانها مثلها لديها إصبع واحد فلعها أيضا مثلها ولدت كذلك ، والمفاجأة الكبرى ان هذه المخلوقات تعيش فوق القمر !!
- مرحبًا .. كيف تكتبون ؟
- أهلا بك ، محاولة إمساك القلم وأنت عابسة الوجه لا يفيد ، فبالثقة والابتسامة من وجهك الجميل ياتيك الحظ ، والسعادة ليس بنجاحك في الحياة فقط ، بل بابتسامة وضحكة حتى لو كنت في موقف صعب .
لقد كانت متفقة مع إحدى دور النشر لطبع كتابها الأول ، لكنها لا تستطيع إمساك القلم ، تألمت وحزنت ، فكرت بالانتحار ، لكن الأمل لم يتخل عنها فتدربت ، ونجحت في إمساك القلم بإصبعها الوحيد، وطبعت كتابها الذي حلمت به ، بتشجيعها لنفسها ، مع مساعدة الآخرين وحبهم لها .
تذكرت ان القمر كان ملهمًا لها ، وتمنت لو ان المخلوقات الغريبة دائما معها …
التعليقات مغلقة.