الإصرار علي الخطأ يحول الخمر الى لبن
بقلم محمد البيلي الرياض كفر الشيخ
وداعا أخر ثانوية عامة بالنظام التقليدي
وإبتدا المشوار مع الثانوية العامة بنظام الأوبن بوك والتابلت و منصات التعليم
وأه يا خوفي من أخر المشوار
أه ياخوفي
لا شك أننا كأولياء أمور نشعر بحالة من الترقب والقلق والتخوف على مستقبل أولادنا
فمنذ أن بدأ معالي وزير التعليم مشواره لتطوير التعليم سمعنا من معاليه أحلى كلام عن نظام تعليمي جديد لا يعتمد على الحفظ والتلقين وإنما سيعتمد على الفهم والتحليل لبناء شخصية تفكر وتبدع
كلام ولاأروع
وبالفعل وضع معاليه مجموعة خطوات لتحقيق هذا الحلم
فجعل الثانوية تراكمية ودخول الجامعة بناء على متوسط نتيجة الثلاث سنوات من خلال إثنى عشر إمتحان يتم إختيار أفضل درجات في ست إختبارات منهم
ثم قرر معاليه إلغاء شعبتي العلوم والرياضة لجعلها شعبة واحدة
ومما أثلج صدورنا أن معاليه أكد بل تعهد بالقضاء على الدروس الخصوصية لأنها تقوم على الحفظ والتلقين وهذا يتعارض مع حلم سعادته في منظومته الجديدة التي تعتمد على الفهم والتحليل والإبتكار والإبداع
الحقيقة توسمنا من كلام سيادته خير
مع أن فيه حاجات كثير لم نستطيع إستعابها كقوله
إن اشتمال الإمتحان على الموضوعات المقررة في الكتاب المدرسي يتعارض مع المنظومة الجديدة لأنها تقوم على قياس التحليل المهارات
وأخذتنا الدهشة يعني أيه الإمتحان سيكون من خارج المقرر
يعنى أيه أولادنا تذاكر حاجة وتمتحن في حاجه ثانية
لكن قلنا مش لازم نفهم
المهم إن سيادته فاهم والدنيا هتبقى زي الفل
وإبتدا المشوار ونعيد ثاني وأه ياخوفي من أخر المشوار أه ياخوفي
يقال أن الخليفة الرشيد قد رأى أبو النواس وفي يده كأس من خمر
فسأله
أهذا خمر ياأبو النواس
فأجاب بل هو لبن يامولاي
فسأله وهل اللبن لونه أحمر
فرد قائلا
لقد إحمر لونه خجلا منك ياخليفة المسلمين
أرأيتم كيف يحول الإصرار على الخطأ الخمر الى لبن
هذا مافعله معالي الوزير بالضبط تخلى عن كل مقومات فكرته الخالدة وتمسك وأصر فقط بمجرد شعار لايمكن تحقيقه على أرض الواقع
فبين عشية وضحاها
قام بالغاء سنه أولى من التراكمي وجعلها تجريبية للدفعة الأولى فقط حسب قوله
ثم قام بجعلها سنة تجريبية لكل الدفعات من باب مبدأ العدالة وتكافئ الفرص برده حسب قوله
على أن يكون التراكمي في ثانية وثالثة فقط
ثم قام بإلغاءالصف الثاني أيضا وجعل الحكم للصف الثالث زي زمان
تم أعاد شعبتي الرياضة والعلوم زي زمان
ثم جاءت الطامة الكبرى بعد تأكيد معاليه في كل لقاءته لأولياء الأمور بقوله
« بلاش تضيعوا فلوسكم على الدروس الخصوصية؛ لأنها لن تفيد الطلاب في الامتحان »
ثم نفاجأ بتقنين هذه الدروس في المدارس تحت مسمى مجموعات تقوية ليعدنا الى الرقم صفر
ويحتفظ لنفسه بمجرد فكرة لايمكن تطبيقها على أرض الواقع ليحول لنا الخمر الى لبن كما فعل أبو االنواس مع الخليفة الرشيد لالشيء إلا لتمسكة وإصراره علي فكره الخاطيء بعد تخليه عن كل مقومات نجاحه إللي معاليه وضعها بنفسه
أي عبث هذا وأي تناقض وأي تهريج يقر بصحة الشيء ونقيضه في أن واحد
فكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكاء..
مش عارف ليه معاليه صعب العملية على نفسه بهذا الشكل
كان يكفي جدا كتاب مدرسي جيد مع تحسين حال المعلم ماديا ليراقبه ويحفزه على البذل والعطاء
بدلا من أن يؤجر له المدرسة ويحولها الى مركزا للدروس الخصوصية تحت مسميات ماأنزل الله بها من سلطان
وتمر أعواما ويبقى سؤالنا قائما
إلى متى ستظل أولادنا إللي هما مستقبل أمتنا مجرد حقل تجارب لكل من يتقلد أمره عاما بعد عام
وتمر أعواما وكل قصيدة تأتي تلاقي في الطريق جدارا
لاشك أن حالنا مُبكي وكان الله في عون شبابنا الحائر
إِنَّ البُكاءَ عَلى الشَبابِ مَريرُ
وعلى طريقة المرافعة الشهيرة للفنان أحمد ذكي
أغيثونا – أغيثونا – والله الموفق
التعليقات مغلقة.