الإعتبار والقياس بقلم عبدالرحمن الحبوني
أولُ إخراجٍ لليهود كان “من جزيرة العرب” إلى “الشام” وهم يهود بني النضير الذين جحدوا نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
من مساكنهم التي جاورا بها المسلمين حول “المدينة”، وكانوا يظنون أنهم الحصن المنيع الذي لن يستطيع المسلمون أنْ يهدموه ، وظن اليهود أن حصونهم تدفع عنهم بأس الله ، ولن يقدر عليه احد.
حتى أن المسلمين ما ظنوا أنهم سيخرجونهم بهذا الذل والهوان لشدة بأسهم ومناعتهم ، ولكن الحق سبحانه وتعالى هو الذي أخرجهم من المدينة إلى الشام حتى أجلاهم عمر في خلافته إلى خيبر ، وأتاهم الله من حيث لم يخطر لهم ببالٍ ،وقذف في قلوبهم الرعب بمقتل سيدهم “كعب بن الأشراف” ونقلوا كل متاعهم وما استحسنوه منها وتركوا المدينة .
يقول الحق سبحانه وتعالى”هو الذي أخرجَ الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأولِ الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار “
الإعتبار في اللغة هو ردُّ الشئ إلى نظيره ، ومصدره إعتبر وجذره عبر ، فعلينا جميعًا أن ندرك مراد الله في القياس والعبرة وربط الأحداث ببعضها البعض حتى نستنبط منها إيمان مستقبلي ، ورؤيةٌ يقينيةٌ بما يحدث لنا مع مضي الزمن ، “فاعتبروا يا أولي الأبصار ” إشارة إلى الذين يحكمون العقل الخالي من الشوائب .
فمهما طورت إسرائيل من منظومة القبة الحديدية ، ومهما بادرت قوى العالم لدعم إقامة وطن لهم في الأراضي الفلسطينية ، لن ينجُو أحدًا منهم من رساخةِ الأيمان ، وصلابة الوجدان في قلوب المؤمنين ، وهذا هو إعتبار ما حدث في الهجوم علي قطاع غزه ، ومن يطلع علي ساسة ومفكري اليهود يجدُ أنهم يخافون من دافع الإيمان عند المسلمين ، ويجدُ القلق الشديد إزاء عدم صمود إسرائيل أمام العرب والمسلمين.
التعليقات مغلقة.