الإعتماد على النفس من أصول التربية
بـ قلم أسـمـاء الـبـيـطـار
زمان و إحنا صُغيرين في الحضانة أو المدرسة
كنت أسمع زميلاتي تقول ماما كتبت معايا الواجب
أصله كان كتيييير و ما قدرتش اكتبه لوحدي .
خايفه الأستاذ ياخد باله و يضربني لما يعرف إن دا مش خطي .
صحيح على أيامنا كان المدرسين بيدونا واجبات كتير جداً و عدد صفحات كرهت البعض من المدرسة و الدراسة ده غير الخوف من المدرس و العقاب .
و تخيل حضرتك طالب لسه بيقول ألف باء يكتب كل هذا الكم من الصفحات في كل مادة و كأنها عقاب .
طريقة كانت عجيبة بصراحة .
المهم ..
أنا من الناس طبعاً اللي كانت من الجيل ده لكن عُمر أبويا أو أمي كتبوا و لو كلمة بدلاً عني أو حتى مسكوا ايدي و أنا بكتب .
لكن اللي كانوا بيعملوه علشان يساعدوني .
إنهم بينقطوا الكلام و أنا يا دوب أمشي على النقط ………
أكيد في ناس كتير عارفه النظام ده
كان أسهل و أسرع في إنجاز كل الواجبات دي
و مره في مره بقى بابا يقولي اعملي صفحة نقط و أنا صفحة .
و كأنها كانت لعبة كنت ببقى مبسوطة إنه اداني دور مهم زيه كده
و مره على مره بقى يشجعني و يقولي انتِ بقيتي اشطر مني .
و اتضح بعد ذلك إن أسلوبه اللي علمهولي ده خلاني سريعة جداً في الكتابة و من ناحية أخرى خلاني أعتمد على نفسي .
و من هنا نبدأ موضوعنا ، كل اللي فات ده كان مُقدمة .
الإعتماد على النفس و الوقوف على أرض صلبة لا يأتي أبداً من فراغ
و البداية لابد أن تأتي من الأهل لأنهم حجر الأساس في تكوين الشخصية المستقبلية لأبنائهم سواء الذكور أو الأناث .
و زي ما قلت بتبدأ من أبسط شئ ممكن تتخيله .
إنك تكتب بدلاً عنه ،، أو حتى تمسك بايده و هو بيكتب
بعد ذلك سيترك لك سطر ثم نصف صفحة ثم يتململ و يدعي النوم
و هو يبكي خوفاً من عقاب المدرس .
ثم ينام و تجلس أنت تعمل الواجب غير المفروض عليك
لن يحل عليك التعب اليوم و لكن مرة بعد مرة ستجد نفسك غارقا و صاحب الواجب لا يُبالي بما وصلت له و ” بيدك لا بيدِ عمرو ”
نقرب الأمور شوية علشان نستوعب اللي قلناه دا كله .
كثير من الأباء و الأمهات بيشتكوا صعوبة العيشة سواء ما زالوا في مجال العمل أو على المعاش .
بسبب إنهم فاتحين أكتر من بيت و طبعاً دي بيوت أبنائهم اللي ما يعرفوش حاجة عن الدُنيا و الغلاء اللي وصلت ليه من كُتر ما هما تاركين كل شئ للأب أو الأم حتى و هم متزوجين و عندهم أطفال!!
و بكل صراحة ووضوح ..
أن السبب في ذلك هم الوالدين و ليس الأبناء صحيح هما أبنائك و من وقت لآخر ممكن أن تمد لهم يد العون و المساعدة
أن تُحاول حل المشكلة ،، لا أن تحمل عنهم المشكلة بأي حجه كانت .
للأسف الشديد بعض المشاكل التي تتعرض لها البيوت خاصاً الجديدة يكون سببها الحنية الزائدة !
أو إنه لسه مش قادر يشيل كل المسئولية دي !
أو العيشة غالية عليه هيعمل إيه بس !
أو ما دام فيه يبقى خلاص !
أو علشان زوجته مسئولة منه و عفواً لازم يبان أد المسئولية !
أو الولاد ذنبهم إيه ؟!
أو أو أو ………
و أكيد كتير مننا لامس المشكلة دي .
و العُمر بيجري بسرعة عجيبة و دوام الحال من المحال
المشاكل مش بيتقفل عليها علشان الدنيا تمشي
المشاكل لازم لها حل .
و أكبر مشكلة ممكن تقابل بيت جديد هي عدم القدرة على تحمل
المسئولية
و للأسف الأمور دي بتقفل على كتير من المشاكل اللي مش هيبان آثارها دلوقتي على الأقل في وجود أحد الأباء .
المشكلة فيما بعد و لكنها ستصل للحظة إنفجار و ليس حل بسيط يُقيم الأمور لتسير به المركب الغارق في اللامبالاة .
علموا أولادكم منذ نعومة اظافرهم و قبل أي شئ
إزاي يعتمدوا على نفسهم .
إزاي يبقوا بني أدمين مسئولين .
إزاي إبنك يبقى بني أدم يُعتمد عليه .
إزاي يقدر يراعيكم إنتم أقرب الناس ليه .
علموهم يعتمدوا على نفسهم علشان الوجع و القلق اللي بشوفه
و بحسه من كلام بعض الأباء و الأمهات على أبنائهم من بعدهم حقيقي يوجع القلب .
التعليقات مغلقة.