موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإعلام بأعلام الإسلام تأليف العلامة الشيخ محمد أبوزهرة عرض وتقديم حاتم السيد مصيلحي

463

الإعلام بأعلام الإسلام
تأليف: العلامة الشيخ محمد أبوزهرة
عرض وتقديم: حاتم السيد مصيلحي

العلامة الشيخ أبوزهرة، هو محمد أحمد مصطفى أحمد أبوزهرة، ولد بمدينة المحلة الكبرى، في محافظة الغربية بمصر عام ١٨٩٨م، فتعلم قراءة القرآن الكريم فيها، وحفظه من خلال الكتاتيب هناك، ثم رحل إلى طنطا؛ لينهل العلم من علماء الدين بالجامع الأحمدي، ثم انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي، فتخرج فيها عام ١٩٢٤م، ليكمل دراسته في دار العلوم لمدة ثلاث سنوات.

وللشيخ محمد أبوزهرة أكثر من أربعين بحثا وكتابا في الفقة،والمواريث، ومقارنة الأديان، والجريمة والعقوبة،والعقيدة وغيرها.
وهذا الكتاب مجموعة مقالات عن أئمة الإسلام وعلمائه،وبيان مكانتهم وفضلهم؛ للرد على الطاعنين فيهم.

(١) الحسن البصري:


دخل أعرابي البصرة ، فسأل صفوة من الناس ، من سيد هذا المصر ؟
فقالوا: الحسن البصري.
فقال :بم ساد أهله ؟
قالوا : استغنى عما في أيديهم من دنياهم، واحتاجوا إلى ما عنده من أمر دينهم.
فقال الأعرابي: لله دره ، هكذا فليكن السيد حقاً.
ومن رأيه في السياسة والحكم : أن الخلافة انتهت بالراشدين، وأن معاوية اغتصبها ، وأنه ليس في بني أمية عادل إلا عمر بن عبد العزيز ، ومع ذلك كان لا يدعو إلى الخروج عليهم ، ويمنع معاونة الخارجين؛ لأنه كان يرى أن وجود حكومة أولى بالاتباع من الفوضى، لأنه كان يرى أن الفتن يقع فيها من المظالم ما لا يقع من حاكم مستبد في سنين، وكان يرى في هذا أن الحكام لون من ألوان الشعب ، فإن استقام استقاموا .


(٢) الإمام الأعظم:


( هم رجال ونحن رجال )
مقولة استوقفتني عند القراءة عن الإمام الأعظم ( أبو حنيفة النعمان) ( ٨٠- ١٥٠ ه‍)
وهي تنم عن منهجه ، فكان – رضي الله عنه – لا يأخذ قولا من غير مناقشة لا أن يكون كتاباً أو سنة أو فتوى صحابي ولا يتبع أحدا من بعد ذلك ، بل يقول قولة المستقل ( هم رجال ونحن رجال) .فكان يبحث عن العلل والغايات.

.أما عن رأيه في التربية والتعليم والتوجيه الاجتماعي

، فيظهر ذلك لأحد تلامذته، وقد ذهب إلى البصرة ليتولى الدرس والإفتاء: ” خبرهم بجلي العلم دون رقيقة، وأنسِهْمُ ومازحهم أحياناً، وحادثهم ، فإن المودة تستديم، وتغفل عن زلاتهم، وارفق بهم ولاتبد لأحد منهم ضيق صدر أو ضجر، وكن كواحد منهم ، واستعن على نفسك بالصيانة لها”

..موقفه من السياسة والحكم :

انقطع أبو حنيفة عن السلطان ، ولم يأخذ جائزة أو هدية من أمير أو خليفة.

(٣)( مالك بن أنس) (٩٣- ١٩٧ه‍)


أثر عنه أنه قال : ” العلم نور لا يأنس إلا بقلب تقي خاشع ” ، وقوله” مازهد أحد في الدنيا إلا أنطقه الله بالحكمة”


..منهجه في الإفتاء:

كان لإخلاصه لا يحب العجلة في الإفتاء ، بل يؤثر التريث، ويستأني المستفتي ، وأحياناً يقول: ” انصرف حتى انظر ” ويتردد فيها. وقد اعترض عليه بعض تلاميذه في ذلك فبكى ، وقال: ” إني أخاف أن يكون لي في المسائل يوم وأي يوم ، من أحب أن يجيب عن مسألة ، فليعرض نفسه على الجنة والنار، وكيف يكون خلاصه في الآخرة ” ولإخلاص مالك في الإفتاء كان يقول” لا أحسن” أو ” لا أدري” بصوت جهير إذا لم ينته إلى أمر يطمئن إليه قال في صراحة ” لا أدري”


..كراهيته للجدل:

فكان يقول : ” المراء والجدال في الدين يذهب بنور العلم من قلب العبد ” ويقول أيضاً : ” إن الجدال يقسي القلب ويورث الضغن” وكان رضي الله عنه مهابا، يهابه الحكام حتى إنهم ليحسون بالصغر في حضرته، بل ويهابه الخلفاء أنفسهم، ومما يروى في ذلك: أن المهدي دعاه، وقد ازدحم الناس بمجلسه ، ولم يبق موضع لجالس، حتى إذا حضر مالك تنحى الناس له ، حتى وصل إلى الخليفة فنحى له عن بعض مجلسه، ورفع إحدى رجليه ليفسح لمالك المجلس. رحم الله الإمام مالك ، وجعل سيرته نورا لنا وضياء نستهدي به.

(٤) ( الإمام الشافعي ) (١٠٥- ٢٠٤ه‍)


قال له الإمام مالك: ” يا محمد اتق الله ، واجتنب المعاصي ، فإنه سيكون لك شأن من الشأن ، إن الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بالمعصية”..
..الشافعي يضع مناهج الاستنباط: فكر الشافعي في وضع مناهج الاستنباط لتكون المقياس والميزان، وهو في سبيل هذا توافر على الكتاب يعرف طرق دلالاته، وعلى الأحكام يعرف ناسخها ومنسوخها ، وعلى السنة يعرف مكانها من الشريعة، وصحيحها وتمييزه عن غيره ، وطرق الاستدلال بها ، ومقامها في القرآن الكريم ، ثم كيف تتعرف الأحكام إذا لم يكن في الموضوع كتاب ولا سنة، وما ضوابط الاجتهاد ، وما الحدود التي ترسم للمجتهد؟ فلا يعدوها ، ليأمن الشطط..
اضطر أن يخالف أستاذه (الإمام مالك) وكان منه بمنزلة أرسطو من أفلاطون وقد قال أرسطو عند خلافه مع أفلاطون: ” إن أفلاطون صديقي ولكن صداقتي بالحق أوثق”.


..ومن مواهبه:

أنه – رضي الله عنه- قوي البيان ،واضح التعبير ، وأُوتي مع فصاحة لسانه وبلاغة بيانه صوتاً عميق التأثير حتى سماه معاصروه ” خطيب العلماء “
رضي الله عن الشافعي ، ونفع الله الناس بعلمه وخلقه وإخلاصه ، وقوة دينه.

(٥) الإمام أحمد بن حنبل (١٦٤-٢٤١ه‍)


من أقواله حين سئل : ياأبا عبد الله ، أنت قد بلغت هذا المبلغ ، وأنت إمام المسلمين، فلماذا تكتب؟ فقال الإمام المجد : ” مع المحبرة إلى المقبرة ” وكان يقول رضي الله عنه: ” أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر “
وقد جلس الإمام أحمد للحديث والإفتاء عندما بلغ الأربعين من عمره، ولعله في ذلك يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النبي لم ينزل عليه الوحي قبل الأربعين .
وقد ذاع بين الناس وصف التشدد في الدين بالحنبلية، فيقال للمتشدد ( أأنت حنبلي ) ؟ فهذا الوصف له صلة بالإمام أحمد ذاته، وبعض الذين اعتنقوا مذهبه، وآراء في مذهبه ، فأما الذي يتصل بشخصه فهو النزاهة والتورع عن الحرام، حتى أنه كان يمتنع عن أكل طعامه إذا خبز بوقود ظن أن مالكه لم يملكه من حلال ، أو فيه شبهة حرام.
وأما ما يتعلق بالمذهب الحنبلي نفسه،فيري الشيخ أبوزهرة – رحمه الله- أنه اشتهر بالتشدد في الطهارة ، منها أنه يوجب تطهير أي إناء تقع فيه نجاسة بغسله سبع مرات إحداهن بالتراب ، وذلك هو الراجح في المذهب.

(٦) الإمام ابن حزم الأندلسي الظاهري(٣٨٤- ٤٥٦ ه‍)


من النادر القليل في تاريخ العلماء المسلمين من يُعرف تاريخ مولده على وجه التعيين ، لكن ابن حزم عرف وقت مولده بالساعة واليوم والشهر والسنة ، فقد ذكر أنه وُلد في آخر يوم من أيام رمضان سنة ٣٨٤ه‍، وكانت ولادته بعد الفجر، وقبل طلوع الشمس من تلك الليلة.


..مذهبه:

اختار المذهب الظاهري له مذهباً ، وهو المذهب الذي يرفض الأخذ بالرأي في الأحكام الشرعية ، ولا يحاول تعليل النصوص ، بل يرفض ذلك رفضا باتاً ،ويعد الإمام ابن حزم الإمام الثاني للمذهب بعد الإمام داود الظاهري الأصفهاني، وقد تشدد فيه أكثر من إمامه الأول.


تدوينه لحوادث عصره:

كان يدون حوادث عصره بمايراه ، لا بمايرون ، لا يهمه رضا أحد أو سخط أحد ، فأمر بإحراق كتبه ،ولكنه قبل التحدي بالتحدي ، فيقول في قوة وعنف:
وإن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي … تضمنه القرطاس بل هو في صدري
يسير معي حيث استقلت ركائبي …. وينزل إذا أنزل ويدفن في قبري
ولم تكن النقمة عليه من الأمراء ، بل كانت أيضا من العلماء ،فقد كان أكثر علماء الأندلس يعتبر مذهب الإمام مالك ديناً ، فهاجم ابن حزم مذهب مالك ،حتى قال فيه بعض معاصريه: ” علم العلم ولم يعلم سياسة العلم ” .

(٧) الإمام البخاري (١٩٤-٢٥٦ه‍)


نهى الرسول صل الله عليه وسلم الصحابة أول الرسالة أن يكتبوا كلامه، حتى لا يختلط عليهم قوله بالقرآن الكريم، حتى إذا استطاعوا أن يفرقوا بين كلام الحق، وكلام الرسول في آخر حياته أذن عليه السلام لمن أرادوا الكتابة أن يكتبوا، فأذن لعبد الله بن عمرو بن العاص أن يكتب، فكتب هو وغيره.
وقد ولد البخاري سنة ١٩٤ه‍ وبالتحديد ليلة الجمعة في الثالث عشر من شهر شوال من هذه السنة ،وكان مبصرا، ثم صار مغمض العينين لايبصر ، فأخذت أمه تضرع إلى الله تعالى أن يرد إلي ابنها وقرة عينها بصره ، فرأت في منامها أن أبا الأنبياء إبراهيم خليل الله عليه السلام يقول لها: ” يا هذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة دعائك أو بكائك، فأصبح مبصرا ” فلما استيقظت من منامها رأت ابنها قد ارتد بصيرا، فعلمت أنها الرؤيا الصادقة.


..آثاره:

ترك البخاري علما كثيرا كله يتصل بالرواية والأثر ، فقد كتب كتابين في التاريخ، وهما التاريخ الصغير والتاريخ الكبير، وهما في تاريخ رجال الحديث والأثر، وترك كتابين آخرين هما كتاب الضعاف الصغير، والضعاف الكبير، وترك الأثر الباقي مبينا وموضحا للشرع الإسلامي إلي اليوم ، وهو كتاب ” الجامع الصحيح ” وهو مرتب حسب ترتيب أبواب الفقه، لم يؤخذ عليه إلا ثلاثين حديثا، ونحو ستين رجلا ، ومجموع أحاديثه خمسة وسبعون ومائتان وسبعة آلاف، وهو كان يكرر إذا تعددت الرواية، وبحذف المكرر، ويكون المجموع نحو أربعة آلاف حديث ،وقد اختصره الزبيدي.


..توفي الإمام البخاري

في ليلة عيد الفطر من سنة ٢٥٦ه‍، فرضي الله عنه وأثابه على عمله النافع إلى يوم القيامة.

(٨) من سير العلماء والفضلاء والعظماء: الإمام مسلم بن الحجاج(٢٠٦- ٢٦١ ه‍)


وصلت العلوم الإسلامية إلى قمة مجدها في القرنين الثالث والرابع الهجريين، ومعها اتسعت رقعة العالم الإسلامي، في خراسان، وفارس ،وسمرقند وماوراءها، ولجأ أهل هذه البلادإلى العلم الإسلامي ، فانصرفوا إليه ، واستبدلوه بما سلبوا من حكم وولاية، فلم يكن غريباً أن يوجد في هذه البلاد مسلم بن الحجاج،وأبو الحسين القشيري…….
ولد الإمام مسلم بنيسابور ، ونشأ نشأة دينية ؛ لأنه كان في بيت ديني ، ومع أنه نشأ في نيسابور وولد فيها، فإنه ينتمي إلى أصل عربي

، لأنه ابن بني قشير، وهي قبيلة عربية.
وقد حفظ القرآن الكريم ، وتعلم أصول الدين ، وأخذ الفقه عن المذهب الشافعي.

  • تقسيمه للمحدثين:
  • قسم الإمام مسلم المحدثين إلى ثلاثة أقسام :
    الطبقة الأولى: الذين عرفوا بالاستقامة والإتقان لما ينقلون ، ومن ينقلون عنهم ، لم يوجد في رواياتهم اختلاف ولا تختلط ، ولا في إسنادهم ضعف ، بل صدق ، وهؤلاء تقدم رواياتهم على غيرهم.
    الطبقة الثانية : من لم يعرف عنهم الكذب ، ولا انحراف عن الجادة ، ولكن لم يعرفوا بالإتقان في الرواية والسنة ، وهم طبقة دون الأولى.
    الطبقة الثالثة : من لا يقبل حديثهم ، وهم المتهمون عند أهل الحديث ، أو عند الأكثر منهم ، وكذلك من يكون الغالب على حديثة المنكر الذي يخالف المعروف عن الثقات، أو من يكثر عنده الغلط، فإن هؤلاء لايروى عنهم أيضا
  • ومن آثاره :
  • كتابه العظيم الذي خدم به الإسلام ، وناظر البخاري به في كتابه، هو الصحيح ، والأكثرون من العلماء على أن كتاب البخاري أوثق رواية ، وكتاب مسلم أحسن تبويباً وترتيباً، وقد بالغ علماء المغرب وبعض علماء المشرق في تقدير كتاب مسلم ، حتى قدموه على البخاري، ولكن الجمهور الأعظم من المحدثين على غير ذلك.

واستمر الإمام مسلم في طلب الحديث وتحريره، وتخليص أحاديث الرسول عليه السلام من كل مايشوبها، ورد كل ما يتوهم فيه كذبا على رسول الله صل الله عليه وسلم حتى حضرته الوفاة وفاضت روحه إلى ربه سنة ٢٦١ه‍ عن عمر يناهز ٧٥ عاما.
وبذلك يكون الكتاب ردا صريحا على المتنطعين مدعي الحداثة والتنوير

التعليقات مغلقة.