الإقرار بالعيوب .بقلم.خلود ايمن
الإقرار بالعيوب
الأفضل لك أنْ تواجه نفسك بالحقيقة على أنْ تواريها فالأيام ستكشفها لك ويُفتَضح أمرك عاجلاً أم آجلاً ، فلا بد أنْ تفعل حساباً لهذا اليوم وأنْ تكون لديك القدرة على إدراك حقيقتك قبل أنْ يُواجِهك بها الآخرون وتصبح نادماً على ما فعلت ، فالعيوب دوماً ما يستاء المرء حينما يُقدِّمها له الغير على النقيض مِمَّن يعترفون بها من تلقاء أنفسهم فلسوف يكونوا قادرين على إجلائها أو إخفائها وجعلها في منأى عن الآخرين بحيث لا يصل إليها أو يكتشفها أحد ، فبتلك الطريقة سيكون الواحد منا مستريحاً ، راضياً عن حاله ، متصالحاً معها ولن يقدر أحد على هز ثقته بنفسه مهما صدَر عنه من تصرفات أو تفوَّه من كلمات ، فهو على علم بكل عيوبه ما ظهر منها وما بطن لذا فلَوم الآخرين لن يؤثر فيه يوماً أو يُفقِده بريقه ويُشوِّه صورته أمام نفسه ، فكلنا مَلأى بالعيوب ولكن الأقوى مَنْ يحاول الإقرار بها في سبيل القضاء عليها أو تقليص بعض منها على أقل حال وهذا لا ينتقص من قَدْرِه ولكنه يرفع من شأنه ويُعزِّز قيمته بين الورى فيكفي أنه ليس مغروراً أو متعالياً أو مترفعاً بذاته لا يَرى بها أي نواقص وكأنها خُلِقَت كاملة بلا عيوب ، فهذا لم يحدث ولن يحدث مُطلقاً ، فكل امرئ بعيدٌ كل البُعْد عن المثالية بحيث لا يخلو أي منا من العيوب مهما كانت ضئيلةً فالأهم أنْ نحاول الإشارة إليها ولو بيننا وبين أنفسنا حتى لا يُصيبنا داء التعالي والكِبر والتعاظم والتفاخر بالذات الذي يؤدي إلى مسالك لا يرغب أي منا في الوصول إليها ، فكلنا مهما بلغنا من مناصب ومهما اعتللنا من نفوذ ضآلى لا نساوي شيئاً أمام قدرات الله وموجودات الكون بأسره التي خلقها الله بقدراته الفائقة ، فلا علينا أنْ ننسى أنفسنا ونظن بها الظنون حتى لا ينتهي بنا الحال لما لا نُحِب أو نَرضَى …
التعليقات مغلقة.