الإمعـــــــــــة
مايسة إمام
قنبلة موقوتة تدمر المجتمع التي تعيش فيه وتؤدي لإنهيار وتصدع كل كيان إجتماعي كالأسرة أو مؤسسي كالعمل فالإمعة شخصية لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ، تعجز عن إتخاذ القرار أو إبداء رأي حاسم في أمر من الأمور ، ففي الأسرة عندما يكون الأب من هذا النوع يكون الخلل كبيراً بحيث يكون زمام الأمر كله في يد الأم ولا وجود لرأيه أو إهتمام به فينشأ الأبناء على ذلك وإن كانوا ذكورا إما يصبحوا صورة مصغرة منه في المستقبل مع زوجاتهم بلا هوية وإما ان تصبح لديهم عقدة نفسية ويكون العكس تماما وتتكون لديهم شخصية مستبدة مسيطرة رافضة للراي الآخر خاصة من زوجته حيث يريد أن يثبت لنفسه أنه ليس صورة من أبيه مما يسبب له حياة مليئة بالمنغصات ويصل في النهاية للفشل التام ، وبالنسبة للإناث فتكون البنت إما صورة من أمها تريد أن تعتلي عجلة القيادة ويكون زوجها رافضا لذلك فيحدث الصدام ويكون الإنفجار وإما أن تكون مثل أبيها تماما وتمحى شخصيتها امام زوجها ثم أمام الأبناء وتعيش طيلة عمرها بلا وجود وفي مجال العمل تكون الطامة الكبري حين يكون زمام الأمر في يد من لا أمر له ولا رأي ولا شخصية فهو مع هذا وذاك فيما يرى ، يفتقد للرؤية البصيرية للأمور ، يعجز عن مواجهة المواقف بنفسه كالأطفال ويحتاج دوما من يحركه ويوجهه ويضع قدما يتبعها هو ، ويكون معول الهدم الأول للكيان الذي يتواجد فيه وسبب رئيسي في فشل المنظومة كاملة وتداعي كل من فيها أو فتيل الصراعات بين مرؤسيه
_ الإمعة نبت ينبغي إجتذاذ جذوره نهائيا خاصة من المناصب القيادية لأنه يسمح للهوام من البشر أن تفسد الأجواء المحيطة به والكارثة الأكبرأنه لا يدري أن من تلك الهوام من يتخذ منه ستارا ودرعا يختبئ خلفه ليفعل مايفعل في الخفاء ويفسد ما يفسد وهو على ثقة تامة أنه في موضع الأمان
_هذه الشخصية تحتاج لعلاج نفسي حتى تصبح شخصية سوية ومتفاعلة وبانية لا هادمة لنفسها ومن حولها ومواجهة النفس بهذا القصور هو أول خطوات العلاج والتخلص من الهوام العالقة به هو ثاني خطوات العلاج او على الأقل التفكير ثم التفكير ثم التفكير فيما تفعله تحت ستاره ، هذه الشخصية نهى عنها رسولنا الكريم حين قال : ” لاتكونوا إمعه تقولون : إن أحسن الناس أحسنا إن ظلموا ظلمنا ، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، إن أساؤوا فلا تظلموا ” فالمؤمن الحق ليس ضعيفا ولا سفيها يسمح لكل مار ان يعبث به وبمقدرات من إرتبطت ظروفهم به
مايسة إمام
التعليقات مغلقة.