موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإنسان والمنتج الهندسي مقال بقلم أحمد فؤاد الهادي ـ مصر من كتاب الهندسة النفسية “تحت النشر “

124

الإنسان والمنتج الهندسي مقال بقلم أحمد فؤاد الهادي ـ مصر من كتاب الهندسة النفسية “تحت النشر “

المنتج الهندسي يمكن تعريفه بأنه استغلال لنظرية أو فكرة علمية لبناء آلة تجعل استغلال تلك الفكرة أو النظرية ممكنا عمليا في مجال بعينه أو في عدة مجالات، وقد تعتمد تلك الآلة في بنائها على أكثر من فكرة وأكثر من نظرية علمية، وفي كل الأحوال، تكون المبادئ الفطرية والثوابت الكونية الخارجة عن تحكم الإنسان، تكون جميعها شريكا ثابتا في كل الأحوال، حيث أنها متداخلة كلها أو بعضها في كل الموجودات على ظهر الأرض بدرجات متفاوتة، وبالتالي على تكوين وأداء المنتج الهندسي.

الإنسان مركب من شقين:

أولا: الشق المادي: وهو أجزاء الجسد البشري الظاهرة والباطنة والتي اكتشف الأطباء والعلماء والباحثون الكثير من مكوناتها وتركيباتها الكيميائية وآليات عملها لتفي بوظائفها، والتفاعلات التي تتم خلال بعضها، وعلاقة كل جزء بباقي الأجزاء، والمؤثرات التي تؤثر على الأجزاء المختلفة سلبا وإيجابا، وأدى ذلك بالتواز إلى التدخل في حالات الخلل التي قد تصيب جزء ما أو أكثر بالعقاقير أو إجراء الجراحات أو حتى نقل الأجزاء البشرية أو استبدالها بالصناعية، ورغم كل هذا التقدم فالبحوث مازالت مستمرة لاكتشاف المزيد.

ثانيا: الشق المعنوي: وهو الشق الذي لا يعلم أحد منه سوى مشاهدة انعكاساته على الإنسان، من بث الحياة في الجسد إلى الأداء الفائق الدقة لأجزائه وكفالة قيام كل جزء بوظيفته بعيدا عن مكوناته المادية الملموسة، ذلك الغامض الذي يبعث الحياة في الخلية، ويحمل ما نطلق عليه “النفس” والتي نرجع إليها ما يبدو لنا من تصرفات البشر، فنصفهم بما تتصف به نفوسهم من خير أو شر، ومن كرم أو بخل، ومن أمانة أو خيانة، ومن جشع أو قناعة، وهكذا.

أين النفس من الجسد البشري؟

سؤال لا أرى له إجابة سوى أن النفس من شقائق الروح التي لا يعلم كنهها إلا الخالق الأعظم الذي قال: ” ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا”. فلا مجال إذن لأي اجتهاد أو ادعاء بأن أحدا يمكنه النفاذ إلى النفس والعبث بمحتواها، فكيف الوصول إلى مالا ندرك له مكانا أو هيئة؟ لذلك لم يعد لدينا سوى التأمل في مخرجات النفوس المختلفة، حلوها ومرها، وأن نستبعد تماما إمكانية العبث بها أو تغييرها من حال إلى حال سواء سلبا أو أيجابا.

ولا نملك إلا أن نتخيل أن النفس شيء راق في هندسته إلى أبعد ما تستوعب عقولنا، وعلينا أن نسلم بمواصفاتها التي هي عليها حتى نستطيع أن نفصل بين الشق المادي الملموس والشق المعنوي الخفي.

والنفس أيضا هي ما درج الناس على تسميته بالشخصية، أي مجموعة الصفات التي يتصف بها شخص ما، ونلاحظ أننا عندما نتحدث عن شخصية ما، لانذكر شيئا من مواصفاته البدنية، كأن يكون جميلا أو قوي البنية أو طويل القامة مثلا، بل نذكر أنه كريم، أو حقود، أو صادق، أو أمين مثلا، أي نذكر أشياء كلها معنوية يضفيها الموصوف على نفسه دون قصد منه بوحي من النفس التي يحملها والتي أكسبته هذه التي نسميها الشخصية.

التشخص قائم على شقين:

أولا: الشق المادي: وهو ما يحمله الشق المنظور للجسد البشري الذي أشرنا إليه سالفا، ويتمثل في الصفات الخلقية التي تميز الشخص عن الآخرين كلون البشرة وطول القامة ولون العينين وشكل الشفتين وبصمات الأصابع والبصمة الجينية وكل ما نراه من الجسد البشري بعيوننا أو بالأجهزة الطبية ومتكشف عنه تحاليل مكوناته.

وليس غريبا علينا أن الاختلافات في هذه الأشياء المادية مسلم بها، وأنها الوسيلة التي نتعرف بها على شخص معين ونميزه عن البشر، ولنسمها “الخلقة”.

ثانيا: الشق المعنوي: وهو ما تحمله النفس، ويتمثل فيما لا تدركه العيون أو الأيدي ولأندرك له مكانا أو شكلا أو كنها، كالبخل والكرم والصدق والكذب والغلظة والرقة والطيبة والشراسة والوفاء والخيانة وغيرها مما نراه فقط كتصرفات يبديها حاملها، ومرجعها الأساسي ما يطلق عليه “الطباع”.

وهذان الشقان يمثلان الطبعة التي طبع الله عليها البشر منذ الأزل، فلكل طبعته قبل أن يولد، فإذا حان وقت ميلاده ولد بها شكلا ونفسا، أي هيئة وصفاتا، أي خلقة وطباعا. لذلك فإن التشخص أزلي.

فهل يمكن تعديل أو تجميل الطباع كما يحدث أحيانا من عمليات تسمى تجميلا للخلقة؟

ليكن ذلك في حديث قادم بإذن الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعليقات مغلقة.