موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الإنشاصية جميلة الجميلات .. جمرات الإبداع أم الهدأة المقوضة المبدع عبد العظيم الأحول بقلم : ابن المحروسة محمد أبو اليزيد صالح

518

الإنشاصية جميلة الجميلات جمرات الإبداع أم الهدأة المقوضة خاطرة ذاتية مغايرة حول إبداعه فى قصيدته عيد سعيد

بقلم : ابن المحروسة محمد أبو اليزيد صالح والمبدع عبدالعظيم الأحول

يا فرحة العيد حُلّـي طَوقَةَ الجِيدِ
مِنّـي عليَّ بتِـرحالِ المَــواجِـيـدِ

واهمي عليَّ بقُـربٍ بِتُّ أرقُبُـهُ
مِـن دونِ أحبابنا لا فرحَ في العيدِ

قَلبي كَـلِـيمٌ وروحُ القلبِ نائيَـةٌ
والنَّـزفُ منّي يُرَوِّي رَملَةَ البِيدِ

أزرى المشيبُ وغاضَ القلبُ في كمدٍ
والعُمرُ يجري ولا يثنيهِ تنهيدي

يا لُطفَ ربي تَعَهَّـد مُهجتي بغدٍ
يُـزجي سُرورًا ويُطفي جَمرَ تقييدي

المبدع عبدالعظيم الأحول

( 1 ) فى فلسفة الشقاء والإبداع… نظرة عامة

للشقاء منا السلام !!! له منا الدعاء بالإتقاد والتلظى !!!. ليمور ويفور ، فهو الولود !!! إنه جذوات مستعرة يريدها المبدع مستقرا ليفرخ السعود ، فذروه فيما يلوى عليه من الشقاء اللذيذ ولا يعدل ، و لا تخشوا عليه بأسا فإنه ينهض على رأس كل تسعر من جديد كالعنقاء صادحا مغردا ، وذاك مبتغانا.
ليست ساديتنا باعثنا على ما ندعو إليه وما نتمنى ونرتجى
فما نحن قط بساديين ، ومانحن أبدا بضامرين الشر لأحد ، بل
الشوكة يشاكها أى إنسان على وجه الأرض لتؤلمنا أشد الألم ، وتقض مضجعنا قضا منكرا حتى تنقضى غمته ، ولكن ماذا ؟ !
إن الأديب الفريد كما غيره من المبدعين ، ( دعنا نقصر الأمر الآن على الأدب) يقف بحكم السليقة أو التجربة أو الإطلاع أو التأمل أو بسبب كل ذلك يقف على كنه الإبداع كعملية معقدة ، و يدرك أن الشقاء باعث رئيس ومحرك أساس لهذه العملية فى الأدب و سائر الفنون الأخرى ، بل فى حركة الحياة ككل. إنه متيقن من أن جذوة الإبداع تخبو وتتلاشى بزوال صنوها الشقاء ، و شواهد الحياة تؤكد ما نقول ، فمجتمعات التواكل وأهلها الذين تنهمر عليهم الثروات الريعية دون شقاء وعناء وعمل جاد ينعدم فيها الإبداع ، بينمامجتمعات الشقاء و المعاناة الواعية يتعاظم فيها الإبداع. ولسنا فى شك من أن أهل الأدب الحقيقيين لهم اطلاعاتهم على سير النساك والمتصوفة والعباد والزهاد وأرباب الإبداع المتفردين على كل الأصعدة الذين آثروا الشقاء على الدعة لنيل بركات الديمومة لإبداعهم مختلف المشارب ،وعليه فإن الميل نحو خيار الشقاء من قبل الأديب وغيره من أهل التميز هو تحقيق للذات نراه من حق المبدع خاصة وأنه يتم طواعية ، وعن طيب خاطر منه ، و بصفته الفردية ، بلا ضغط ولا إكراه من أحد . إنه كينونة المبدع ووجوده وطلبته وهو يرى أن ما يخط وينتج يمثل إبداعا. و بهذا ، فالأمر من المبدع وإليه باختياره ، وذلك يعفينا من مظنة السادية وقالة السوء. إن الأمر بالنسبة لنا لا يعدو أن يكون التمتع الحلال بنصوص راقية تتسنم ذروة المعالى وإن يكن الشقاء الذى ليس لنا من حيلة فيه مبعثها . إذن طالما الأمر كذلك ، فمبارك الشقاء وأهلا به .

( 2 ) تكنيكات الشاعر / عبد العظيم الأحول فى قصيدته عيد سعيد

لأحول – بحسبنا – يمثل حالة شعرية فريدة فهو يهدهدنا حتى يداعب عيوننا الوسن ، أو يصلينا بشواظه فتتحرق أكبادنا ، أو يدغدغ مشاعرنا فنأمل و نرتجى مستبشرين ، أو يطوحنا إلى ذات اليمين أو إلى ذات الشمال حيارى ليس لنا من قرار ، أو يثير فينا الشجن حتى لنحشر فى زمرة البكائين ، أو يؤصل لحالة عشق ندرج بها مع المتدلهين ، وهو يحوز على قبولنا فى سائر الأحوال. إن / الأحول يثير فينا تساؤلات مع كل حالة ، وهذا من سمات الأدب الجاد. و المتلقى لإبداع / الأحول لابد وأن يكون فى كامل عدته ، وتمام أهبته ، ومديد صبره ، وإلا فاته الكثير من فتون شعره . إن / الأحول يستخدم ” تكنيكات ” معينة فيما يبدع. وقد استخدم هذه التكنيكات فى هذه القصيدة التى بين أيدينا الآن مبكرا جدا منذ العنوان والبيت المفتتح . إذن ، فلنقرأ عنوان القصيدة وبيتها الأول قبل أن ندلف إليها كلها . إنه العنوان المخاتل ، هكذا أراده / الأحول . ” عيد سعيد ” ، ذلكم هو العنوان المستراح المهدهد الذى يجعلك تركن فى دعة و هناءة واستشراف مبشر إلى ما سيأتى فى القصيدة بعد أن آنست من ذلك العنوان برا ، أليس الأمر العيد والسعادة ؟؟!!
لكن / الأحول لم يقصد هذا ، بل يريد أن يرجك رجا عنيفا
لإشراكك معه فى شجونه ، فبمجرد قراءتك البيت الأول وحده ستدرك أنه طوح بك بعيدا إلى مرمى آخر مغاير يريده
، لتوقن أنه ليس بالهين ” تكنيكيا ” إنه يستخدم تكنيك (الإشراك ) الذى يعنى سعى الأديب لمساهمة المتلقى ، ناقدا وقارئا . الناقد لاستجلاء غموض النص و القارئ لأجل الانخراط ،وفى كل اثراء للنص ونصرة للأديب بالتفاعل الجاد .إذن ، هذا تكنيك مورط للمتلقى ، وهو مصطنع أيضا. يصطنعه الأديب ، بعمدية و باحتيال مشروع فى دنيا الأدب لغرض فى نفسه كما هو ظاهر . كما وأن هذا التكنيك يقوم على المباغتة. مباغتة القارئ على الأقل لإثارة دهشته و انفعاله ومن ثم تفاعله . إن هذا التكنيك أستخدم و يستخدم فى عصرنا المعاصر فى المسرح ليضفى أجواء من الواقعية والتفاعل كما فى مسرح ” بريخت ” مثلا ،ثم إنه لينسحب على أيدى المهرة من الأدباء من مبدعى صنوف الأدب الأخرى إلى ما ينظمون ومنهم الشعراء . و الأحول يستخدم تكنيكا آخر يقوم على المفارقة والتناقض وهو تكنيك قديم متعارف عليه فى عالم الأدب يقصد منه إثارة اليقظة و التساؤلات لأجل الالتئام والاتساق !!! كهدف أخير له حتى لا يقترن منتجه بالنفرة وهذا من سمات الأدب البديع . . وهناك تكنيك ثالث انتبه إليه / الأحول وهو تكنيك ” الاقتضاب ” الذى طبقه فأراح المتلقى و أزاح عن القصيدة ما يبهظ كاهلها من أشياء لا غناء فيها . إننا من أنصار المختصر المفيد المعبر فى كل شيئ حتى الأدب ، ونرى ذلك من البلاغة . ولعل نحونا هذا المنحى إنما يرجع إلى اطلاعنا فى بواكير الحياة على نماذج أدبية أجنبية فيها الكثير مما لا يلزم ورأينا وقتها وللآن إنه كان يمكن لها أن تؤدى رسالتها بصورة أفضل لو كانت مكثفة مختصرة ، أنظر مثلا حجم الاستطراد فى تفاصيل نراها مملة عديمة الجدوى للكاتب الأيرلندى جيمس جويس فى روايتيه ” صحوة فنينجان ” و ” أوليسيس” ، كما واطلعنا فى المقابل على نماذج أخر قليلة فى أدبنا العربى مقتضبة معبرة يمثلها المبدع الأخاذ / يحيى حقى. إنك إن تقرأ / حقى لا تلمح كلمة فى غير موضعها ، ولا تركيبة لا لزوم لها ، بل الأمر معه إلى إيجاز وتكثيف إنقطع نظيرهما . يتجلى ذلك فى قصصه القصير ، ورواياته ( لاحظ حجم رواياته) ، وصوره الأدبية ، والمقالات. إن الاقتضاب بات ضروريا الآن ( مالم يكن لضرورة أدبية ملحة جدا) نظرا لظروف العصر متسارع الاحداث و المتلقى الملول الذى يميل إلى المختصر المفيد المعبر دونما إخلال بالروح الأدبية للنص بالطبع ، وهذا تجيده قلة ، إذ دونه العناء فى ثقافة وفكر حقيقيين أصبحت لا تطيقه جمهرة من الأدباء. فكيف تحقق / للأحول تطبيق هذه التكنيكات فى القصيدة ؟ وما أثره ؟

كما ذكرنا سابقا أن / الأحول استخدم عنوانا مخادعا مخاتلا هدهدنا باثا فينا الطمأنينة ، و الدعة ، والتنبؤ السعيد . ثم و أنت فى غمرة هذا مغتبطا فى تسليم ، يدق رأسك بهراوة هذا البيت المفتتح الغليظة لتفيق مشاركا إياه :


يافرحة العيد حلى طوقة الجيد
منى على بترحال المواجيد .
إذن ، لا هو عيد ولا هو سعيد والشاعر يتوسل إلى فرحة العيد أن تفك أغلال حزنه التى تأخذ بمجامع روحه ، وبأن تمن عليه برحيل مؤلماته. لقد قوض الشاعر ما أسسه العنوان فينا من أمان وسلام وبات علينا وبصورة عاجلة الإنخراط والمشاركة والمساهمة بعد أن جرنا -بحرفية – جرا إلى ما يريد . ولكى يعطى / الأحول تكنيك المشاركة هذا زخما أكثر وظف تكنيكيه الآخرين لتصبح التكنيكات كلها ملتمة فى ضفيرة واحدة : المشاركة والتناقض و الاقتضاب !!! أليس ذلك من البراعة ؟؟!!! وببعض تفصيل نقول أن الإشراك تحقق بسبب التناقض!!!! التناقض بين العنوان والبيت الأول. شاعر يتحدث عن العيد السعيد ويتحدث فى ذات الوقت عن مكبلاته وأغلاله وأحزانه ، وبمثل هذا الاقتضاب الموجز المكثف فى هذه المساحة الضيقة من القصيدة ( العنوان والبيت الأول فقط) . إنه تداخل التكنيكات الخادم الحميد الموقظ الحاث. و نؤكد أنها ليست المصادفة فى اختيار / الأحول لمعينات بعينها أبرزها اللفظة لإنجاز ذلك أيضا. أنظر إلى استخدامه مفردة ( الجيد) التى تعنى العنق . فلماذا هذه اللفظة تحديدا ؟؟ إن العنق / الرقبة فى القرآن الكريم مقرونة بالأغلال والقيود ” إذ الأغلال فى أعناقهم والسلاسل يسحبون ” ، و بالعتق الذى يعنى التحرر والحرية ” فك رقبة ” ، والعنق أيضا فى القرآن هو محل الحلقوم ، والحلقوم مقرون بمفارقة الروح للبدن عند الموت : ” فلولا إذا بلغت الحلقوم ” . ( نرى ذلك من التناص الراقى ) . وياللمفارقة ، فإن الحلقوم أيضا محل الحياة ، إذ يمر من خلاله الهواء لإعاشة البدن !!! لقد لعب / الأحول على هذه المفردة حمالة الأوجه الدالة على الموت و الحياة فى آن .تناقض أيضا حملته المفردة إرتآه لاشراكنا وإثارة انتباهنا وتعاطفنا. تناقض فى مدلولات المفردة لخلق الإتساق والحياة والإحياء لنفسه وللقصيدة فى الأخير !!! ، وهو بهذا يوظفها ( أى المفردة) لخدمة تكنيكاته ، إذن ، التنافر ظاهرى بغيته الاتساق فى الأخير. كل هذا فى عنوان وبيت مفتتح فقط ، فياله من اقتضاب معبر !!! ( الاقتضاب شمل القصيدة كلها ) ، أليس هذا من أوجه الإعجاب بشعر الأحول ؟؟!!! و لكن ماذا عن بقية القصيدة ؟
لنتأمل أبيات القصيدة التالية للبيت الأول :

واهمى على بقرب بت أرقبه
من دون أحبابنا لا فرح فى العيد .
قلبى كليم وروح القلب نائية
والنزف منى يروى رملة البيد .
أزرى المشيب وغاض القلب فى كمد
والعمر يجرى ولا يثنيه تنهيدى .

إنه يسأل فرحة العيد لكى تهمى أى تغدق عليه ممطرة بغزارة ، قربا للأحبة بات يترقبه فلا فرح فى العيد بدونهم . إنه يلعب على المفردة مرة أخرى لرفد التكنيكات وخدمتها ( على الأقل تكنيك المشاركة) ، لكنه فى هذه الجولة يضفى على المفردة بعدا نفسيا لابد وأن يلفتنا أو أن نلتفت إليه وهو بعد الخشية أو التوجس منذ استخدم تعبيرا من كلمتين ” بت أرقبه ” . إن من يترقب شيئا يعتريه التوجس ، والشاعر بهذا يريد أن يشركنا فى توجسه هذا شاحذا منا الحواس لنتفاعل ونتعاطف معه أكثر لأن قلبه فى غاية محزونيته ونزفه بسبب بعد الحبيب ، حتى إن نزفه ليروى الصحراوات العطشى . وهو أيضا بحرفيته المعهودة يكثف لنا محزونيته وأساه بالمشيب الذى اعتراه وعمره الذى يتفلت غير آبه بتنهدات حسراته.
وأما البيت الأخير :
يا لطف ربى تعهد مهجتى بغد
يزجى سرورا ويطفى جمر تقييدى .
فهو بيت مخفف لغلواء محزونية الشاعر الذى يلجأ إلى لطف الله ليتعهد قلبه بالسرور ويحرره من سعير قيوده

التعليقات مغلقة.